هل بدأت جماعة الإخوان تنفيذ مخططها الإرهابى؟ سؤال يطرح نفسه بقوة على المشهد الراهن فى ظل هجمات إرهابية متقطعة تشهدها مصر وازدادت حدتها قبل أيام من احتفال المصريين بالذكرى الخامسة لثورة يناير. الجماعة التى لوحت أكثر من مرة باستخدام العنف المسلح ومواجهة الأجهزة الأمنية بجميع الوسائل المتاحة خلال الفترة الماضية معلنة تخليها عن مبدأ السلمية، بعد ظهور تيار جديد أطلق على نفسه «وأعدوا» توعد قوات الجيش والشرطة بمزيد من الهجمات الإرهابية فى ذكرى يناير، وهو مجموعة من شباب الجماعة اختلفت فى وجهات النظر مع القيادات التاريخية للإخوان حول الوضع الحالى فى مصر مطالبة بتغيير ما أسموه ب«السلمية». اقتصار العمليات الإرهابية على بعض مدن شمال سيناء ومواجهتها بكل حزم من قبل القوات المسلحة والشرطة كان عنوان المرحلة الماضية فى جميع الصحف ووسائل الإعلام المرئية وما ان اقتربت ذكرى يناير حتى بدأت التهديدات الإخوانية تظهر داخل العاصمة الكبرى، وما حدث فى منطقة المريوطية مساء الخميس الماضى كان خير دليل على ذلك. تحالف دعم الإخوان أصدر تحالف دعم جماعة الإخوان الإرهابية يوم الخميس الماض بياناً يحرض فيه أنصاره على التظاهر في الذكري الخامسة لثورة 25 يناير. وقالت مصادر مقربة من الإخوان الإرهابية: إن الجماعة بدأت في التواصل مع عدد من الطلاب المنتمين لها، بجامعتي القاهرة والأزهر، لحثهم على الخروج في تظاهرات خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. وأضافت المصادر، أن الجماعة تلقى بحمل ثقيل على الطلاب المحسوبين عليها فكريًا، للانضمام إلى التظاهرات الرافضة للوضع السياسي الحالي، والمطالبة بعودة «المعزول» لسدة الحكم. النكاية والإنهاك قال د. مصطفى حمزة، رئيس مركز دراسات الإسلام السياسى: إن ما حدث مساء الخميس الماضى فى منطقة المريوطية والهجوم على قسم شرطة العريش يصب فى الخطة الموضوعة لجماعة الإخوان الإرهابية التى تنوى تنفيذها فى ذكرى ثورة يناير بعد إعلانها التخلى عن مبدأ السلمية وانتهاج مسار العنف المسلح. وأكد حمزة أن العناصر الإخوانية تتبنى خطة تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق وسوريا بهدف تشتيت الأمن في ذكرى الثورة، وإرباك حساباته، عن طريق القيام بعمليات إرهابية متفرقة ضد منشآت ومؤسسات حيوية غير مؤمنة بشكل كبير أو بعيدة عن الشرطة والجيش، مما يدفع الأجهزة الأمنية للتحرك تجاه هذه المنشآت ومثيلاتها لتأمينها، ويضعف بالتالي مناطق تمركزهم الرئيسية، مشيرًا إلى أن هذه الخطة يطلق عليها عند «داعش» شوكة النكاية والإنهاك أي إيقاع النكاية بقوات الأمن لإنهاكها وإضعافها. وأضاف مدير مركز دراسات الإسلام السياسى، أن عناصر الإخوان تريد تحويل المشهد في 25 يناير إلى حرب عصابات، عن طريق تحريض أتباعهم بالقيام بالعمليات في مناطق قريبة من بيوتهم حتى يتمكنوا من العودة والاختباء بسهولة بعد تنفيذ العملية، على أن تقوم مجموعات أخرى بالاشتباك مع قوات الأمن في الطرق المؤدية إلى أماكن التفجيرات المتفرقة وجرهم للدخول في حرب عصابات لقطع الطريق أمام أي إمدادات أمنية، لا سيما المناطق المحيطة بالتحرير ووسط البلد ومنطقة الأزهر وقصر العيني، وذلك بتفجير محطات المياه والكهرباء والبنزين، والسينمات والمسارح القريبة من هذه المناطق. وأشار مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إلى أن هذه الخطة موجودة في كتاب «إدارة التوحش» لأبو بكر الناجي، لافتًا النظر إلى أن خطة الإخوان حذرت من الهجوم على دور العبادة تخوفًا من حدوث فتنة طائفية، إضافة إلى الابتعاد عن الأماكن شديدة الحراسة مثل مبنى الإذاعة والتليفزيون. وطالب حمزة بضرورة تأمين المواطنين لمحطات البنزين والأماكن المستهدفة القريبة من بيوتهم لتفويت الفرصة على الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم من ناحية، وحتى لا يتم تشتيت الجهود الأمنية وتفريقها من ناحية أخرى، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الإخوان يعتبرون يوم 25 يناير بداية ثورتهم المزعومة، ولكنهم يوقنون بأنه لن يحدث تغيير في اليوم نفسه. الرغبة فى الانتقام وأكد الدكتور أحمد بان المنشق عن الإخوان، أن هناك علاقة غير عادية بين ما حدث فى منطقة المريوطية بالهرم وتهديدات بعض العناصر الإخوانية الشابة باستخدام العنف فى ذكرى الثورة التى تخلت عن السلمية وخرجت من محافظات مثل الفيوم وبنى سويف تحيط بها جبال وصحراء يسهل التحرك من خلالها. وحذر «بان» القوات الأمنية من خطورة تلك العناصر الإرهابية ورغبتها فى الانتقام، مطالباً بإحكام القبضة الأمنية حتى لا ننزلق فى سياق ممتد لعمليات إرهابية نوعية تمتد إلى ما بعد يناير. وتوقع هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، أن تقع بعض العمليات الإرهابية بغرض استغلال ذكرى ثورة 25 يناير ومحاولة نشر الفوضى والتشويش على المشهد السياسي. وقال: إن الإرهابيين يسعون لتقويض ومناهضة المؤسسات المنتخبة بالتشويه والاستهداف ومناهضة مؤسسات الدولة السياسية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية ومؤسسة القضاء؛ لنشر الفوضى في البلاد. دور الأمن والمواطن يرى اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى عضو مجلس النواب عن مدينة نصر، إن التنظيمات الإرهابية مسئولة مسئولية كاملة عما حدث الخميس الماضى، وأن هذا نتيجة لملاحقتهم أمنياً وتضييق الخناق عليهم من قبل الجيش والشرطة، لافتاً إلى أن وعى المواطن وانصياعه للتعليمات الأمنية الصادرة من الأجهزة الحكومية يفسد أى مخططات لزعزعة الاستقرار فى ذكرى الثورة. وشدد بخيت على ضرورة احترام جميع التعليمات الصادرة من القوات المسلحة لتجنب وقوع خسائر بشرية أو مادية وإتاحة الفرصة للأجهزة فى ملاحقة الإرهابيين من خلال جمع المعلومات بالتوازى مع باقى الاجهزة مثل الأمن الوطنى، مشيراً إلى أن قانون التظاهر يمنع أى تجمعات، ومن يحاول الإضرار بأمن الوطن سينال جزاءه.