انطلاق التصويت في ثاني أيام المرحلة الثانية من انتخابات النواب بالخارج    أسعار الأسماك اليوم 22 نوفمبر.. «البلطي» يبدأ من 57 جنيها للكيلو    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 22 نوفمبر    شعبة مواد البناء: انخفاض الحديد 4 آلاف جنيه بسبب الركود.. وبعض المصانع تعمل ب 30% من طاقتها    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 22 نوفمبر 2025    خلال 5 أيام، التفتيش على 1273 منشأة بجميع المحافظات وتحرير 439 محضر حد أدنى للأجور    مادورو يواجه تهديدات ترامب ب"الرومبا" ويدعو الفنزويليين للرقص (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    ارتفاع تدريجي في الحرارة وأجواء خريفية مستقرة اليوم السبت 22 نوفمبر2025 فى المنيا    إصابة 28 عاملا فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل بمركز سمسطا جنوب بنى سويف    تفاصيل ثانى جلسات محاكمة رمضان صبحى و3 آخرين فى قضية التزوير.. فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    منافسات قوية في دوري المدارس    ليفربول في ورطة.. عقد صلاح يقترب من نهايته والعروض السعودية تضغط بقوة!    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    دميترييف: خطة واشنطن للسلام تهدف لوقف خسائر أوكرانيا    تخفي وراءها أمراضا قاتلة، خبراء أعصاب يحذرون من مخاطر نوبات الضحك غير الطبيعية    دافع عن خطيبته من متحرش.. فشوه المتهم وجهه وجسده بساطور    تعريفة ثابتة ولون موحد للمركبات البديلة للتوك توك قريبًا.. تفاصيل    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    سارة الشامي بفستان كلاسيكي أنيق في ختام مهرجان القاهرة السينمائي    الكشف الطبي على 5 أطفال في واقعة التعدي عليهم داخل مدرسة دولية بالسلام    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    ضباب وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تحذر من الساعات المقبلة    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    أسعار الدواجن والكتاكيت والبيض في السوق المصرية    بعد تصديق الرئيس.. تعديلات قانون الإجراءات الجنائية نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    بيسكوف: مستوى اتصالات التسوية بين موسكو وواشنطن لم يحدد بعد    برنامج «دولة التلاوة» يعيد لمة العيلة المصرية على شاشة واحدة    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    نصر عبده: إعادة الانتخابات تصحح الصورة الدولية.. ومصر تأتي ببرلمان يريده الشعب    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكينة بنت الحسين
نشر في شموس يوم 14 - 11 - 2014

هي أميمة او آمنة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم .
وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس.
وُلدت في السنة السادسة والثلاثين بعد الهجرة النبوية المباركة
وفي رواية اخرى في السابعة والأربعين من الهجرة النبوية المباركة وسُمِّيت اميمة وقيل آمنة على تيمنا باسم جدتها (آمنة بنت وهب) ام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولقبتها أمها الرباب (سُكَيْنَة) واشتهرت بهذا اللقب وكان منطبقا لخصالها فقد جاء في لسان العرب لابن منظور المصري :سميت الجارية (والجارِيَةُ الفَتِيَّةُ من النساء) الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة.
وجاء في القاموس المحيط للفيروز ابادي :وكجُهَيْنَةَ: بِنْتُ الحُسَيْنِ بنِ علِيِّ .وسَكِيْنَة في لسان العرب (والسَّكينة: الوَدَاعة والوَقار. وقوله عز وجل:( فيه سَكِينة من ربكم وبَقِيَّةٌ ) قال الزجاج: معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم
وفي القاموس المحيط ايضا : والسَّكِينةُ والسِّكِّينةُ بالكسر مشددةً: الطُّمَأْنينَةُ وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (فيه سَكِينةٌ من رَبِّكُمْ) أي: ما تَسْكُنُونَ به إذا أتاكُمْ. وبهذا فيكون ل سَكِيْنَة من المعاني :الوَدَاعة والوَقار.والطُّمَأْنينَةُ. فهي سُكَيْنَة لكونها فتاة خفيفة الروح وسَكِيْنَة لما لها من طُّمَأْنينَةٍ ووَقار و (إن نفوس أهلها واسرتها كانت تسكن إليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها كما قيل عن سبب تسميتها أيضاً ما لاح منها وهي طفلة من أمارات الهدوء والسكينة وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي آمنة .
وكانت تتميز بالخلق الجميل والعقل التام وكانت على منزلة كبيرة من الجمال والأدب والكرم والسخاء الوافر وكانت عفيفة طاهرة وشريفة فكانت سيدة نساء عصرها و أحسنهن أخلاقا وأكثرهن زهدا وعبادة ذات بيان وفصاحة ودراية بقول الشعر ونقده ولها السيرة الحسنة والعقل الراجح و تتصف بنبل الخصال وجميل الفعال وطيب الشمائل قوية الايمان يشهد بعبادتها وتهجدها أبوها الحسين رضي الله عنه بقوله (أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله)
ونقل أبو الفرج عن مالك ابن أعين قال: سمعت سكينة بنت الحسين رضي الله عنها تقول:
- عاتب عمي الحسن أبي رضي الله عنهما في أمي.
فقال له أبي: لعمرك إنني لأحب دارا تكون بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي وليس لعاتب عندي عتاب ولست لهم وإن عابوا معيبًا حياتي أو يغيبني التراب.
و لما أراد اخوها علي بن الحسين رضي الله عنه ان يخرج لاداء الحج أنفذت إليه أخته سكينة بنت الحسين ألف درهم فلحقوه بها بظهر ( الحرّة ) وهي منطقة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة فلما نزل فرقها على الفقراء المساكين.
وخرجت مع أبيها الحسين بن علي إلى العراق وعمرها أربعة عشر عامًا وعلى بُعد ثلاثة أميال من كربلاء خرج عليهم جيش عدده ألف مقاتل أمر بتجهيزه عبيد اللَّه بن زياد بأمر من يزيد بن معاوية وكان الحسين قد خرج متوجهًا إلى العراق في ركب قليل كانت معه ابنته سكينة فلما شاهد الجيش القادم لمقاتلته جمع أهله ونساءه فأوصاهن وقال لهن:
( يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا سكينة وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب إذا أنا قُتلتُ فلا تشق إحداكن علي جيبًا ولا تخمش وجهًا ولا تَقُلْ هجرًا (أي لا تقل كلامًا قبيحًا) .
فلما سمعت سكينة وصية ابيها لهن أخذت بالبكاء وأخذت دموعها تتجارى وهي الفتاة الرقيقة المدللة ذات الحس المرهف والقلب الرهيف التي لم تبلغ من العمر العشرين مع معرفتها أن المجاهد اذا استشهد مصيره الجنة وان والدها قد بشره النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة حيث قال:
( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة )
فلعلها كانت تخفف عنها الحزن وتلهمها الصبر- وياليتنا نتعظ ونتصف بوصيته لأهل بيته الاطهار رضي الله عنهم ثم ألم يخلق الله تعالى يوم القيامة ليقتص من الظالم للمظلوم ويرجع الحقوق الى اصحابها ؟ ( راجع موسوعتي التفسيرالموضوعي للقران الكريم الكتاب السادس \يوم القيامة في القران الكريم ). وينال كل ظالم جزاء ظلمه الاخرين .
ولما اشتد القتال بين جيش الحسين وتعدادهم ثلاثة وسبعين مقاتلا وبين الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية حيث كان عدده فى بداية الأمر ألف رجل فسرعان ما طوق جيش الحسين وفتك بهم فوقفت سكينة في ذهولٍ وهي تنظر إلى المعركة غير المتكافئة والى بقايا أشلاء الشهداء من اصحاب ابيها واكثرهم اهلها اخوتها وابناء عمومتها ولما انتهت المعركة با ستشهاد الحسين رضي الله عنه ألقت بنفسها على جسد أبيها الطاهر وفيه ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة فعانقته وهو مضرجا بدمه وانشدت :
مات الفخارُ مات الجود والكرم
وأغبرت الأرضُ والآفاق والحرمُ
وأغلق الله أبواب السماء فما
ترقي لهم دعوة تجلى بها الهممُ
يا اخت قومي انظري هذا الجواد أتى
ينبئك ان أبن خير الخلق مخترم
مات الحسين فيا لهفي لمصرعه
وصار يعلوا ضياء الامة الظلم
فانتزعوها عن جسد أبيها بالقوة والاكراه وألحقوها بركب السبايا فألقت سكينة نظرتها الأخيرة على ساحة القتال الملأى بجثث الشهداء من اقاربها واخوتها من اهل بيت النبوة الاطهار ثم أخذت مع الأسرى والسبايا ورؤوس الشهداء إلى الكوفة ثم إلى الشام لتعرض في دمشق على الخليفة الاموي يزيد بن معاوية .
وروي أن الخليفة يزيد لما أدخل عليه السبايا وفيهن نساء الحسين وبناته واخته زينب رضي الله عنهن قال للرباب ام سكينة
أ أنت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينة :
لعمرك انني لأحب دارا
تكون بها سكينة والرباب
احبهما وابذل جل مالي
وليس لعاتب عندي عتاب
ولست لهم وان عتبوا مطيعا
حياتي أو يغيبني التراب
فقالت : نعم
والظاهر من هذا الشعر أن الحسين رضي الله عنه كان يحبها وابنتها سكينة حباً شديدا . ً
و كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن
ولما قتل الحسين رثته بأبيات منها:
إن الذي كان نوراً يستضاء به
بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة
عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن
يعنى ويأوي إليه كل مسكين
الله لا أبتغي صهراً بصهركم
حتى أغيب بين الرمل والطين
ثم عادت سكينة صحبة امها الرباب و أخيها علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما إلى المدينة المنورة .
و في كتاب الامالي للزجّاج عدّة أبيات قالتها سكينة ترثي أباها الحسين رضي الله عنه :
لا تعذليه فهمّ قاطعٌ طُرقُه
فعينه بدموع ذُرَّفٍ غدقة
إنّ الحسين غداة الطف يرشقه
ريب المنون فما أن يُخطىء الحدقة
بكفّ شرّ عباد الله كلّهم
نسل البغايا وجيش المرّق الفسقة
يا اُمّة السوء هاتوا ما احتجاجكم
غداً وجلُّكم بالسيف قد صفقه
الويل حلّ بكم إلاّ بمن لحقه
صيّرتموه لأرماح العِدا درقة
يا عين فاحتفلي طول الحياة دماً
لا تبكِ ولداً ولا أهلاً ولا رفقة
لكن على ابن رسول الله فانسكبي
قيحاً ودمعاً وفي إثرهما العلقة
ودارت الأيام وعادت سكينة إلى الحجاز حيث أقامت مع أمها الرباب فى المدينة المنورة . ولم يمض وقت طويل حتى توفيت والدتها الرباب فعاشت سكينة بعدها فى كنف أخيها زين العابدين وكانت قد خُطبت من قبل إلى ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علي فقتل بمعركة (الطف) قبل أن يتزوجها فكانت - رضى اللَّه عنها- ترفض الزواج بعد هذه الأحداث
ولما جاء مصعب بن الزبير خاطبا لها و يروم الزواج منها قبلت به فأمهرها ألف درهم وحملها إليه اخوها علي زين العابدين رضي الله عنه فأعطاه أربعين ألف دينار. وكان مصعب شجاعًا جوادًا ذا مال ومروءة حتى قِيلَ فيه: (لو أنَّ مصعب بن الزبير وجد أنَّ الماء ينقص من مروءته ما شربه )
وانتقلت سكينة إلى بيت مصعب وكان متزوجًا قبلها من عائشة بنت طلحة وظلت سكينة تسعد زوجها وولدت لمصعب ابنة اسمتها ( الرباب) على اسم امها وكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول:
(ما ألبستها إلبستها إياه إلا لتفضحه).
وكان مصعب بن الزبير- اميرا على الكوفة والبصرة وقائدا لثورة لاخيه عبد الله بن الزبير في العراق الذي اعلن ثورته على يزيد بن معاوية تزامنا مع ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما وحكم مكة المكرمة عشر سنوات – الا ان عبد الملك بن مروان وبعد ان قضى على الحسين وثورته جهز عليه جيشا كبيرا للقضاء على ثورة ابن الزبير والتقى الجيشان في معركة طاحنة قتل فيها مصعب بن الزبير . فترملت سكينة .
جاء اليها أهل الكوفة يعزُّونها فى مقتل زوجها مصعب بن الزبير فقالت لهم:
- (اللَّه يعلم أني أبغضكم قتلتم جدّي عليَّا وقتلتم أبي الحسين وقتلتم زوجي مصعبًا فبأي وجه تلقونني؟ يتَّمتُمُوني صغيرة وأرملتُمُوني كبيرة.) .
رغبت بالرجوع الى المدينة المنورة بعد مقتل زوجها مصعب بن الزبير فهجرت العراق قافلة الى المدينة المنورة ومكثت فيها .
ثم تزوجت عبد اللَّه بن عثمان بن حكيم بن حزام وأنجبت منه ثلاثة اولاد : عثمان وحكيم وربيعة ثم مات عنها بعد ذلك .
و لما أراد اخوها علي بن الحسين رضي الله عنه ان يخرج لاداء الحج أنفذت إليه أخته سكينة بنت الحسين ألف درهم فلحقوه بها بظهر ( الحرّة ) وهي منطقة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة فلما نزل فرقها على الفقراء و المساكين.
ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان
ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل وربما تكون هذه روايات غير مؤكدة ففي بعض الروايات انها تزوجت ستة من الرجال وفي بعضها واحدا فقط .
أحبت سكينة سماع الشعر وقوله ونقده كانت من الأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة مع ما هي عليه من التقوى والورع والعبادة وكان منزلها مألف الأدباء والشعراء فهي بذلك من أول من أنشأ (المنتدى الأدبي ) بالمفهوم المعاصر وكان لها فى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب شأن كبير. ولها نوادر وحكايات ظريفة مع الشعراء وغيرهم
ومما يروى أنها وقفت على عروة بن أذينة – وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين وله أشعار رائقة رائعة -
فقالت له: أأنت القائل:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي
أقبلت نحو سقاء الماء أبترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره
فمن لنار على الأحشاء تتقد
فقال لها: نعم
فقالت: وأنت القائل:
قالت وأبثثتها سري فبحت به
قد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها
غطى هواك وما ألقى على بصري
فقال: نعم
فالتفتت إلى جوار كن حولها .
وقالت: هن حرائر إن كان خرج هذا من قلب سليم قط.
وكان لعروة المذكور أخ اسمه بكر فمات فرثاه عروة بقوله:
سرى همي وهم المرء يسري
وغاب النجم إلا قيد فتر
أراقب في المجرة كل نجم
تعرض أو على المجراة يجري
لهم ما أزال له قريناً
كأن القلب أبطن حر جمر
على بكر أخي، فارقت بكراً
وأي العيش يصلح بعد بكر؟
فلما سمعت سكينة هذا الشعر قالت: ومن هو بكر هذا؟
فوصف لها
فقالت: أهو ذلك الأسيد الذي كان يم بنا؟
قالوا: نعم
قالت: لقد طاب بعده كل شيء حتى الخبز والزيت.
وأسيد: تصغير أسود.
وكان عروة كثير القناعة وله في ذلك أشعار سائرة وكان قد وفد من الحجاز على هشام بن عبد الملك الشام بدمشق في جماعة من الشعراء فلما دخلوا عليه عرف عروة
فقال له: ألست القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعيني تطلبه
ولو قعدت أتاني لا يعنيني
( راجع مقالتي عروة بن اذينة الليثي )
وقال بعضهم أتيتها فإذا ببابها جرير والفرزدق وجميل وكثير فأمرت لكل واحد بألف درهم .
ويروى أن الفرزدق حين انتهى من مراسم الحج استأذن ودخل إلى سكينة بنت الحسين
فقالت له : يا فرزدق من أشعر الناس؟
قال: أنا.
فأجابت: أشعر منك جرير إذ يقول:
بنفسي من تجنبه عزيز
عليّ ومن زيارته لمام
ومن أمسى وأصبح لا أراه
ويطرقني إذا هجع النيام
فقال لها: والله لو أذنت لأسمعك أحسن منه
فخرج ثم عاد إليها مرة أخرى..
فقالت له: يا فرزدق من أشعر الناس؟
قال: أنا
فأجابته: صاحبك جرير أشعر منك حيث يقول:
لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا
ليل يكر عليهمو ونهار
ومن ذلك أيضاً قول جميل بثينة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي القرى إني إذاً لسعيد
فكل حديث بينهن بشاشة
وكل قتيل بينهن شهيد
وقد فطنت السيدة سكينة للمعنى فأجابته :
(جعلت حديثنا بشاشة وقتلانا شهداء )
توفيت سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما في الخامس من شهر ربيع الاول من سنة \ 117 هجرية في المدينة المنورة وقد تجاوزت الثمانين من العمر وفي رواية اخلاى توفيت بمكة المكرمة وذلك ايام خلافة هشام بن عبد الملك الاموي .
وقيل في رواية اخرى قيل انها مدفونة بالمراغة بقرب السيد نفيسة بالقاهرة بمصر .( روايات مختلفة واخبار متناقضة ).
وذكر المجلسي في كتابه بحار الانوار الجزء \45 صفحة197و198 ان لها قصيدة طويلة قال انها من نظمها وربما تكون منسوبة اليها اذكرها كاملة :
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات والأحزان جينا
ألا فاخبر رسول الله عنا ب بأنا قد فجعنا في أبينا
وأن رجالنا بالطف صرعى
بلا روس وقد ذبحوا البنينا
وأخبر جدنا أنا أسرنا
وبعد الأسر يا جدا سبينا
ورهطك يا رسول الله أضحَوا
عرايا بالطفوف مسلبينا
وقد ذبحوا الحسين ولم يُراعوا
جنابك يا رسول الله فينا
فلو نظرت عيونك للأسارى
على قُتُبِ الجمال محملينا
رسولَ الله بعد الصون صارت
عيون الناس ناظرة إلينا
وكنت تحوطنا حتى تولت
عيونك ثارت الأعدا علينا
أفاطم لو نظرت إلى السبايا
بناتك في البلاد مشتتينا
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى
ولو أبصرت زين العابدينا
أفاطم لو رأيتينا سهارى
ومن سهر الليالي قد عمينا
أفاطم ما لقيتي من عداكي
ولا قيراط مما قد لقينا
فلو دامت حياتك لم تزالي
إلى يوم القيامة تندبينا
وعرج بالبقيع وقف وناد
أيا ابن حبيب رب العالمينا
وقل يا عم يا حسن المزكى
عيال أخيك أضحَوا ضائعينا
أيا عماه إن أخاك أضحى
بعيدا عنك بالرمضا رهينا
بلا رأس تنوح عليه جهرا
طيورٌ والوحوش الموحشينا
ولو عاينت يا مولاي ساقوا
حريما لا يجدن لهم معينا
على متن النياق بلا وطاء
وشاهدت العيال مكشفينا
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات والأحزان جينا
خرجنا منك بالأهلين جمعا
رجعنا لا رجال ولا بنينا
وكنا في الخروج بجمع شمل
رجعنا حاسرين مسلبينا
وكنا في أمان الله جهرا
رجعنا بالقطيعة خائفينا
ومولانا الحسين لنا أنيس
ر رجعنا والحسين به رهينا
فنحن الضائعات بلا كفيل
ونحن النائحات على أخينا
ونحن السائرات على المطايا
نشال على جمال المبغضينا
ونحن بنات ياسيناً وطه
ونحن الباكيات على أبينا
ونحن الطاهرات بلا خفاء
ونحن المخلصون المصطفونا
ونحن الصابرات على البلايا
ونحن الصادقون الناصحونا
ألا يا جدنا قتلوا حسينا
ولم يرعوا جناب الله فينا
ألا يا جدنا بلغت عدانا
مناها واشتفى الأعداء فينا
لقد هتكوا النساء وحملوها
على الأقتاب قهرا أجمعينا
وزينب أخرجوها من خباها
وفاطم والها تبدي الأنينا
سكينة تشتكي من حر وجد
تنادي: الغوث رب العالمينا
وزين العابدين بقيد ذل
وراموا قتله أهل الخؤونا!
فبعدهُمُ على الدنيا ترابٌ
فكأس الموت فيها قد سقينا
وهذي قصتي معْ شرح حالي
ألا يا سامعي فابكوا علينا
امير البيان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.