قال محامي أسرة الناشطة الأمريكية راشيل كوري، التي قتلها سائق بلدوزر صهيوني عام 2003 أثناء مظاهرة تضامنية مع الفلسطينيين ضد المستوطنات أمام عدسات محطات تليفزيونية، إنه سيقاضي الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية، إذا برّأته محكمة حيفا، التي تصدر حكمها في هذه القضية الثلاثاء، من تهمة القتل العمد. وقتل بلدوزر أمريكي الصنع من طراز «كاتريلر دي 9» الناشطة الأمريكية، أثناء محاولتها منعه من هدم أحد البيوت الفلسطينية في 16 مارس 2003، لتحظى باهتمام إعلامي كبير منذ ذلك الحين. وتصدر الثلاثاء، المحكمة الصهيونية في حيفا، حكمها في الدعوى القضائية التي قدمتها أسرة كوري في 2005، ضد «دولة الكيان». وتتركز القضية حول ما إذا كان سائق البلدوزر الصهيوني قد رأى راشيل كوري، قبل أن يدهسها بالبلدوزر مرتين أمام الكاميرات، وهو ما يعد قتلًا عمدًا، من عدمه. وأكد حسين أبو حسين، محامي أسرة راشيل كوري، في اتصال، من أم الفحم، أن الأسرة قررت رفع قضية مدنية في 2005، كي تصل إلى معلومات وحقائق حول مقتل راشيل، لتستمر القضية 7 سنوات حتى الآن. وأضاف أبو حسين: "المطلوب إدانة الكيان واستفسار حول معلومات عن ظروف القتل"، مشيرًا إلى أن اتخاذ أي إجراءات قانونية أمام محاكم دولية يتطلب استنفاذ الإجراءات في المحاكم المحلية. وتقول تحقيقات الجيش الصهيوني إن «الجيش لا يتحمل مسؤولية الحادث، وإن سائق البلدوزر لم يتمكن من رؤية راشيل كوري أمامه، وأن القائد المحلي، تخطى الإجراءات العادية بوضع مراقبين لضمان عدم تضرر المشاهدين عند تقدم الجرافة، خوفًا من نيران القناصة الفلسطينيين، وإن الناشطة الأمريكية تعرضت للضرب في لوح خرساني أثناء نقل كومة من التراب في الوقت الذي كانت تقف فيه خلفه، ولم يتم دهسها، رغم أن عملية الدهس تم رصدها بالكاميرات. واتهم الجيش الصهيوني راشيل كوري غيرها من النشطاء الدوليين بانتهاج «سلوك غير قانوني وغير مسؤول وخطير». وقال السفير الأمريكي في تل أبيب، دان شابيرو، إن تحقيق الجيش الصهيوني في مقتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري في غزة عام 2003 «لم يكن كافيًا، أو شفافًا أو ذا مصداقية»، وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن السفير أخبر عائلة «كوري»، إن حكومة الولاياتالمتحدة ليست راضية عن سير التحقيق الذي أجراه الجيش الصهيوني، كما أنها ليست راضية عن قرار الكيان غلق التحقيق في الواقعة. ونقلت صحيفة «جارديان» البريطانية عن والد الناشطة كوري قوله إن «القضية التي رفعتها العائلة مجرد خطوة صغيرة في بحث عمره 10 سنوات تقريبًا عن الحقيقة والعدالة»، لافتًا إلى أن الأدلة التي قُدمت أمام المحكمة تثبت أنه لا وجود للمصداقية. وأضاف أن العائلة ستفعل كل ما بوسعها للوصول إلى حقيقة ما حدث لراشيل كوري ومعاقبة المسؤول عما حدث.