"انه يوم حزين للديموقراطية ولحقوق الانسان وللانسانية وسيادة القانون" كانت هذه كلمات والدة الناشطة السياسية الامريكية الراحلة راشيل كوري التي دهستها جرافة للجيش الاسرائيلي في عام 3002 عندما حاولت مع 9 من زملائها تشكيل حائط بشري لمنع الجرافات من هدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح في غزة. جاءت كلماتها بعد صدور حكم المحكمة قبل أيام علي الدعوة المدنية التي رفعتها أسرة كوري للحصول علي تعويض عن جريمة اسرائيل البشعة في تعمد قتل ابنتها راشيل 32 عاما والفشل في اجراء تحقيق شفاف وذي مصداقية. المحكمة اعتبرت قتل راشيل حادثا مؤسفا غير متعمد ورفضت التعويض. اتهمت اسرة راشيل الحكومة الاسرائيلية بانها بذلت جهودا كبيرة لاخفاء حقيقة ما حدث لراشيل. وهكذا خرجت اسرائيل كعادتها من جرائمها كالشعرة من العجين في جريمة قتل متعمدة ترقي لجريمة ضد الانسانية بشهادة زملاء راشيل الذين وصفوا كيف كانت راشيل تقف فوق تل من التراب وهي ترتدي چاكت برتقالي وتمسك بمكبر صوت وتطلب من سائق الجرافة التوقف عن هدم منزل مواطن فلسطيني.. وكيف قاد السائق الجرافة في اتجاهها وهو يراها تماما واصم اذنيه عن سماع صراخ زملائها الناشطين الذين اندفعوا في اتجاهه في محاولة لمنعه دهسها بجرافته وقد تقدم خطوات للامام وتراجع للخلف ودهسها عمدا وتقدم للامام ثم تراجع وسحقها مرة اخري وسحبها 4 أمتار اي انه تعمد ارتكاب جريمته الوحشية بدم بارد. كان ذنب راشيل وهي أمريكية يهودية انها وبعد احداث 11 سبتمبر تعرفت علي القضية الفلسطينية وادركت مدي الظلم الذي يقع علي الفلسطينيين فانضمت الي حركة تضامن دولية تناصر القضية الفلسطينية وتساعد الفلسطينيين علي توثيق وعرقلة اعمال الجيش الاسرائيلي في مناطق الفلسطينيين وكان ذلك أثناء الانتفاضة الثانية التي قامت خلالها اسرائيل بتدمير 1700 منزل في رفح ما بين اعوام 000 2 و2004 مما أسفر عن تشريد 17 ألف فلسطيني وقتل في هذه الانتفاضة 400 طفل طبقا لمنظمة حقوق الإنسان الاسرائيلية »بيتسليم«.. ومنحت الحصانة للجنود وتم تجاهل المحاسبة والعدل. كانت أسرة راشيل تبحث عن اجابات وعقاب للسائق القاتل والعدالة لابنتهم التي دفعت حياتها ثمنا لدفاعها عن الحق الفلسطيني. وكان التحقيق العسكري بعد الحادث قد توصل الي تبرئة الجيش من قتل راشيل واعتبره غير مسؤول عن موتها وان سائق الجرافة لم يرها وقد برأته المحكمة من القتل العمد والاهمال. أسرة راشيل قررت استئناف الحكم لتستنفد كل وسائل التقاضي المحلية داخل اسرائيل و تتجه بعدها الي رفع قضية دولية ضد اسرائيل. كانت راشيل انسانة مرهفة وحساسة كاتبة وشاعرة تأثرت بمعاناة الفلسطينيين وفي احدي الرسائل البريدية لاسرتها كتبت أشاهد هذه الابادة المستمرة والبشعة وأشعر بالخوف أن هذا يجب ان يتوقف. لما يقرب من عقد واسرة راشيل تلاحق اسرائيل في مواجهة اصرارها علي حماية العسكريين وتجاهل الحقيقة وبجانب سعيهم لتحقيق العدالة لراشيل اصبحوا ملتزمين بمحاولة تحقيق العدالة ايضا للفلسطينيين فقد ادركوا بعمق ما يعنيه الظلم الواقع علي الشعب الفلسطيني وهم ممتنون لراشيل أنها منحتهم هذه الفرصة لخدمة القضية الفلسطينية وقضايا السلام والعدالة. وتقول أسرة راشيل انها من خلال المحاكمة أرادت اكمال رسالة ابنتها وتعريف العالم بقضية الشعب الفلسطيني. أسرة راشيل انتقدت الدبلوماسية الأمريكية فرغم ان سفير أمريكا في اسرائيل أبلغ الأسرة ان الحكومة الأمريكية غير راضية عن التحقيق السطحي وغير المتعمق وغير الكفء الذي أجراه الجيش الاسرائيلي في جريمة قتل راشيل إلا ان امريكا لم تساند أسرة راشيل لمعرفة الحقيقة.. كما انتقدت الاسرة القضاء الاسرائيلي الذي يعتبر جيش الاحتلال وجرائمه فوق القانون. رحم الله راشيل.