يسهل على أى مراقب للمشهد السياسى فى مصر أن يدرك عمق الإحساس الجماعى بالمأزق الذى تعيشه البلاد حالياً. فلو أتيح لأى شخص أن يسأل كل من يصادفه من المواطنين المصريين، الذين يقطنون أى رقعة من أرض الوطن، عن تقييمه للنتائج التى أسفرت عنها الجولة الأولى من الانتخابات ولصالح من سيعطى صوته فى جولة الإعادة، فسوف يكتشف على الفور أن الغالبية الساحقة ليست سعيدة بنتائج الجولة الأولى، وليست متحمسة كذلك للذهاب إلى جولة ثانية، ولن تشعر بالسعادة لفوز أى من المرشحين المتنافسين فيها، ولا تبدو مطمئنة إلى قدرة أى منهما على ضبط الأمور بما يكفل استكمال بناء مؤسسات نظام سياسى جديد مستقر وفعال. ومع ذلك يبدو لى أن الأزمة التى كشفت عنها نتائج الجولة الأولى قد بلغت من العمق حدا يجعلها قابلة لإفراز سلسلة من التفاعلات ربما تتيح فرصة قد تنجح النخبة فى انتهازها لبلورة حل تاريخى. http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=341207