قالت محكمة نرويجية يوم الجمعة إنها لن تسمح ببث مباشر لاعترافات السفاح أندرس برينج بريفيك خلال محاكمته المقرر أن تبدأ الشهر المقبل. وأشارت القاضية وينشي إليزابيث أرنتزين التي أعلنت القرار إلى أن بريفيك قال إن أفعاله كانت تهدف إلى "عمل دعاية لرسالته"، وأن المحكمة "لا ترغب في عرض رسالته" بالسماح بالبث المباشر. وكان المتهم البالغ من العمر 33 عاما وجهت إليه تهم الإرهاب والقتل العمد فيما يتعلق بالتفجير وإطلاق النار عشوائيا العام الماضي وهو ما أودى بحياه 77 شخصا في العاصمة أوسلو وجزيرة قريبة. إلا أن محكمة أوسلو الجزئية قضت بالسماح لوسائل الإعلام فقط ببث التماس بريفيك في بداية المحاكمة، وأيضا أقوال الادعاء والدفاع في بداية ونهاية الجلسات. ومن المتوقع أن يمثل اليميني المتطرف أندريس برينج بريفيك المتهم بقتل 93 شخصًا أمام المحكمة النرويجية الشهر المقبل بعد تنفيذه تفجيرات ضخمة في أكبر كارثة يشهدها هذا البلد الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت المرافعات السابقة التي قررت استمرار اعتقال بريفيك قد عقدت بشكل سري، إلا أن المحكمة النرويجية العليا قضت بجواز إجراء محاكمة بريفيك الابتدائية علنا، داحضة بذلك حكما كانت قد أصدرته محكمة أدنى درجة بوجوب إدلاءه بإفادته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من زنزانته. وأعرب محامي الدفاع جير ليبستاد عن سروره من صدور قرار المحكمة العليا، قائلا إن هذا ما كان يصبو إليه موكله طول الوقت. ويشار إلى أن بريفيك اليميني المتطرف البالغ من العمر 32 عاما قد اعتقل بعد فترة وجيزة من ارتكابه جرائمه في اوسلو وفي معسكر للشبيبة في جزيرة اوتويا. وأشارت مصادر قضائية إلى أن عدد الذين نجوا من المجزرة التي ارتكبها بريفيك في أوتويا وأسر الضحايا كانوا ضمن طوابير الذين تجمعوا خارج دار المحكمة لحضور المرافعة. وأصبح اسم أندريس برينج بريفيك متداولا بكثرة بعد الهجومين اللذين استهدفا مبنى حكوميا ومعسكرا شبابيا للحزب الحاكم في النرويج وخلفا 93 قتيلا، ومع إقرار أندريس بفعلته ووصفه إياها بأنها ضرورية، تطرح التساؤلات عن هوية هذا الشخص والأسباب والدوافع التي جعلته يقتل هذا العدد الكبير من الناس بدم بارد. أندريس بريفيك، شاب نرويجي الجنسية والأصل، بحسب الشرطة، أشقر متوسط الطول وذو عينين زرقاوين، يعيش في حي راق قرب وسط أوسلو، جيرانه لا يعرفون عنه الكثير، وهو ما يؤكده إميل فينيريو بقوله "كنت أذهب إلى المدرسة نفسها مع المتهم لكنني لا أعرف عنه الكثير". وأضاف إميل أن كل ما يعرفه عنه أنه شخص أبيض اللون من الطبقة الوسطى، وأنه كان يهتم بأناقته لدرجة أن لا أحد كان يشتبه به. كما تؤكد صفحة بريفيك على الفيسبوك أن المتهم أنشأ حسابه على هذا الموقع يوم 17 يوليو2011 ولا تضم الصفحة أي أصدقاء أو روابط اجتماعية، ولكنها تظهر أن اهتماماته تتضمن الصيد والتحليل السياسي والبورصة مع تذوق للموسيقى يتراوح بين الكلاسيكية والموسيقى الراقصة. وعلى الفيسبوك يقدم المتهم نفسه بوصفه مدير "بريفيك جيوفارم" وهي مزرعة سمحت له بالحصول على مواد كيميائية يمكن استخدامها لصنع متفجرات. وعن ميوله السياسية تقول الشرطة إنه مسيحي قريب من اليمين المتطرف، في حين نقلت صحيفة فيردينس جانج النرويجية اليومية عن صديق له قوله إن بريفيك أصبح متطرفا يمينيا في أواخر العشرينيات من عمره. كما أظهرت التحقيقات التي قامت بها السلطات النرويجية أن المتهم ينتمي إلى حزب مناهض للهجرة، وكتب أفكارا على الشبكة العنكبوتية تهاجم التعددية الثقافية والإسلام، بيد أن الشرطة نفت أن يكون له أي سجل سابق لدى الدوائر الأمنية المختصة.