الحنين التركي الى دولة الاحتلال الاسرائيلى ليس وليد اللحظة الراهنة التى يتودد فيها أدوغان الى اسرائيل وانما هى امتداد لحقبة الامبراطورية العثمانية التى شهدت البداية الحقيقية لضياع فلسطين ويستند اليها اليهود اليوم فى ترويج اكاذيبهم ونشر سمومهم بشأن سيناء المصرية والادعاء بانها ارض اسرائيلية استنادا الى الخرائط العثمانية المزعومة. في هذا الملف تواصل «الوفد» كشف افتراءات إسرائيل وزعمها أن لها الحق في القدس والمسجد الاقصى، حيث نشرنا فى الحلقة الاولى من الملف دور الآثار الفرعونية في فضح تلك المزاعم وكيف تثبت آثارنا المصرية القديمة أن اسرائيل ليس لها الحق في القدس. نرصد في الحلقة الثانية الاستمرار في فضح تلك المزاعم والمصادفة اننا في الحلقة السابقة كنا قد اشرنا الى ان الملك تحتمس الثالث كان موجودا فى ارض فلسطين قبل خمسة آلاف عام، الامر الذى أكده خبر اسرائيلى تناولته معظم وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رجلاً اسرائيلياً عثر على ختم يعود للملك تحتمس الثالث. الاهم من ذلك انه بعد نشر هذا الخبر نشرت وسائل اعلام اخرى دراسة يزعم فيها اسرائيليان ان اسرائيل لها الحق في سيناء ايضا، حيث يدعي الباحثان الإسرائيليان، المتخصصان في الجغرافيا، يوفال بن بيست ويوسي بن أرتسي، أن هناك خرائط عثمانية تُظهر حدود دولة إسرائيل، والتي كانت جزءا من بادية الشام «سوريا حاليا»، إلى نقطة في وسط سيناء تسمى «جبل تيه بني إسرائيل». وأكّدا في بحثهما الذي نشرته مجلة «Journal of Historical Geography» الإسرائيلية، ونقلت عنها صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الدولة العثمانية «تركيا حاليا» لم تفصل بين شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب بشريط حدودي مستقيم، وإنما كانت النقب تقتطع جزءا كبيرا من وسط سيناء. وأوضح الباحثان أنه عندما جاء الانتداب البريطاني على فلسطين في 1906 فرض على الدولة العثمانية ترسيم جديد وأضاف الباحثان، أن الخليفة العثماني، عبدالحميد الثاني أصدر فرمانا بإعادة الترسيم لصالح بريطانيا. ونوها إلى أن الترسيم كان خدمة لمصالح بريطانيا، دون أن يستند هذا الترسيم إلى أساس تاريخي أو جغرافي. وأكدا، أنه لو تسلم الوفد الإسرائيلي الذي كان يتفاوض مع مصر على شريط طابا؛ لتغير مسار المفاوضات تماما لصالح إسرائيل. زاعمين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بيجين، رفض استشارة خبراء جغرافيين؛ بداع أنها تمس أسس السلام بين مصر وإسرائيل. وزعم البحث أنه لم تكن هناك حدود تفصل بين مصر وإسرائيل قبل عام 1906، لذلك فإن الحدود الحالية بين إسرائيل وسيناء باطلة. وحسب مزاعم البحث الذي سلطت صحيفة «هاآرتس» العبرية الضوء عليه فإن الخط الفاصل الذي تم تحديده في عام 1906م، تم وضعه تحت املاءات بريطانية إذ تم إجبار العثمانيين على ذلك من أجل تحقيق مصالح بريطانيا. وقال البحث إن الخرائط العثمانية التي ترسم الحدود بين مصر وإسرائيل قبل اتفاقية «سايكس بيكو» تثبت أن بريطانيا نجحت في فرض حدود في الشرق الأوسط وفقا لمصالحها الخاصة. وأشارت «هاآرتس» إلى أن قصة تحديد الحدود بين إسرائيل وسيناء في عام 1906 شغلت في الماضي عددًا لا بأس به من المؤرخين والجغرافيين، وتصدرت القضية عناوين الصحف وتحولت إلى قضية قانونية دولية معقدة خلال مفاوضات معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر في أواخر سبعينيات القرن الماضي. وأضافت أنه خلال المفاوضات أثيرت مسألة ترسيم الحدود حول «قضية طابا»، والتي انتهت بقرار دولي لصالح مصر، مشيرة إلى أن معظم المهتمين بمسألة الحدود اعتمدوا في الماضي على المواد الموجودة في الأرشيفات البريطانية. وأشار إلى أن عددا قليلا من اعتمد على المصادر العثمانية ويرجع ذلك لأن الخرائط الموجودة في أرشيف رئيس الوزراء التركي لم تكن في متناول الباحثين. ونشرت صحيفة «هآرتس» خرائط زعمت أنها تعود إلى عصر الدولة العثمانية تدعى من خلالها أن شبه جزيرة سيناء ملك لإسرائيل. وأضافت الصحيفة انه منذ سنوات كشفت الحكومة التركية النقاب عن هذه الخرائط التى يعود تاريخها إلى عام 1882، والتى تظهر الأراضى التى كان يمتلكها بنو إسرائيل على حد زعمها و تطور الحدود بين مصر وإسرائيل على مر العصور خاصة قبل وبعد الحرب العالمية الأولى. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، قالت قبل نشر تلك الدراسة بيومين فقط، إن إسرائيليًّا عثر بالصدفة على ختم ملكي فرعوني، يعود للملك تحتمس الثالث في منطقة الجليل السفلي. وأوضحت الصحيفة، أنه أثناء تجول شخص يدعى، أميت حكلاي، في حديقة كرني حيتين، لاحظ وجود جسم أبيض يلمع بين الأحجار البازلتية السوداء، وعندما أمسكه لاحظ أن الجسم منحوت على شكل خنفساء، محفور عليه تاج ملكي، وشعر أن الختم يعود لحقبة مصر الفرعونية. وأشارت الصحيفة، إلى أن المستوطن الإسرائيلي اتصل بسلطة الآثار وسلمهم الختم، مقابل أن يعرف ماذا كتب عليه وماذا يخبر عن الموقع الذي وجد فيه. ونقلت الصحيفة، عن البروفيسور دفنا بن تور، قوله: إن الختم عبارة عن خنفساء تميمة، تعود إلى فترة الدولة المصرية الحديثة، وتصور الملك تحتمس الثالث جالساً على كرسي الملك، وأمامه خرطوش دائري مكتوب عليه اسمه بحروف هيروغليفية. ويظهر بالختم الملك تحتمس جالسًا على كرسيه، ويعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وأشار الموقع إلى أن مرحلة تولى تحتمس كانت فترة التوسعات الفرعونية، وتمت السيطرة فى عصره على أرض كنعان - أى فلسطين - والعديد من أراضى الشام، وأكد الموقع أن سلطات الآثار ستضيف القطعة الأثرية إلى قسم المصريات بالمتحف القومى الإسرائيلى للآثار فى مدينة القدس.