تحاصر قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي مدينة سرت اليوم الاثنين مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي التي تتعرض منذ ثلاثة ايام لغارات حلف شمال الاطلسي ويضيق مقاتلو المجلس الانتقالي الخناق على المدينة التي تقع على بعد 360 كم الى شرق طرابلس ويحاصرون فيها انصار القذافي من شرقها وغربها. وتحدث المدنيون الذين فروا من المدينة التي تضم 70 الف نسمة عن ظروف حياة شاقة للذين مكثوا فيها وقال مفتاح محمد وهو وكيل أسماك غادر المدينة مع ستين شخصا من عائلته وأقاربه وجيرانه في موكب من سبع سيارات: إن الوضع في المدينة صعب جدا. واضاف "لم يعد هناك غذاء ومياه ونفط وكهرباء ولم يعد لدى الأطفال حليب. هذا الوضع على ما هو عليه منذ شهرين فيما يمنع انصار القذافي السكان من المغادرة وافاد ان "مجموعات من المرتزقة الافارقة وعلى الاخص من تشاد يسيطرون على وسط المدينة ويتمركزون على السطوح لمنع الناس من المغادرة" وتبث اذاعة موالية للقذافي في سرت رسائل دعائية لتعبئة ما تبقى من انصاره، بحسب سكان. وتقول الرسائل: "يجب الموت من اجل الدفاع عن الدين والوطن والقذافي"، مشيدة بالعقيد الذي فر منذ اكثر من شهر واعلن الحلف الاطلسي الاثنين ان طائراته قصفت امس مركز قيادة ومراقبة ومخازن ذخيرة ورادار وقاذفات صواريخ في سرت وعلى الجبهة الغربية لم تقع معارك صباح الاثنين بحسب القادة الميدانيين فيما رصدت مواجهات شرقا في الصباح عند دخول قافلة من 150 مقاتلا تابعا للمجلس الوطني الانتقالي الى المدينة. وفي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، يتمركز المقاتلون على مدخل المدينة وما زالوا يتعرضون لاطلاق صواريخ قوات القذافي. وقال رمضان خالد احد مقاتلي النظام الليبي الجديد: "ضقنا ذرعا بالانتظار. نحن واثقون من قدرتنا على السيطرة على بني وليد" حيث يؤكد ورفاقه انهم يريدون بدء الهجوم على معقل انصار القذافي غداة الهجوم على سرت. واوضح خالد الذي يبلغ من العمر 23 عاما، وهو يحتمي بحائط من القرميد الاحد "نحن هنا منذ عشرين يوما. نريد دخول بني وليد مثل المقاتلين الاخرين الذين بدأوا يسيطرون على سرت.