في الوقت الذي انتظر فيه الشعب المصري بشغف كلمة رئيس الجمهورية للأمة بمناسبة احتفالات ذكرى انتصارات أكتوبر، وقفت القنوات الفضائية المصرية "الخاصة" وكأن على رأسها الطير وقت إذاعة هذا الخطاب، وعلى اعتبار أن هذا الرئيس الذي أعد خطاباً للأمة ليس رئيساً لمصر وإنما رئيسا لدولة أخرى يخطب لشعب آخر. ولم تكتف هذه القنوات بهذا التجاهل "الفاضح" وإنما اتحدت فيما بينها "ضمنيا" في إذاعة التقارير والمداخلات التليفونية "المُعدة مسبقا"، من أجل الهجوم على الرئيس وإدانة فترة حكمه التي لم تتجاوز ال100 يوم، معتبرين أنها فترة فشل وتراجع على كافة الأصعدة، ومؤكدين من خلال تقاريرهم فشل مرسي في تحقيق أهداف برنامج ال100 يوم التي وعد لها إبان حملته الانتخابية، غير ملتفتين للأرقام والاحصائيات التي أعلنها مرسي في خطابه، والتي سواء اتفق عليها او اختلف، فإنها تستلزم الحوار والنقاش والنقد الموضوعي، وليس الهجوم من أجل الهجوم، والنقد من اجل الهدم. مناحة لميس كعادتها دائما، لا تترك الإعلامية لميس الحديدي أي فرصة، بل أحيانا تختلق الفرص، من أجل الهجوم الضاري على الرئيس مرسي ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين القادم منها أول رئيس مدني منتخب بعد 60 عاماً من الحكم العسكري للبلاد ،،، "لميس"، وعلى فضائية "سي بي سي" يبدو أنها لم تكن تعلم أن المصريين يحتفلون بذكرى انتصارات أكتوبر وأنه من المقرر أن يقام حفل كبير في ستاد القاهرة يحضره رئيس الجمهورية ليلقي كلمة للأمة بهذه المناسبة، فأذاعت بدلا من الخطاب تقريراً تم إعداده بالطبع قبل كلمة مرسي، حول "رغيف الخبز" وشكاوى المواطنين، واستقبلت بعده العديد المكالمات والمداخلات الهاتفية "سابقة التجهيز"، لتهاجم وتدين هذه الفترة الطويلة جدا من حكم مرسي "100 يوم" التي لم يحقق فيها شيء يذكر. وأخذت هذه المداخلات تتدابل فيما بينهم مجموعة من الجمل و"الإكليشيهات" و المعروفة من نوعية: فشل ال100 يوم - معاناة المواطن - لا وجود لمشروع النهضة - مشروع النهضة هلامي - الإخوان تريد الاستحواذ ولا تؤمن بالتعددية، بل إن بعضهم تحدث عن تأسيسية الدستور، ولا يدري أحد ما علاقة التأسيسية برغيف الخبز "أبو مسامير" الذي ظهر في تقرير لميس، حتى إذا ما جاءت مداخلة هاتفية اخترقت إعداد البرنامج أراد صاحبها أن يتحدث عن إيجابيات مرسي حتى قاطعته لميس وأغلقت الهاتف، عملا بمبادئ الإعلام الحر، الرأي والرأي الآخر "مالناش دعوة بيه"!. المثير للدهشة، وللسخرية أيضا أن نفس هذه الإعلامية أخذت تنوه كثيرا عن المؤتمر الذي أقامه المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي في منطقة عابدين قبل أسبوعين، بل وأذاعته القناة لما يقرب من 4 ساعات، كما أن لميس مشهورة في الوسط الإعلامي بأنها الراعي الرئيسي لمكالمات ومداخلات الفريق أحمد شفيق. نماذج مشابهة وعلى نفس المنوال، سارت باقي القنوات الخاصة، والتي لم تذع اللقاء هي الأخرى واكتفت بإجراء المكالمات الهاتفية واستقبال الضيوف "إياهم" للحديث ولتحليل خطاب مرسي، وهي تحليلات تم إعدادها مسبقاً هي الأخرى، حيث لم تركز على ما جاء في الخطاب، بقدر الهجوم المسترسل على الرئيس والذي لا يخرج عن إطار فشله في برنامج ال100 يوم على الرغم من الأرقام التي أعلنها الرئيس، ولم يكلف هؤلاء أنفسهم البحث واستقصاء هذه الأرقام للحديث بكل موضوعية وحيادية، فخرجت هذه البرامج في هذه الليلة خاسرة من جديد أمام مرسي الذي كسب الملايين بخطاب سبق العقول قبل القلوب، وبإحصائيات "فضحت" نجوم الإعلام الذين ثبت أنهم لا يمتكلون أي رؤية واضحة أو خلفية معرفية تمكنهم من مناقشة هذه الإحصائيات ومناقشتها.