إن الثورة تمر بمرحلة عنق الزجاجة بحق. فلا الثورة انتصرت تماماً بحيث يمكن أن نبدأ في تنفيذ رؤية متكاملة للتغيير عبر إرادة حرة وكيانات مستقلة عن نظام القهر السابق، ولا الثورة فشلت بحيث نفقد الأمل في التغيير أو نحاول الثورة من جديد من أجل مستقبل أفضل لمصر. إننا أمام لحظة يجب أن تتحد فيها الجهود من أجل أن تستكمل الثورة ما بدأته من "إسقاط نظام القهر" .. هذا النظام ترنح خلال الأشهر الماضية ولكنه لم يسقط. لم يسقط الظلم والمحسوبية والرشاوى والاستغلال. لم تسقط محاولات تركيع ارادة مصر الدولية لصالح خصومها. لم تسقط محاولات الالتفاف على ارادة الشعب. ليس من مصلحة شعب مصر قبول هذا الارتداد عن الثورة. هناك بالتأكيد مخاطر من النزول .. كما هي الحياة.. لا يخلو فيها مكسب من مخاطرة. ولكن مخاطر عدم استكمال الثورة أو انقلاب الظلمة عليها أكبر من مخاطر العودة إلى الميادين والمشاركة في اتمام اسقاط نظام الظلم الذي تسلط على الشعب.