الشهيد زعْبُلَّة بقلم : أحمد بكير منذ 39 دقيقة 33 ثانية الذين يريدون أن يكون زعبُلَّة جاراً لى فى الجنة أكثرهم لا يعقلون.. ولوأنهم دققوا ومحصوا وبحثوا واستقصوا الحقيقة لوجدوا أن زعبُلَّة ليس من الشهداء، رغم أن اسمه فى قائمة شهداء الثورة.. لم يتقص أحد عن شخصيته ومكان وملابسات قتله وتركوا للأبالسة أن يضعوه فى القائمة.. ولأن الشهداء مثواهم الجنة فلا أريد أبداً، وأنا لدى ثقة أنى من أهلها، أن أجد القصر المجاور لقصرى هناك مكتوباً عليه قصر زعبُلَّة شهيد ثورة مصر. وزعبلة وكل زعبلة غيره، وحنكوشة وكل الحناكيش ومعهم بشلة وكل الخطرين المسجلين يجب أيضاً ألا تبعدنا العاطفة عن تنقية جداول الشهداء من أمثالهم، فلا يستقيم أو يصح أن يكون ضمن من سالت دماؤهم دفاعاً عن مبدأ كمن سالت دماؤهم وهم يقتحمون قسماً للشرطة يسطون على الأسلحة فيه،أو يهربون أقارب وزملاء لهم هم من المحبوسين، ولا يصح أن يصبح هارب من السجن نال طلقة في «نافوخه» ومات أن يصبح سيد شباب الثورة. كشوف شهداء الثورة تماماً مثل كشوف أسماء الناخبين، شابها التزوير والتلاعب. وما دمنا بصدد تنقية كشوف الناخبين باستخدام الرقم القومى، فإنه من الواجب أن ننقى كشوف الشهداء باستخدام صحيفة الحالة الجنائية «الفيش والتشبيه».. الأمر ليس محالاً ولا صعباً، لكنه يحتاج الجرأة لمواجهة من زوروا وضموا أسماء البلطجية والمسجلين خطر، ليكونوا ضمن زهور الشباب المصرى فى قوائم الشهداء. أقول قولى هذا بمناسبة المطالبات بإقامة نصب تذكارى يتوسط ميدان التحرير يخلد أسماء شهداء ثورة يناير. وأخرى تطالب بنصب آخر فى ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية. ومطالبات أخرى بإقامة لوحة تذكارية للشهداء فى السويس، وأكيد آخرون يطالبون بتخليد ذكرى «الشهداء» فى محافظات مصر. وقبل أيام أكد وزير الداخلية منصور عيسوى فى حوار صحفى أجراه معه الزميل مجدى الجلاد للمصرى اليوم أن الذين ماتوا أمام السجون وأقسام الشرطة ليسوا من الشهداء، فى إشارة إلى أنهم من البلطجية الذين كانوا يهاجمون منشآت الشرطة وأنا معه فيما ذهب إليه. والأسبوع الماضي أكد اللواء محسن الفنجرى نائب رئيس مجلس إدارة صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لضحايا ثورة «25 يناير»، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنه «تم الاتفاق» على اطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمدارس.. وليس فى ذلك مانع أو عيب أو حرج، لكن قبل أن «يتم» ذلك لابد وأن يعاد النظر فى أسماء من تم حشرهم فى قائمة الشهداء، قبل أن تجد العلامات الارشادية فى الميادين ترشدك بالأسهم للوصول الى شارع الشهيد «بشلة الأطمش»، أو تجد الميدان الذى يطل عليه منزلك قد أصبح اسمه ميدان الشهيد «سيكا أبوسنجة»، أو تجد مدرسة ابنك التى كان اسمها مدرسة «رأفت الهجان» قد أصبح اسمها مدرسة الشهيد «بعجر الهجام». [email protected]