تحت اسم "جمعة استرداد الثورة"، ينظم أكثر من 20 ائتلافا من ائتلافات شباب الثورة مليونية غداً "الجمعة" للمطالبة باستدعاء روح الثورة وتحقيق المزيد من المطالب التي لم تتحقق بعد. وكعادة مليونيات ائتلافات شباب الثورة ترفض التيارات الاسلامية المعتدلة والمتشددة والأصولية المشاركة فيها ليكون مشهد ميدان التحرير في النهاية خاليا من وجود أي ممثلين عن جماعة الإخوان والجماعة الاسلامية والتيار السلفي علي اختلاف مدارسه وأنواعه باستثناء بعض شباب جماعة الاخوان والتيار السلفي الذين يشاركون في كل مظاهرة أو مليونية تدعو اليها الائتلافات الشبابية والحركات السياسية بصورة منفردة حيث تشارك الجبهة السلفية في القاهرة بالمليونية وذلك علي خلاف موقف الدعوة السلفية بالإسكندرية التي رفضت المشاركة. ومن أشهر الحركات السياسية الداعية لمليونية استرداد الثورة حركة 6 ابريل جبهة أحمد ماهر والجبهة الديمقراطية وحزب الغد بقيادة أيمن نور وحركة 9 مارس وائتلاف ثوار مصر واتحاد شباب الثورة وحزب العمل والجبهة السلفية وجبهة الارادة الشعبية وحركة المصري الحر وحركة صوت الحرية وشباب من أجل العدالة والحرية والائتلاف الاسلامي الحر وحزب الكرامة وحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب الاصلاح والنهضة وحزب العدل وحزب السلامة والتنمية وحزب الوسط. وقد أصدر المشاركون بيانا أكدوا فيه انه بعد نجاح الثورة المصرية في الاطاحة برموز النظام السابق تبقي للثورة استحقاقات واجبة التنفيذ حتي تكتمل ويتم اسقاط النظام بالكامل، مؤكدين أنه مازال هناك أشخاص وسياسات وأجهزة قمعية وقوانين سيئة السمعة تحكم مصر عقب الثورة. وأشارت الحركات والائتلافات الشبابية في بيانها إلي أن ادارة المجلس العسكري للأحداث خلال الستة أشهر الماضية أظهرت ارتباكاً في أدائه وتباطؤا في تنفيذ مطالب الثورة ولم ينفذ العسكري مطالب الثوار إلا بعد ضغط الشارع في شكل مليونيات متعاقبة. وطالبت الحركات السياسية المجلس العسكري بأن يلزم وزارة الداخلية باعلان خطة أمنية واضحة للقضاء علي الفوضي الأمنية والبلطجة دون المساس بحرية وكرامة المواطنين والاعلان عن اجراءات اقتصادية قصيرة المدي لانعاش الاقتصاد ووضع آليات لضبط الأسعار ومراقبة السوق، واعتماد الحد الأدني والحد الأقصي للأجور خلال أسبوعين من تنظيم المليونية، ووضع جدول زمني للتسليم الكامل لإدارة البلاد لسلطة مدنية منتخبة في موعد أقصاه 30 ابريل 2012، وتفعيل قانون الغدر وتعديل قانوني مجلسي الشعب والشوري بشكل كامل وبما يتوافق مع مطالبات القوي السياسية. وهددت الحركات السياسية بأنه سيتم اتخاذ جميع الاجراءات التصعيدية السلمية ضد السلطة في حالة عدم الاستجابة لمطالبها. وبخلاف الحركات السياسية والأحزاب والائتلافات المشاركة في المليونية نجد أن بعض المرشحين للرئاسة قرروا أيضا المشاركة في تلك المليونية وعلي رأسهم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل وحمدين صباحي وممثلون عن حزب النهضة المنشق عن جماعة الاخوان حيث يشارك الدكتور ابراهيم الزعفراني، وكيل مؤسسي الحزب والدكتور محمد حبيب القيادي بالحزب وجميع أعضاء الحزب بالاسكندرية والقاهرة ولذلك يعتبر المراقبون جمعة الغد بداية لثورة ثانية لن تنتهي حتي تحقيق مطالب الثورة. خطة الحركات السياسية المنظمة لتلك المليونية تعتمد علي اختيار يوم 30 سبتمبر لتنظيم المليونية وهو اليوم المقرر قانونيا ودستوريا لانتهاء العمل بقانون الطوارئ حيث سيقومون بالاعلان خلال منصة كبيرة موحدة لجميع التيارات السياسية بانتهاء العمل بقانون الطوارئ ثم يقومون بعرض باقي مطالبهم وأهمها اعلان جدول زمني من جانب العسكري لتحديد موعد اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية تمهيدا لتسليم السلطة للمدنيين لادارة البلاد، وكذلك التأكيد علي باقي مطالبهم التي تم ذكرها في بيانهم الذي أصدروه مثل وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين ووقف القوانين القمعية لحرية الرأي والتعبير. من جانبها، أكدت انجي حمدي، عضو المكتب السياسي لحركة 6 ابريل ان أحد أهداف المليونية استعادة روح الثورة السلمية لتحقيق كافة مطالب الثوار لافتة الي أن عدم مشاركة التيارات الإسلامية في المليونية لن يؤثر علي تنظيم المليونية مؤكدة أن المظاهرة المليونية غدا ستنتهي في تمام الساعة الثامنة مساء ولن تتم الدعوة للاعتصام المفتوح بالميدان. أما عمرو حامد، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة فأكد أن مليونية استرداد الثورة ستعتمد علي ثلاثة شعارات أساسية هي الحرية والعدالة والتغيير، مشيرا الي شعار الحرية يتمثل في الغاء القوانين المقيدة للحرية مثل قانون الطوارئ وشعار التغيير يتمثل في اقالة رموز الحزب الوطني والحكومة وتطبيق قانون الغدر، أما شعار العدالة الاجتماعية فيتمثل في وضع حدين أدني وأقصي للأجور في مصر، مشيرا الي أن التفكير في الاعتصام أمر مستبعد خلال تلك المليونية الا أنه قد يكون إحدي الآليات التصعيدية خلال الفترة القادمة. ويؤكد عامر الوكيل، المتحدث الاعلامي باسم تحالف ثوار مصر أن أهم المطالب التي سيتم رفعها هي إنهاء حالة الطوارئ وصدور مرسوم بقرار لاستبعاد جميع رموز الحزب الوطني من الترشيح للانتخابات البرلمانية القادمة، وتفعيل قانون الغدر، مؤكدا أن الائتلافات الشبابية سيمهلون السلطة حتي 5 أكتوبر القادم لتنفيذ مطالبهم العاجلة الفورية مثل انهاء حالة الطوارئ واستبعاد رموز الوطني من الترشح في الانتخابات واذا لم يتم تنفيذ مطالبهم سيعاودون للاعتصام المفتوح يوم 6 أكتوبر بميادين مصر لتنفيذ مطالبهم. وأشار الي أن المليونية القادمة بداية لثورة حقيقية ثانية لتنفيذ مطالب الثورة التي لم يتم تحقيقها بعد مستبعدا حدوث صدام بين الجيش والثوار علي اعتبار أن المجلس العسكري ليس فيه العناد الذي كان يميز النظام السابق وأن العقلية العسكرية تختلف في تعاملها مع الثوار عن العقلية الأمنية. أما جماعة الاخوان المسلمين فرأت أن تلك المليونية وان كانت مطالبها عادلة إلا أنها غير فعالة، وهذا ما أكده الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الارشاد المتحدث الرسمي باسم الجماعة، مشيرا الي أن الثوار أمهلوا السلطة خمسة أيام لتحقيق مطالبهم وهي مهلة غير كافية بالمرة وأن المطالب التي سيتم رفعها في المليونية مثل الغاء قانون الطوارئ هي بمثابة اعتراف بوجود حالة الطوارئ رغم انها انتهت قانونياً ودستوريا وأكد أنه سأل المستشار طارق البشري عن مد حالة الطوارئ فأكد له انه غير قانوني ويجب علي من يتم تطبيق قانون الطوارئ عليه أن يلجأ للقضاء الذي سيحكم بعدم دستوريته وأكد غزلان أن مطلب تعديل قانون الانتخابات وان كان يتفق مع مطلب الجماعة بأن يكون النظام الانتخابي بالقائمة النسبية الا أن الجماعة تريد أن يكون النظام القادم 70٪ قائمة و30٪ فردي مبررا ذلك أن المطالبة بتعديل قانون الانتخابات معناه أن يعطي للعسكري اسبوعين علي الأقل لتعديله وللأسف نجد ما يصدمنا في كل تعديل وأن رأي الجماعة هو أن تتم الانتخابات وفق أي نظام ثم يتم تعديل القانون بعد ذلك. ولفت غزلان الي أن الداعين لمليونية استرداد الثورة مجموعة من الشباب المتحمس والثوري، مشيرا إلي ان الفرق بين الشاب والرجل الكبير يتمثل في عامل الخبرة مشيرا الي أن الجماعة رأت أنه ما لايدرك كله لا يترك كله. من جانبه، أكد الدكتور نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مليونية استرداد الثورة جاءت لاستكمال اسقاط النظام السابق مشيرا الي أنه لنجاح تلك المليونية يجب توحيد المطالب بين كافة القوي السياسية بدلا من حالة التشرذم الموجودة حاليا بين مختلف القوي السياسية من أحزاب وائتلافات شباب الثورة، وذلك لتحقيق أهداف الثورة. وأرجع عبدالفتاح أسباب حالة التشرذم السياسي الموجودة حاليا الي اختراق بعض فلول النظام السابق هذه الائتلافات والأحزاب لاحداث ارتباك في صفوف القوي السياسي الثورية المختلفة وهذه من مخططات الثورة لاجهاض ثورة يناير. وأوضح عبدالفتاح انه ليس من المتوقع حدوث صدام بين الجيش والشعب في المرحلة المقبلة علي الرغم من وجود بعض القطاعات داخل القوي الثورية تدعو لهذا الصدام بسبب تباطؤ المجلس في تنفيذ مطالب الثورة