في ظلّ انتشار وسائل المواصلات الحديثة من سيارات ومركبات مختلفة الأحجام وانتشار الطرق المعبَّدة وازدياد استخدامها برزت الحاجة المُلحّة إلى وجود قوانين لتنظم حركة المرور وتوضح آدابها سواء للسائقين أو الركاب أو المُشاة لتفادي حوادث الطرق وللتقليل من التسبب بأي مشاكل في الشوارع أو المركبات مع الوضع فى الاعتبار أنَّ التقيد بآداب المرور ليس مجرّد خيار بل هو قانونٌ ملزم ..حيث تفرض الدول مجموعة من آداب المرور والقوانين المنظمة لحركة السير والمرور سواء في الطرق العامة أو فى الشوارع الفرعية.. ولابد من تطبيق قوانين رادعة تُعاقب كل من لا يلتزم بآداب المرور لإجبار الناس على الالتزام بهذه الآداب وعدم التساهل لكونها تسبب كوارث مرورية وخسائر فى الأرواح خصوصًا أنَّ حوادث الطرق فى ازديادٍ مستمر وتحصد الآلاف من الأرواح البريئة فى كل عام ويُعبّر مدى الالتزام بآداب المرور عن مدى حضارة الشعب ورقيّه والتزامه لأنَّه يعلم أنَّ هذه الآداب وضعت فى الدرجة الأولى لمصلحة المواطن. ◄ أشرف عزت: التقيّد بالسرعة وحزام الأمان يحمى السائق ويحفظ المركبة ويجنب المشاة الخطر في البداية أوضح اللواء أشرف عزت مساعد وزير الداخلية الأسبق ان السائق عندما يكون ملتزماً بالتقيّد بالسرعة المناسبة والمسرب الخاص والمناسب وكذلك التقيّد بالاتجاهات مع مراعاة أولوية السير بالنسبة للمُشاة والسيارات والالتزام بوضع حزام الأمان وسلامة المركبة.. كما ان العادة تُوضع إشارات إلزامية تحذيرية على الطرقات للفت انتباه السائقين والمشاة إلى هذه الآداب كما توضع علامات على الشوارع لتحديد السرعة المناسبة وكذلك آلات تصوير لمراقبة السرعة وضبط السيارات المخالفة بالإضافة إلى إشارات المرور التى تهتم بتنظيم حركة السير على الشوارع المتقاطعة وفى الوقت نفسه تُبنى جسور المشاة لتسهيل حركة المُشاة وعدم اضطرارهم لقطع الشارع ويرجع الهدف الأول والأخير من هذه الآداب الحفاظ على السلامة العامة وزيادة الحذر والوعى لدى الناس وتقليل احتمالية وقوع حوادث الطرق سواء حوادث الدهس أو حوادث المركبات مثل "التدهور والانزلاقات والاصطدام وغيرها".. وشدد عزت على أن غالبية الحوادث المرورية سببها الأخطاء البشرية المتمثلة فى عدم الالتزام بإشارات المرور خاصةً عندما تكون الإشارة حمراء لكونها تساعد فى تنظيم الحركة المرورية عند تقاطعات الطرق وبالتالي يسبب عدم الإلتزام بتلك الإشارات باحتمالية كبيرة لوقوع الحوادث المرورية.. وأن الكثير من السائقين يعتبر الإشارة ماهى إلا مضيعة للوقت والوقود أيضاً ولايتوقف الأمر عند ذلك بل السائق يقوم بكسر الإشارة الضوئية بسرعة جنونية مما يقلل قدرته للسيطرة على المركبة وبالتالي يزيد نسبة وقوع الحوادث .. بجانب قيام بعض السائقين بالقيادة تحت تأثير الكحول لكونه يصيب السائق بضعف في التركيز وتأخر كبير فى استجابة الحواس ويدمر قوة العقل فى التركيز مما يجعل السائق المتعاطي يميل الى المجازفة وتقليل الخوف لكون نسبة الكحول فى الدم تتجاوز 5% وهى النسبه التي تدمر خلايا المخ . ◄ اقرأ أيضًا | مصرع فتاة وإصابة 6 في تصادم ميكروباصين بطريق العوايد بالإسكندرية ◄ مروان عثمان: تطورات كبيرة في المنظومة لرصد المخالفين وأكد اللواء مروان عثمان مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الدولة أدخلت تطورات كبيرة على المنظومة المرورية لتسهيل إجراءات المرور وسرعة رصد المخالفين لحثهم على الالتزام بقواعد وآداب المرور لكونها تعد ضرورة كبيرة وملحة لحماية الأرواح والممتلكات وتقليل الحوادث وكذلك تفادى الفوضى المرورية وتعزيز السلامة العامة على الطرق.. مؤكداً مروان عثمان ان الدولة تبذل جهودا حثيثة لتحقيق متطلبات الثقافة المرورية بإعتبارها مسؤولية مشتركة من الجميع ومرتبطة بين السائقين والمواطنين لتفادى وقوع الحوادث المرورية..وأضاف عثمان انه لتحقيق ذلك وبسرعة لابد من وضع العديد من الإرشادات اللازمة بالإضافة إلى احترام الإشارات المرورية والحرص على القيادة بحذر شديد ومنح الأولوية دائماً للمشاة وتجنب الممارسات الخطرة كالإفراط فى السرعة والتشتت.. وأوضح عثمان أن الدولة تقوم بدور كبير وفعال فى رصد المخالفات إلكترونيًا من خلال وضع كاميرات ذكية أعلى الكبارى لرصد أى سيارة تتوقف بمطلع الكبارى لمنع الحوادث ..كما ساهمت الكاميرات الموجودة فى التقاط المخالفة عن طريق مثبت المخالفات "لادار "وانتشاره فى العديد من جوانب الطرق عن طريق ارسال وتصوير صاحب المخالفة. ◄ عصمت عسكر: ضرورة الحد من التحدث عبر الهاتف لقدرة تطبيق القواعد الوقائية في المقابل شدد اللواء عصمت عسكر مساعد وزير الداخلية الأسبق أن عدم التحدث عبر الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة يعد من الأنظمة المشددة المدرجة فى أنظمة السير وبالرغم من التوجيهات التى صدرت مراراً وتكراراً للحد من ظاهرة التحدث عبر الهاتف النقال أثناء السواقة إلا انه لايزال الكثير من السائقين لا يبالون بهذه التوجيهات المشددة ولا بالأنظمة الخاصة بها مما يجعلهم ينسون أنفسهم أثناء الجلوس خلف عجلة القيادة وينسون تطبيق القواعد الوقائية مما يجعل معظم حوادث المرور تقع على الأرجح أثناء انشغال السائقين بالحديث بواسطة الهواتف النقالة لأنهم لا يستطيعون منع السيارة من الانحراف خارج مسارها أو إيقافها بسرعة عند الضرورة ومثل هذه الحوادث منتشرة بكثرة على الطرق الطويلة.. كما أن أخطر الحوادث وأغربها فهى تعرض بعض السائقين لحوادث اصطدام عند رفع أيديهم عن عجلة القيادة وأثناء حديثهم بالهاتف نظرا لاعتيادهم على تحريك الأيدى عند الحديث او البحث عن محطات الراديو أو تناول المأكولات والمشروبات وغيرها من الأسباب التى تؤدي لحوادث السير فى الطرقات..كما أن استخدام السماعات الصوتية أثناء السير يضعف قوة التركيز للسائق مما يجعله عرضة للتفكير وتشتت الانتباه فى اى مسألة اجتماعية تتعلق بالسلامة. ولم يتغير الأمر عند رجال الدين الذين رأوا أن إحترام وتطبيق قواعد المرور أمر واجب شرعًا لأنه يقوم على تحقيق المصالح ودفع المفاسد ورعاية هذه القواعد يحقق السلامة من الأضرار وهذا مقصد من مقاصد الشرع الحنيف وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار».. ◄ حمدي شاكر: التزام المسلم بقواعد المرور وآدابه واجب لكونه فيه حفظ للنفس في البداية أوضح الشيخ حمدي شاكر صقر الواعظ بوزارة الأوقاف ان التزام المسلم بقواعد المرور وآدابه واجب لوجوه كثيرة منها: وأضاف أن فيه حفظ النفس من الضروريات الخمس التى جاءت الشريعة بالمحافظة عليها والمتمثلة فى "النفس والعقل والمال والعرض والدين" فإهمال قواعد المرور وآداب السير يؤدى فى كثير من الأحيان إلى الموت والوقوع فى هاوية قتل النفس المعصومة وهذا من كبائر الذنوب .. كما أن القيادة بسرعة تهور تؤدى بصاحبها إلى قتل النفس وانتحار ومهلكة للأبدان.. وأضاق صقر ان تطبيق نظام السير وقواعده طاعة لولى الأمر وقد أمرنا الله تعالى بطاعته فى غير معصية وأيضاً حثنا على النصيحة لهم وعدم مخالفتهم وعصيانهم وإبداء المشورة النافعة لهم.. واضاف ان الالتزام بقواعد السير خُلق يوافق الأخلاق الحسنة وكثير من الناس يفضل نفسه ويؤثرها على إخوانه من المسلمين فيتخطى الإشارة الحمراء ويأخذ حق غيره فى المرور لأن الطريق ليس له وإنما لأخيه وقد يكون صاحب شغل وعجلة أكثر منه.. وأخيراً لنتق الله تعالى فى جميع أمورنا ولنتذكر بأننا محاسبون على ما نأتى ونذر . ◄ محمد أبوطالب: احترام القوانين يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية كما أوضح الشيخ محمد أبوطالب الواعظ بوزارة الأوقاف أنّ الطريق بلا شك له أهميةٌ بالغةٌ فى حياة الناس إذ حرص الدين الإسلامى على إعطائه آدابًا ينبغى أن يتحلّى بها الناس كافّة لما فى ذلك مصلحة ومنفعة عامة تعود بالخير على الناس إن التزموا بها فإن خالفوها صارت المصلحة مفسدة عليهم جميعًا.. والعقاب الإثم لمن تركها عمدًا قاصدًا الإفساد فى الأرض.. وأيضا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومعناه حث الناس على فعل الخير والتعاون فيما بينهم ونصحهم ونهيهم إن فعلوا شرًا ومنكرًا ذلك لأنّ كثيرًا من الناس فهموا أنّ ملكية الطريق العامة معناها حرية أفعالهم فيه دون تدخل من قبل الآخرين وهذا خطأٌ.. وكذلك توفير إجراءات السلامة مثل إشارات المرور واللوحات الإرشادية فى الأماكن العامة مثل المدارس والمستشفيات لما لها من دور أساسى ومهم فى توعية أفراد المجتمع بآداب الطريق من خلال الإعلام أو الصحف والمجلات أو من خلال الخطباء والدعاة ويقع على عاتقها تأنيب ومعاقبة أفرادها فى حال مخالفة الآداب عمدًا بقصد الإفساد والفوضى .. واشار ابو طالب أن الالتزام بالضوابط المرورية ضرورة شرعية تهدف إلى الحفاظ على السلامة وحماية الأرواح والممتلكات والالتزام بها يُعد واجبًا شرعيًا واحترام القوانين المرورية يحقق الأمن والسلامة العامة للمجتمع ويتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية .