تساءلت صحيفة "زمان" التركية هل يمكن للقاهرة وأنقرة أن تعيدا سويا بناء الشرق الأوسط الجديد ، وذلك في ضوء التقارب الشديد في العلاقات التي ظهرت مؤخرا بعد الثورة التي أطاحت بنظام المخلوع حسنى مبارك، في إشارة إلى تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أثناء زيارته للقاهرة مؤخرا، حيث قال متفائلا: "معا سنعيد بناء الشرق الأوسط". وذكرت الصحيفة، أن مصر تبذل جهودا حثيثة من أجل إيجاد حلول للقضايا الحيوية بالمنطقة، حيث كانت في السابق تسعى لوقف الحرب على غزة عام 2008، وكذلك وقف الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني عام 2006 وكانت تركيا تساعدها، إلا أنها تحت بعض الظروف لم تستطع التوصل لحل، أما الآن، وتحت قيادة الرئيس محمد مرسي، فقد تغير الدور المصري، حيث يسعى الزعيم المصري لجعل مصر لاعبا حيويا وإقليميا في المنطقة، بحسب الصحيفة. تابعت الصحيفة، "يشدد الخبراء بشئون الشرق الأوسط على فكرة أنه في حال تحالف كل من مصر وتركيا وإيران والجلوس على طاولة واحدة لكونها الدول الثلاثة الأكثر تأثيرا من حيث التاريخ والثقافة، سيمكنها حل المزيد من القضايا الإقليمية بسرعة". وأضافت الصحيفة، "وعلى عكس الاختلاف في المواقف بين تركيا وإيران من جهة ومصر وإيران من جهة أخرى، فإنه لا يوجد مشاكل بين القاهرة وأنقرة، فكلا الدولتين يتشاركان في نفس وجهات النظر في معظم القضايا الإقليمية المتعلقة بفلسطين والعراق ولبنان وسوريا، لذا يجب على الدولتين العمل سويا". واختتمت ، "إعادة بناء الشرق الأوسط امتدت منذ عقود، وقد وردت في اتفاقية سايكس بيكو البريطانية الفرنسية السرية عام 1916، حيث كانت تصف الشرق الأوسط بأنه منطقة لإراقة الدماء والدموع والديكتاتورية وعدم الاستقرار، أما الآن يمكن للقاهرة وأنقرة العمل سويا من أجل استقرار المنطقة وإحلال السلام، وإعادة بناء شرق أوسط جديد ينعم بالسلام".