لم يكن سلامة أحمد سلامة مجرد كاتب موهوب أو صحفى كبير مرموق، فبوسع كل باحث مدقق أن يعثر على أمثال هؤلاء فى معظم الدول والمجتمعات وفى أغلب المراحل التاريخية، لكنه كان فى الوقت نفسه إنساناً نبيلاً يكره ادعاء البطولات ويتحمل الظلم فى صمت. وربما كان أهم ما ميز «سلامة» هو أن شعور الآخرين بأنه ظُلم وحُرم من حقوق طبيعية كثيرة كان يتعين أن يكون أول المستفيدين منها فاق شعوره هو نفسه بالظلم والحرمان، فقد اضطهد «سلامة» إلى درجة تعرضه للحرمان من الكتابة، ومع ذلك لم نسمعه يشكو أبداً أو يحاول الظهور بمظهر الضحية، وظل شديد الاعتزاز بنفسه دون تكبر أو ادعاء، كما ظل شديد الحرص على كرامته دون تهور أو صراخ، والأهم من ذلك كله أن أحداً لم يستطع شراءه أو التأثير على مواقفه، سلباً أو إيجاباً، وكان شديد الاهتمام بالمواهب الشابة وحريصاً على فتح الطريق لها ودفعها إلى الأمام. http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=346618