عندما ثار الشعب المصري فى 25 يناير 2011 آملا فى التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية لم يتوقع أن ثورته بمثابة ضربة قاصمة لقطاع هام يؤثر بشكل كبير علي الاقتصاد القومي. كانت الثورة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن هوى قطاع السياحة، ولم يفق من وعكته حتى الآن مع توالي الأحداث الأمنية التي تتعلق به بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن العاملين بالقطاع السياحي حملو وسائل الاعلام المسئولية الكبري في تدمير ذلك القطاع وتشريد العاملين فيه بسبب التناول الخاطئ للقضايا والاحداث المتعلقة به منذ 25 يناير. قال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، إن ثورة 25 يناير أثرت سلبًا على قطاع السياحة بمصر، حيث عانى العاملون به أشد المعاناة على مدار خمس سنوات، بسبب فترة الانفلات الأمنى التى مرت بها مصر عقب أحداث الثورة، والانطباع السيئ الذى راوغ السياح بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة، لترابط كلا القطاعين ببعضهم. وأوضح السيد أن السبب فى عدم تعافى السياحة المصرية على مدار خمس سنوات يرجع إلى مواقف الدول الغربية تجاه مصر وتجاه ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وغياب الدور التوعوى , لافتاً الى أن السياحة الثقافية والمرشدين السياحيين هم أكثر فئة تأثرت عقب الثورة، لعدم اهتمام الدولة بهم مثل اهتمامها بالسياحة الشاطئية. وأشار نقيب المرشديين السياحيين الى أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التى تعرض لها فندقين بالهرم والغردقة، آثرت هى الأخرى على قطاع السياحة تاثير كبيرا، وذلك بسبب التغطية الإعلامية الخاطئة لتلك الأحداث، حيث اهتمت وسائل الإعلام بالسبق الصحفى دون التأكد من صحة الأخبار التى تتداولها وتصل إلى الصحف الغربية، ما أدى إلى انتكاسة السياحة مرة أخرى لان السياحة تشبة لوح الزجاج الذى يتأثر بأى خدش بسيط. واتهم أحمد الشيخ، صاحب شركة سياحة بشرم الشيخ، وسائل الاعلام بالتأثير السلبى على السياحة المصرية منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، بسبب تناولهم الخاطئ لجميع الأحداث، قائلا: "عدو مصر هو اعلام مصر هو من يظهر الفتن ويروجها". وعاب الشيخ على طريقة معالجة الدولة ووزارة السياحة للأزمات التى تواجهها منذ الثورة وحتى الآن، مؤكدا صحة كلامه بتعامل الدولة مع ازمة السياحة بمدينة شرم الشيخ عقب حادث الطائرة الروسية وحظر بعض الدول سفر رعاياها الى مصر, حيث قامت الوزارة بعمل عده مبادرات سياحية لتنشيط السياحة الداخلية بملايين الجنيهات، ولكنها للأسف لم تعود بالنفع على العاملين بالمدينة ,ولم يسمع عنها الغرب شيئا. وقال وليد محمد، صاحب بازار بالهرم، إن الثورة اصابت السياحة المصرية بوعكة صحية شديدة, خاصة سياحة الآثار، حيث أغلق بعد الثورة عدد كبير من البازارات بمنطقة الاهرامات وغير اصحابها النشاط، كما تأثر أيضا مصانع السجاد اليدوى ومعامل العطور الفرعونية واستطبلات الخيل. وأكد جورج مينا، صاحب بزار بمدينة الاقصر، أن الأقصر من أكثر المدن التى تأثرت سلبا بثورة 25 يناير، بسبب نهب عدد كبير من البازارات أثناء أحداث الثورة، وغلق عدد كبير من الفنادق وتسريح العمالة بهم. وناشد مينا، وزارة السياحة المصرية بالنظر إلى البازارات التى أصبحت خاوية من السياح وخاوية من البضائع، عن طريق إجبار شركات السياحة بعودة الجولات الحرة للسياح داخل الأقصر أو إضافة جولة السوق إلى البرامج السياحية للأفواج السياحية .