تواصلت جهود القوي السياسية والائتلافات الثورية والجماعات الدينية علي مدار الايام الماضية من أجل توحيد الرؤي والمطالب بشأن مليونية بعد غد الجمعة لتكون جمعة للوحدة الوطنية والحيلولة دون حدوث أي اشتباكات بين القوي السياسية المشاركة فيها. وقد شهد الميدان امس اجتماعات مكثفة بين ممثلي القوي السياسية والمعتصمين في الميدان للتنسيق حول فعاليات مظاهرة المليونية حيث ابدي اغلب المعتصمين موافقتهم علي المشاركة في المظاهرات تحت شعار يوحد جميع القوي السياسية بما في ذلك التيار الديني الذي دعا لجمعة الارادة الشعبية, فيما دعا الليبراليون إلي مليونية الشرعية الثورية وقد كلفت الائتلافات والحركات الثورية اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة بالتواصل مع التيارات الدينية للاتفاق علي الحد الدني من المطالب المشتركة. فمن جانبه أكد المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة والمنسق العام للجنة التنسيقية الجماهير الثورة ان مظاهرة الجمعة القادمة سترفع اسم جمعة وحدة الصف من الإرادة الشعبية وذلك بعد التوافق مع جميع التيارات الدينية علي هذا المسمي. وقال فؤاد إن اللجنة باعتبارها الممثل الشرعي لجميع الحركات والائتلافات الثورية اتفقت مع الجماعات الدينية السلفين الاخوان الجماعات الإسلامية علي الشعارات والبيان الرسمي لمليونية بعد غد والذي سيتم الاعلان عنه اليوم, حيث يركز علي المطالب الاساسية التي توافق عليها الجميع مثل سرعة محاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه وقتلة الثوار وايقاف المحاكمات العسكرية والافراج عن المدنيين فيما عدا مرتكبي جرائم الاعتصام او ترويع الآمنين أو الاعتداء علي رجال القوات المسلحة. وقال: سنعمل علي اعلاء دما نحن متفقون عليه في مليونية الارادة الشعبية, وارجاء الأمور والخلافات إلي مزيد من النقاش للاتفاف عليها.. مؤكدا ان المليونية ستتم دون ان يظهر فرق فيها بين ما هو اسلامي وغير اسلامي للاتفاق إلي انه لن تكون هناك شعارات دينية في ميدان التحرير. من جانبه اكد طارق زيدان عضو اللجنة التنسيقية للثورة انه تم الاتفاق مع التيارات الإسلامية علي ان تكون منصة اللجنة التنسيقية هي منصة جميع المشاركين في جمعة بعد غد وتم الاتفاق علي ان يكون المظهر حضاريا ومعبرا عن روح الثورة المصرية والثوار. وهدف الجميع هو الوحدة الحقيقة لاستكمال مسيرة الثورة لتحقيق جميع أهدافها لتكون جمعة وحدة الصف وتحت شعار مصر اولا, وقال طارق زيدان ان هناك حرصا من جميع المشاركين في جمعة بعد غد علي خروجها بالشكل الذي يليق بالثورة وجميع الثوار الحقيقيين سوف يشاركون وينزلون لميدان التحرير مؤكدا ان من يعتصمون بالتحرير حاليا لهم الحق في ذلك ونحن نحترم الرأي والرأي الآخر وسنشارك كما نشارك في اي جمعة من الصباح وحتي المساء ولن نعتصم ولكن من يرد ان يعتصم فله الحق في ذلك. وقال محسن راضي القيادي في جماعة الاخوان المسلمين اننا نطالب بعدم فرض اي وصاية علي الشعب لأن هذه ثورة شعب, معربا عن أمله في ان تكون جمعة بعد غد جمعة وحدة الصف والتآلف بين جميع القوي السياسية وليس فيها مايدعو إلي الاشتباك أو التصادم. وقال راضي نحن نريد ان تندفع عجلة التنمية والانتاج والبناء لأن مصر تحتاج منا ذلك ولابد ان نعمل علي ترسيخ هذه الأمور, خاصة ان الاقتصاد المصري في مرحلة تتطلب من الجميع العمل والانتاج ونأمل ان تتم الاستجابة لمطالب الجماهير. وقال محمود غزلان الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين, ان الاخوان سيشاركون بكل قوة في هذه المليونية وسنستمر من الصباح حتي المغرب ثم نغادر الميدان متوقعا نجاح هذه المليونية مشيرا إلي ان هناك مجموعة من الاخوان يقومون باستطلاع الوضع في ميدان التحرير حاليا. وأكد عبدالرحمن سمير عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة ان الائتلاف سيشارك في مليونية الجمعة القادمة للتأكيد علي المطالب الثورية التي توافقت عليها جميع القوي السياسية بما فيها التيارات ذات المرجعية الدينية لافتا إلي ان جميع الائتلافات مستمرة في الاعتصام بالميدان لحين تحقيق جميع المطالب الثورية. واشار سمير إلي ان هناك اتفاقا عاما داخل الحركات والائتلافات التي خرجت من رحم الثورة علي تفويض اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة للتواصل مع الجماعات الدينية من أجل الاتفاق علي الشعارات لانجاح الثورة.. منوها بان قبول التيارات الدينية لاقامة قداس قبل صلاة الجمعة شهادة علي التوحد في المطالب والأهداف وتأكيد علي وحدة الصف. وبدوره شدد حمادة الكاشف عضو اتحاد شباب الثورة علي ان المطالب التي سيرفعها الاتحاد ستركز علي علنية محاكمات الرئيس السابق وتطهير جميع أجهزة الدولة من الفاسدين واعضاء الحزب الوطني وتطهير القضاء ووقف المحاكمات العسكرية ضد المدنيين مع اعادة محاكمتهم امام قاضيهم الطبيعي. وبدوره لفت عصام الشريف المتحدث الرئيسي للجبهة الحرة للتغيير السلمي ان دعوتها لمليونية الشرعية الثورية قائمة علي المطالب الثورية التي لم تتحقق بعد مئوها تغيير اسمها امر وارد مادام في صالح التوافق بين جميع القوي الثورية والإسلامية. في غضون ذلك يعقد حزب الوسط ذو الميول الإسلامية, اجتماعا ظهر اليوم يضم جميع ممثلي التيارات الإسلامية الجماعة الإسلامية والاخوان المسلمين والسلفيين من جهة وشباب الثورة من جهة اخري للتوافق حول تصور موحد بهدف اخراج الجمعة القادمة في صورة وفاق وتصالح وليس في صورة شقاق وتصادم.