رياح أكتوبر.. هل تهب علي ثورة يناير؟ بقلم : عباس الطرابيلي منذ 1 ساعة 40 دقيقة ها هي رياح أكتوبر العظيم تهب علينا من جديد.. تهب ونحن أحوج ما نكون إليها.. عساها تعدل ما فسد من حياتنا.. وما أبشع ما فسد منها!! تجيء رياح أكتوبر هذه المرة ونحن نري ثورة يناير تنسحب من بين أيدينا.. ونكاد نفقدها .. حتي ان الشعب يحاول استردادها.. أو علي الأقل وقف انسحابها من حياتنا.. ونتعجب .. فمصر هي التي صنعت انتصارات اكتوبر وأعلناها يومها اننا سنجني الكثير من روح اكتوبر.. ومصر هي التي صنعت انتصار ثورة يناير.. وتمنينا أن يجني الوطن من ورائها الكثير.. وكما حلمنا أن تصبح روح اكتوبر هي الحافز لكي نبني مصر من جديد ونعوض كل ما خسرناه قبلها.. حلمنا كذلك أن تعوضنا ثورة يناير عما ضاع منا وعلينا قبلها.. ولكن كما ضيعنا حلم اكتوبر.. وخسرنا كل شيء.. واستولي رجال الاعمال علي خيرات هذا النصر العظيم .. ضاع منا حلم 25 يناير وخسرنا كل شيء.. وسرق اللصوص ثورة يناير.. وكأنه قد كتب علينا أن تنزل الخسائر فوق رؤوس الشعب.. حتي وان كسب رجال الاعمال - لصوص كل ثورة - كل شيء في حياتنا.. وما أكثر ما سرقوه منا، في كل منطقة من مناطق مصر المحروسة.. المحروسة أبداً لكي يسرقها كل هؤلاء اللصوص.. فالذين سرقوا اكتوبر ونصر اكتوبر وروح اكتوبر، هم هم أنفسهم الذين مدوا أيديهم ليسرقوا الثورة الجديدة.. أو يجعلوها تصب في خزائنهم.. حتي منهم من أنشأ احزاباً لكي يسرق.. بأسلوب العصر، اسلوب مزاولة العمل السياسي، من خلال الاحزاب السياسية!! وبعيداً عن «مندبة روح اكتوبر» هذا العام.. لماذا لا نحاول انقاذ ما يمكن إنقاذه من نصر اكتوبر.. لماذا لا نستعيد هذه الروح العظيمة ليس فقط حتي لا تضيع منا - وللابد - روح 25 يناير ولكن لأن أكتوبر يجيء هذا العام ولم تعد روح اكتوبر مقصورة علي فرد واحد أو علي شخص واحد.. فقد اختزلنا روح اكتوبر في بطل الضربة الجوية.. رغم ان الانتصارات العسكرية لا يمكن ان تتحقق بفضل شخص واحد.. بل بمجموع كل الذين يشاركون فيه.. ويوم نستعيد لروح اكتوبر نصرها الجماعي الذي شارك فيه كل المصريين إعداداً وتضحية.. ومشاركة.. سوف نستعيد لروح 25 يناير جماعيتها التي بدونها ما كان ميدان التحرير قد أصبح بطلاً اسطوريا تحدث العالم عنه بكل العظمة والإكبار وعندما نستعيد لروح أكتوبر هذه الايام بهاءها ونتذكر ابطالها الحقيقيين سوف نستعيد روح 25 يناير ونتذكر الابطال الحقيقيين الذين قاموا بها وكانوا جميعا هم الابطال المجهولين.. وتلك دعوة لنتذكر الابطال الحقيقيين «الآخرين» الذين حققوا لمصر نصر اكتوبر وهؤلاء الذين أسهموا في صنع هذا النصر المدوي واذا كانت مصر قد كرمت هؤلاء الابطال.. منهم من تم تكريمه تحت قبة البرلمان وحملوا النياشين والاوسمة.. ومنهم من تم تكريمه شعبياً، ولكن من المؤكد أن كل جندي كان في الخدمة خلال هذه الحرب العظيمة انما قدم لمصر الكثير.. من أعلي الرتب سواء الذين أسهموا في اعادة بناء الجيش المصري أو الذين خططوا ونفذوا عمليات حرب الاستنزاف.. ثم الذين قاموا بالعمليات من ظهر يوم السبت السادس من اكتوبر إلي أن تم وقف اطلاق النار.. إلي أصغر الرتب حتي ولو كان جندياً وقف خدمة في أحد المواقع. وهنا أتذكر كثيراً من الابطال المجهولين.. منهم هؤلاء المجاهدون الذين حولوا أيام العدو إلي جحيم فوق أرض سيناء.. أتذكر مجاهدي سيناء من ابنائها الابطال ليس فقط الشيخ سالم علي الهرش الذي تصدي لمشروع موشي ديان الذي كان يخطط لفصل سيناء عن مصر، وتدويلها.. إلي كل مجاهد من مجاهدي سيناء الذين حملوا السلاح.. والذين حملوا المعلومات والذين تعرف المخابرات العسكرية المصرية أسماءهم بالكامل.. وأضم صوتي هنا اليوم إلي صوت قائد أو رئيس جمعية مجاهدي سيناء الشيخ عبد الله جهامة شيخ مشايخ قبائل وسط سيناء الذي يطلب لهم صرف مرتبات شهرية توازي العمل العظيم الذي قام به كل مجاهد.. وهل يعقل أن يحصل كل مجاهد - أو ورثته - علي مبلغ 700 جنيه شهرياً فقط حتي الآن؟ حقيقة تم رفع ما كان يحصل عليه المجاهد منهم إلي هذا الرقم.. ولكن هل يوازي ذلك المبلغ ما قام به أي مجاهد.. وهل نعرف مصير كل واحد لو كانت اسرائيل قد اكتشفت أمره.. ماذا كان سيحدث له ولكل اسرته.. وربما كل قبيلته.. ليبقي ان نتخذ من نصر أكتوبر وروح اكتوبر العظة والعبرة لكي ننقذ ما يمكن انقاذه من روح ثورة يناير.. لانها هي الامل وهي الحلم.. أم نترك كل ذلك يسرقه لصوص الثورات.. وما أكثرهم في حياتنا الآن!!