وُلد الحسين بن علي في المدينةالمنورة بتاريخ 8 يناير سنة 626م، الموافق فيه 3 شعبان سنة 4 ه، وأراد أبوه أن يسميه حرباً، فسماه جده محمد بن عبد الله، الحسين، وأذن له في أذنه، ودعا له، وذبح عنه يوم سابعه شاة، وتصدق بوزن شعره فضة وكان يقول عنه جده محمد بن عبد الله: حسين مني وأنا منه أحب اللَّه من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط. نشأ الحسين في بيت النبوة بالمدينة ست سنوات وأشهراً، حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله، وكان يشبه جده النبي خلقاً وخُلقا، فهو مثال للتدين في التقى والورع، وكان كثير الصوم والصلاة يطلق يده بالكرم والصدقة، ويجالس المساكين، حجَّ خمساً وعشرين حجة ماشياً. ذكر عن النبي محمد أنه قال: «الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار»[12] وسارع النبي يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثّراً فيرفعه معه على منبره[13] كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره في مستقبل الاُمّة. ووصّى النبي عليّاً برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له: أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتيَّ من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك، فلمّا قبض النبي قال عليّ: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وسلم)، فلمّا ماتت فاطمة قال عليّ: هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله.