أكدت صحيفة ( جارديان) البريطانية أن المملكة العربية السعودية ترتكب حماقة، بنضالها المستميت لتحصين نفسها ضد الثورات التي تجتاح المنطقة، في محاولة منها لاعتراض رياح التغيير التي هبت علي المنطقه العربية، وبالرغم من ذلك الجنون إلا أنها لا تزال مستمرة في محاولاتها. وأشارت الصحيفة إلى أنه علي الرغم من إصدار الملك عبد الله مرسوما يقضي بإمكانية خوض المرأة غمار الانتخابات في عام 2015، إلا أن الواقع يؤكد أن نصف مقاعد البرلمان فقط هي المتاحة أمام المرشحين، فإن المنافسة لن تكون عادلة، فضلا عن أن البرلمان السعودى لا يمتلك السلطات الكافية، موضحة أن كافة المناصب الهامة بمحافظات المملكة يشغلها أفراد من العائلة المالكة. وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكدت الصحيفة أن السعودية تقود الأنظمة الملكية الأخرى بالمنطقة في عملية "الهجوم المضاد" للتغيير السياسي، مشيرة إلي تأييدها المملكة للنظامين المصري والتونسي حتي اللحظات الأخيرة قبل سقوطهما، ومنح الأردن مساعدات بلغت 1.4 مليار دولار، فضلا عن ضم كل من الأردن والمغرب في مجلس التعاون الخليجي الذي تهيمن عليه السعودية، وإرسال قوات سعودية إلي البحرين لقمع احتجاجات الشيعة. وأضافت الصحيفة أن تركيز السعودية منصب حاليا علي كبح جماح القطريين مشيرة إلي استقالة مدير عام قناة الجزيرة، والتي كان لها دور كبير في تغطية الأحداث في كل من مصر وتونس، واستبداله بأحد أفراد العائلة المالكة القطرية بعد أسبوع من تبادل الزيارات بين المسئولين القطريين والسعوديين. وأكدت الصحيفة أن التحدي الذي يواجه المشروع السعودي في إحباط الربيع العربي الآن يتمثل في تصاعد النفوذ التركي بالمنطقة.