أصدر الرئيس محمد مرسي قرارًا جمهوريًا ، الخميس ، بنقل تبعية الهيئة العامة للاستعلامات من وزارة الإعلام الي رئاسة الجمهورية ، وتعيين السفير محمد بدر الدين مصطفي زايد، رئيساً لمجلس إدارتها ؛ في إطار تطوير الهيئة وتحويلها إلى مؤسسة فاعلة قادرة على القيام بدورها في تقديم خدماتها وتقاريرها الإعلامية بشأن الأمور الداخلية والخارجية، خاصة وأنها المنوط بها نقل صورة مصر للخارج. وجاء القرار بعد أيام من تأكيد وزير الإعلام صلاح عبد المقصود خلال لقاءه العاملين بالهيئة على الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس مرسى للهيئة العامة للاستعلامات، ودورها داخليًا وخارجيًا، والذي يعكس صورة مصر فى العالم كله. واعتبر أسامة هيكل وزير الإعلام السابق، أن نقل الهيئة العامة للاستعلامات إلى رئاسة الجمهورية يعد جزءًا من إعادة هيكلة وزارة الإعلام، التي يتوقع أن تكون آخر وزارة للإعلام كما صرح الوزير صلاح عبد المقصود قبل أيام. تأسيس الهيئة العامة للاستعلامات تعد الهيئة العامة للاستعلامات هيئة حكومية كانت تتبع لوزارة الإعلام وتقوم بمهام "جهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة ". يرجع تأسيس الهيئة إلى عام 1954 عندما أدرك مجلس قيادة الثورة أهمية وجود جهاز إعلامي حكومي يكون متحدثًا باسم الثورة ومجلس قيادتها، ويشرح أهداف الثورة للرأي العام ويقدم الحقائق عن مصر ويساهم في رسم صورة إيجابية لمصر بالخارج، بجانب خدمة صناع القرار بتقديم معلومات عن بيئة النظام الدولي وقضاياه. وحملت الهيئة بموجب المرسوم الجمهوري الصادر في 2 سبتمبر 1954 مسمى "مصلحة الاستعلامات" وكانت تشمل كلا من الإدارة العامة للإستعلامات ومراقبة الشئون الفنية، وتتبع وزارة الإرشاد القومي، وفي عام 1967 صدر القرار رقم 1820 لسنة 1967 بإنشاء هيئة عامة تسمى "الهيئة العامة للاستعلامات" وتكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع وزير الإرشاد القومي وتخضع لإشرافه ورقابته وتوجيهه. وخلال 58 عاما هي عمر الهيئة، أنيط بها القيام بأدوار عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواقفها إزاء مختلف القضايا. ومن المهام الأساسية التي تقوم بها الهيئة هي تقديم صورة مصر إلى الرأي العام العالمي ونقل الحقائق عنها إلى وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم من خلال مكاتب الإعلام الملحقة بالسفارات المصرية في العواصم والمدن الكبرى . وتقوم الهيئة بتوفير مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة والحديثة عن مصر في مختلف المجالات، وتقدمها من خلال موقعها الإلكتروني والمطبوعات المختلفة التي تتولى إصدارها مثل مجلة أبناء الوطن، دورية آفاق الإفريقية، جريدة الجرائد العالمية، 25 يناير ثورة شعب، هذا بجانب دورها الهام في توفير التسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر لأداء عملهم. وللهيئة دور مهم في التثقيف السياسي والتوعية الاجتماعية للمواطنين وشرح السياسات الوطنية لهم والمساهمة في التوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية وكذلك بالقضايا المحلية والبيئية في المناطق الريفية والنائية في أنحاء مصر من خلال مراكز النيل للإعلام ومراكز الإعلام الداخلي. تراجع .. وفساد في ظل النظام السابق، تراجع دور الهيئة في القيام بمهامها على الوجه الأكمل، وهو ما أكده وزير الإعلام في زيارته للهيئة قائلاً: إنه رغم امتلاك الهيئة طاقات كبيرة ومتنوعة ومفيدة إلا أنه للأسف الشديد لم تتمكن من توصيل الصورة الجيدة عن مصر على المستوى الخارجي بشكل كاف، معربا عن أمله في أن تنهض الهيئة بكافة قطاعاتها خلال المرحلة المقبلة داخل مصر وخارجها، وتشهد الهيئة خلال المرحلة المقبلة دفعة قوية. كما طال الرئيس السابق للهيئة السفير إسماعيل خيرت، العديد من الاتهامات بالفساد وكان أخطرها ما أعلنه المهندس مجاهد عبد العظيم، مدير عام الهيئة، عن تورط خيرت في طبع مليون صورة للرئيس المخلوع مبارك بعد الثورة، وقيام المركز الصحفى بالهيئة، بالإرشاد عن المراسلين الأجانب أثناء الثورة، وتصويرهم على أنهم عملاء وجواسيس للدول الأجنبية، من أجل إجهاض الثورة، بجانب بعض وقائع الفساد المالي والإداري التي وقعت داخل الهيئة.