قبل أشهر قليلة موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في يناير 2013، يواجه حزب الليكود الحاكم العديد من العقبات التي قد تعرقل حصوله على الأغلبية في الانتخابات. أزمة كحلون وكان أول وأهم هذه العقبات، الإعلان المفاجئ لوزير الاتصالات والرفاه الاجتماعي موشيه كحلون، عدم خوضه الانتخابات على قائمة حزب الليكود, والانسحاب من الحياة السياسية لمدة عامين؛ بمثابة ضربة موجعة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في هذا التوقيت الحساس قبل إعداد قائمة الحزب للانتخابات؛ نظرًا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها كحلون بين الصهاينة. فقد وصف المراقبون قرار "كحلون" بالانسحاب، بأنه "زلزال داخل الليكود"، أصاب أعضاءه بالصدمة, حيث يعتبر "كحلون" من أبرز الشخصيات داخل الحزب؛ حيث فاز بالمركز الأول في قائمة الحزب في انتخابات 2006، كما احتل المركز الخامس في الانتخابات الأخيرة 2009, كما يعتبر "كحلون" من المقربين جدًا من نتنياهو. وبعد النجاحات الكبيرة التي حقها في قطاع الاتصالات وخاصة في مجال الهاتف المحمول وخفض تعريفة الاتصالات؛ مما دعا نتنياهو إلى أن يضم إليه حقيبة وزارة الرفاه الاجتماعي إلى جانب منصبه كوزير للاتصالات, بل إنه دعا الوزراء إلى أن يكونوا "كحلونيين". أول ردود الأفعال على قرار "يعلون"، جاءت من نتنياهو نفسه، الذي سارع بالاتصال بكحلون وحثه على التراجع عن قرار الانسحاب. وقال مقربون من نتنياهو، إنه يقدر ما قام به كحلون داخل وزارة الاتصالات، ويتمنى أن يراه إلى جواره في الحكومة القادمة. وفي السياق نفسه، أعرب وزيرا حماية البيئة جلعاد أردان، والتعليم ليمور ليفنات، عن أسفهما لقرار كحلون, ودعياه إلى إعادة النظر في قراره، والعودة بسرعة إلى الحياة السياسية. شبح أولمرت وتمثل الضربة الثانية التي تواجه حزب نتنياهو في الانتخابات، ما كشفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه وإيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني السابق، كانا على بعد "شهرين" من التوصل لاتفاق سلام قبل أن يضطر أولمرت إلى الاستقالة من منصبه. فقد جاءت تصريحات عباس لتحرك الحملة الانتخابية في الكيان الصهيوني، فبعد تبرئة أولمرت مؤخراً من اتهامات بالكسب غير المشروع والنظر في تحدي نتنياهو في الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 22 يناير، يسلط أنصاره الضوء على الجهود التي بذلها أولمرت لتحقيق السلام مع عباس في المفاوضات التي تعثرت فيما بعد في ظل ائتلاف نتنياهو اليميني. استطلاع الرأي والضربة الثالثة التي تتحدى نتنياهو، هو ما أسفر عنه أحدث استطلاعات الرأى، الذي أجراه مركز سميث الصهيوني للأبحاث، حين كشف أن الحزب الذي يتزعمه إيهود أولمرت وتسيبى ليفني وحتايد لبيد، سيفوز ب 31 مقعداً، متفوقاً بأربعة مقاعد على حزب الليكود. وأظهر الاستطلاع، الذى نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الحزب الذى تم تشكيله، بقيادة أولمرت، ويتضمن الزعيمة السابقة لحزب كاديما تسيبى ليفنى، والرئيس الحالى للحزب شاؤول موفاز، وزعيم حزب ويش حتايد لابيد يائير سيفوز، فى الانتخابات العامة، التي تجرى 22 يناير 2013. كما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن إيهود أولمرت هو الشخص القيادي الوحيد القادر على التعامل مع بنيامين نتنياهو وهزيمته في الانتخابات القادمة، لكن السؤال المطروح هل حان الوقت ليعود أولمرت إلى الحلبة السياسية؟. وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد أعلن أنه سيسعى لإجراء انتخابات مبكرة في الكيان الصهيوني، في يناير 2013، وذكر :"أنه توصل إلى نتيجة مفادها بأن حكومته الائتلافية لن تتمكن من الاتفاق على ميزانية عامة"، مضيفاً أنه قرر لمصلحة الكيان إجراء انتخابات الآن وبأسرع ما يمكن.