يُطلق اسم (الخوف من الافتراق) على اضطراب يصيب الأطفال ، نتيجة خوف الأم من فكرة الافتراق عن طفلها لأي سبب، مما يجعل هذا الخوف ينتقل إلى الطفل ، مسببًا له ذلك الاضطراب ، الذي يسمى أيضًا الخوف من الابتعاد عن الأم . وفراق الأم عن طفلها ليس بالضرورة لأمرٍ سيئ ، فقد يكون بسبب رجوعها لعملها ، أو ذهاب طفلها إلى الحضانة أو المدرسة . فكيف تهيء الأم صغيرها لذلك الفراق الصغير؟ أولاً : مهدي الأمر لطفلك إذا شعرتِ أن طفلكِ لن يتقبل تركك له في الحضانة بسهولة ، يمكنك أن تحاولي تمهيد الأمر نفسيًا له ، عن طريق زيارة الحضانة معه قبل أن تتركيه فيها بعدة أيام ، وعرفيه على المكان ؛ ليعتاد عليه وهو معكِ ، ثم في اليوم التالي اجعليه يجلس مع المعلمة وبقية الأطفال ، بينما تتشاغلين عنه بشيء . ثانيًا : ابدأي الأمر مبكرًا لا تنتظري حتى بلوغ طفلك السن المناسب للحضانة ، أو موعد انتهاء إجازتك ، لتقرري تركه فجاة في الحضانة ، بل دربيه ودربي نفسك منذ صغره على البقاء مع شخص غيرك تثقين فيه ، وهذا سيجعله يتقبل فكرة ذهابه فيما بعد إلى الحضانة ثالثًا : لا تُظهري ضعفك أمامه حين يبدأ طفلكِ بالبكاء في أول يوم له بالحضانة ، سينتظر ليرى رد فعلك على بكائه ، فإن رآكِ تبكين سيتزداد حالته سوءًا ، لذلك ننصحك بالبقاء قوية أمامه ، وامنحيه قبلة كبيرة ، وأخبريه أنكِ ستعودين لأخذه لاحقًا ، ثم أعطيه للمعلمة وانصرفي مباشرةً رابعًا : لا تترددي إذا انصرفتِ من الحضانة ، فلا تقفي خلف الباب تنظرين إلى طفلك ، لأن رؤيته لكِ مرة أخرى بعد أن ظن أنكِ انصرفتِ ستجعله يبكي مجددًا أخيرًا استمري ولا تيأسي في كل مرة ستتركينه فيها سيبكي ؛ آملاً في أن يجعلكِ بكاؤه تعودين عن قرارك ، لكن الأفضل لكِ وله أن تستمري في تركه لفترات قصيرة مع أشخاص تثقين بهم ، لتأكد في النهاية أنكِ دائمًا ما تعودين لأخذه ، ولن تتركيه أبدًا .