كان عام 2015 عامًا عاصفًا على إسرائيل مغايرا للعام الذي سبقه، فقد كان مقلقًا ومخيفًا يهدد بسقوط الكيان الصهيوني، ومن خطر داعش مرورا بتعاظم إيران واتفاقها النووي وصولا إلى انتفاضة السكاكين الفلسطينية، حاولت تل أبيب الصمود والتماسك والتحصن أملا في البقاء. داعش أثار ظهور تنظيم داعش ذعر ومخاوف إسرائيل بسبب اقترابه من الحدود السورية مما يضع التنظيم الإرهابي في موقع أقرب لتل أبيب. وفي سياق متصل ظهرت تقاريراستخباراتية تثبت أن إسرائيل تدعم داعش وتمدها بالأسلحة والأموال فضلا عن علاج عناصرها في المستشفيات الإسرائيلية وذلك وفقا لتقرير صدر من الأممالمتحدة. وارتفعت نسبة انضمام الشباب الإسرائيليين إلى تنظيم داعش الإرهابي للمشاركة في عملياتهم الإرهابية التى ينفذونها في المنطقة، فقد كان أحد المنضمين من صفوف الجيش الإسرائيلي، من لواء "جيفعاتي"، وهي وحدة المشاة التي تنتشر في غزة، حيث سلك طريقه من تركيا إلى سوريا. التدخل الإسرائيلي في سوريا اعترف نتنياهو بتدخل الجيش الإسرائيلي في سوريا وتنفيذ عمليات عسكرية هناك قائلًا "نعمل في سوريا من الحين إلى الآخر لمنع تحول سوريا إلى جبهة ضد إسرائيل.. نحن نعمل ضد جبهة إرهابية إضافية تحاول إيران إنشاءها في الجولان ونمنع خاصة نقل أسلحة فتاكة من سوريا إلى لبنان وسنستمر بذلك". هذا إلى جانب قلق إسرائيل بشأن إقامة روسيا قاعدة عسكرية ونشر مقاتلات متطورة في سوريا، كما انزعجت من رد الفعل الأمريكي إزاء هذا التطور الصامت الراكد، الذي لم يتناسب مع حجم المخاوف التي تثيرها هذه القضية بالنسبة لإسرائيل. الاتفاق النووي وإسرائيل أثار الاتفاق النووي الذي وقعته الدول العظمى وإيران غضب وقلق إسرائيل، وبموجبه يتم رفع العقوبات الدولية على طهران، وتخصيب اليورايوم بنسية لا تتجاوز 3.7%، واعتبرت الإتفاق بمثابة "عقد زواج" بين هذا الحلف"، الأمر الذي أربك العلاقات مع واشنطن بعد إن كانت حليفا استراتيجيا قويا لتل أبيب. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عن مخاوفه خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاتفاق النووي مع إيران لن يعزز فرص السلام في العالم، بل سيؤدي في نهاية الأمر إلى الحرب، حيث تعتبر طهران الممول الرئيس للإرهاب في العالم ويهدد تل أبيب وواشنطن بالموت. وأكدت إسرائيل أن إيران وراء كل العمليات الإرهابية التى تحدث في المنطقة والعالم أجمع ، حيث تدعم المنظمات الإرهابية في سوريا وتزودها بالأسلحة و ترسل قواتها المسلحة للقتال في دمشق، فالمجتمع الدولي في الوقت ذاته يعترف بخطورة إيران ورجحت تل أبيب أن إيران لن تلتزم ببنود الإتفاق، مدللة على ذلك بتصريح ممثل إيران الذي قال بعد مرور 5 أيام بإن سياسة بلاده تجاه الولاياتالمتحدة لن تتغير وأنها (أي الولاياتالمتحدة) ستبقى عدوة لإيران. روسيا تجبر تركيا للإرتماء في أحضان إسرائيل استغلت إسرائيل الخلافات الواقعة بين أنقرةوموسكو على خلفية إسقاط الأولى الطائرة الروسية على حدودها والتى انتهت بتوقيه موسكو عقوبات اقتصادية باهظة، جعلت تركيا ترتمي في أحضان تل أبيب. وفور الحرب الباردة والتراشق الإعلامي بين الدولتين أنقرةوموسكو، بعثت إسرائيل اعتذار رسمي وتعهدات بدفع تعويضات مالية عن الهجوم على أسطول الحرية الذى كان محملا بدعم للفلسطينيين، فى البحر المتوسط عام 2010. وبدأ الجانبين المحادثات السرية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتى تضمنت تصدير الغاز الإسرائيلى لتركيا ونقله إلى أوروبا، عبر خطوط أنابيب تمر بأنقرة. انتفاضة السكاكيين الفلسطينية عصفت انتفاضة السكاكين الفلسطينية بتل أبيب وهددت كيانه وصور إعلامهم بأن المقاومين مجموعة من الإرهابيين استخدموا السكاكين التى أصبحت ظاهرة لاستهداف الجنود الإسرائيليين وطعنهم في المقابل يقوم جنود الاحتلال باطلاق الرصاص المطاطي والحي لمواجهتهم.. واستمرت عمليات الطعن بسبب تصاعد أعمال العنف واعتقال الشباب الفلسطيني وقتل الرجال وتشريد الأطفال ومنع المصللين من أداء صلاتهم في القدس، وتزايد عمليات الاستيطان في المناطق المحتلة، الأمر الذي زعزع استقرار الكيان الصهيوني. فوز نتنياهو.. رغم الشبهات التى تحوم حول نتنياهو وقضايا الفساد المتهم بها، إلا أنه تمكن من الفوز ، فقد حاز حزبه الليكود اليمينى المتطرف على 30 مقعدا، من بين 120 مقعدا وقام بتشكيل الحكومة. واستطاع نتنياهو حشد الجمهور الإسرائيلي حوله الذي رفع لافتات "إلا بيبي" من خلال خطبه الرنانة التى أيقظ بها شعبه عبر تحذيره بأن عرب 48 سيفوزون بسبب تدفقهم المهول على الصناديق للإدلاء بأصواتهم لصالح الأحزاب اليسارية وفي حال حدوث ذلك ستسقط قبضة إسرائيل على القدس وتل أبيب بأكملها. هذا إلى جانب ميل الشعب الإسرائيلي إلى الحكومة اليمينية وطبيعته المتطرفة والذي جعل قطاعات واسعة من هذا المجتمع تتقبل الخط الدعائي الذي عكف عليه نتنياهو، حيث اتهم جهات عربية بضخ أموال طائلة من أجل دفع فلسطينيي 48 للتصويت بكثافة. وقد استغل نتنياهو خلافه مع الإدارة الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني وتحويله إلى ورقة رابحة في مواجهة خصومه، ولوح مقربون من نتنياهو إلى أن أوباما افتعل الأزمة من أجل الإضرار بفرص نتنياهو بالفوز.