أكدت الخرطوم أن الجيش السوداني أصبح على بعد كيلومترات قليلة من منطقة هجليج النفطية التي احتلتها قوات جنوب السودان الثلاثاء، رافضا عرض جوبا بسحب قواتها من هجليج في حال قامت الأممالمتحدة بنشر قوات محايدة فيها. وصرح وزير الإعلام عبد الله مسار بأن الجيش خاض معارك مع جيش الجنوب بينما كان في طريقه إلى هجليج الجمعة، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح في جانب جيش الجنوب. وأكد الوزير مسار أن قوات الجيش الجنوبي فرت وتركت وراءه الكثير من المعدات العسكرية. وأضاف أن الجيش يخطط لدخول هجليج من عدة جهات، وتوقع أن ينتهي من تحرير المنطقة خلال ساعات قليلة. وردا على اقتراح جوبا بنشر قوات دولية بالمنطقة كشرط لسحب قواتها منها، قال إن هجليج منطقة سودانية 100% وأنه لا مجال أمام الخرطوم للتفاوض حولها، مؤكدا أن هجليج ليست من المناطق الأربع المتنازع عليها. واستبعد مسار أن يلجأ جيش جنوب السودان لإلحاق أي أضرار بآبار النفط السودانية بالمنطقة "لأن جوبا تعرف أنه بإمكاننا الرد بقوة على مثل هذه الأفعال". وردا على سؤال حول استخفاف جوبا بقدرة الجيش السوداني على تحرير هجليج، قال الوزير إن جوبا تعلم أن الجيش السوداني سيطر بالكامل ووجه ضربات موجعة لقواتها بالمناطق المتنازع عليها بينهما، وأضاف أن الخرطوم لن تسمح لأي كان بالاعتداء على شبر من الأراضي السودانية، كما أنها لن تقوم بالاعتداء على شبر من أراضي الآخرين. بالمقابل نقل مراسل الجزيرة في جوبا أن الحكومة هناك أعلنت استعدادها للرد على أي هجوم عسكري من قبل الخرطوم على هجليج، وأنها ترصد تحركات الجيش السوداني، ونقل عن مصادر بالجيش قولها إن الجيش السوداني هاجم أمس دورية لجيش جنوب السودان، وأن الأخيرة تصدت للهجوم وألحقت خسائر بالطرف الآخر. أما عن الشأن السياسي فأشار المراسل لاستمرار حالة التعبئة ضد السودان. وكانت جوبا أعلنت على لسان رئيس فريقها للمحادثات التي تستهدف حل النزاع مع السودان باقان أموم أنها مستعدة للانسحاب من هجليج بموجب خطة يتم التوصل إليها بوساطة الأممالمتحدة. وأضاف أموم للصحفيين بالعاصمة الكينية نيروبي "بالأساس نحن مستعدون للانسحاب من هجليج كمنطقة متنازع عليها بشرط أن تقوم الأممالمتحدة بنشر قوة تابعة لها في هذه المناطق المتنازع عليها وأن تنشئ الأممالمتحدة أيضا آلية مراقبة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العسكرية". وقال إن هناك سبع مناطق محل نزاع داعيا إلى تحكيم دولي، في حين تقول الخرطوم إن هذه المناطق أربع فقط. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قال في وقت سابق إن بلاده قادرة على حسم أي اعتداء عليها، واتهم دولة جنوب السودان بتنفيذ مخطط خارجي لصالح جهات كانت تدعمها أثناء الحرب الأهلية. وأضاف "الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان أو السودان، وللأسف فإن إخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان". بالمقابل هدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بأن قواته ستتقدم إلى منطقة أبيي إذا لم تخرج منها القوات السودانية. وربط وزير الإعلام بدولة الجنوب برنابا ماريال بنيامين انسحاب قوات بلاده من هجليج بوقف السودان كل هجماته الجوية والبرية، وانسحاب القوات السودانية من أبيي ، ونشر مراقبين دوليين على طول المناطق المتنازع عليها إلى حين التوصل لاتفاق على ترسيم الحدود.