حذر الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى من احتمال حدوث ما قال أنه سيطرة لجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي على الأجهزة السيادية بالدولة، قائلا أن هذه السيطرة لو حدثت فيتم تغيير قناعات وسياسات تلك الأجهزة على حد قوله في مقاله المنشور اليوم بجريدة " التحرير " التى يرأس تحريرها. تحذير عيسى جاء في معرض كلامه حول علاقة اللواء عباس مخيمر، القيادي السابق بالمخابرات الحربية، والرئيس الحالي للجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشعب، والذي دخل البرلمان بعد ترشيحه على رأس قائمة حزب الحرية والعدالة بمحافظة الشرقية. تساءل عيسى في مقاله الذي حمل عنوان " الأسئلة البديهية المرعبة" حول الجذور المحتملة لعلاقة اللواء مخيمر بجماعة الإخوان المسلمين قائلا" لواء بالقوات المسلحة كان الرجل الثانى فى المخابرات الحربية حتى سنوات مضت، بل كان يشغل منصب مدير جهاز الأمن الحربى بإدارة المخابرات الحربية، حيث من مهام منصبه متابعة أى نشاط سياسى أو دينى لأىٍّ من أفراد أو ضباط الجيش واتخاذ إجراءات إزاء هذا النشاط وصاحبه، ومهمة هذا اللواء، كذلك، أن يمنع وجود أفراد أو ضباط ذوى خلفية دينية أو انتماءات إلى الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية، ويلجأ إلى قرارات ضدهم، منها إحالتهم إلى المعاش! هذا اللواء يصبح مرشحا على قائمة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الأخيرة! ثم يرأس لجنة الدفاع والأمن القومى فى البرلمان كذلك! إنه اللواء عباس مخيمر! وتابع عيسى " هل كان اللواء عباس مخيمر عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين أثناء خدمته فى القوات المسلحة؟ أم أنه انضم إلى جماعة الإخوان بعد خروجه من الجيش وتقاعده من وظيفته العسكرية؟ (لا معلومات كثيرة لدينا طبعا عن عدد الضباط المتقاعدين من أعضاء جماعة الإخوان... وحزبها!)، أم أن اللواء مخيمر لم يكن عضوا فى الجماعة ولم ينضم إليها، ولكنه فقط، ترشح على قائمة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الأخيرة؟ وكيف لرجل كانت هذه مهمته أو إحدى مهامه وكان هذا مركزه بحساسية مسؤوليته ينضم هكذا إلى جماعة الإخوان، متجاهلا أى ظلال من الأسئلة حول هذا الانتماء بتوقيته وما يطرح من استفهامات أيضا عن تاريخ اللواء وعلاقته المفترضة أو الممكنة أو المحتملة أو المتوهَّمة مع جماعة الإخوان؟!" وحول علاقة المجلس العسكري بقيام الإخوان بترشيح اللواء مخيمر على قائمة الإخوان بالشرقية قال عيسى في مقاله" الغالب فى تحليلات متناثرة أن المجلس العسكرى هو الذى طرحه ورشحه للإخوان، ومن ثم فإن علاقته بالجماعة حديثة بعد الثورة، وجاءت بتزكية من المجلس العسكرى، فتبنت الجماعة ترشيحه والوصول به إلى موضعه المهم! (لو صح هذا فما الذى يجعل «العسكرى» يرشح مسؤولا عن الأمن الحربى لجماعة الإخوان؟)". وحول السر وراء تساؤلاته بشأن علاقة اللواء مخيمر بجماعة الإخوان المسلمين قال عيسى" سبب هذه الأسئلة (المرعبة) إضافة إلى الغموض الذى يكتنف القصة كلها هو ما كتبته أمس، عن خطورة أن الأجهزة الثلاثة (الجيش والشرطة والمخابرات)، ستكون فى يد الإخوان والسلفيين بعد أسابيع أو شهور، وهو ما سيجعلها تغيِّر فى جينات هذه الأجهزة والمؤسسات". وتابع "هل كان الإخوان أصلا موجودين على طريقة الخلايا النائمة فى هذه الأجهزة الثلاثة منذ زمن؟ أم أنهم سيتسلمون الأجهزة بتسلمهم الحكم ويتم -كما كتبت أمس نصا- «اللعب فى جينات هذه المؤسسات بالتالى: - النص فى الدستور على أن من مهام هذه الأجهزة خدمة الإسلام أو العمل لحماية الدين مثلا أو وَفْق أحكام الشريعة الإسلامية (طبعا يمكن للنصوص أن تختلف وللفقرات أن يعاد تركيبها وترتيبها). - وضع تشريعات تلزم هذه المؤسسات بالالتزام الدينى شكلا وموضوعا. - تعيين قيادات الإخوان والسلفيين أو محسوبين عليهم فى المناصب العليا لهذه المؤسسات والتخلص ممن يعارض التوجهات الجديدة. - إعادة صياغة مناهج الكليات العسكرية وكلية الشرطة. - صياغة جديدة للوائح الداخلية المعمول بها فى هذه المؤسسات. - إدخال دفعات كبيرة وواسعة من أعضاء وكوادر الإخوان والسلفيين فى هذه الكليات بشكل منظم ومنتظم".