«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موقف الغرب من الثورات العربية وتداعياتها المستقبلية / أمل مهدي
نشر في محيط يوم 31 - 05 - 2011


موقف الغرب من الثورات العربية
وتداعياتها المستقبلية


* امل مهدى

ظل الغرب يتباهى بالديمقراطية متخوفاً من مد يمكن أن يقوّض استقراره، وصور هذا المد على أنه قادم من الشرق، وأسس لمنظومة فكرية وفلسفية تتحدث عن حتمية صراع الحضارات تزعّم وضع أسسها صامويل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما.

ولكن بعد هذه الثورات العربية المتلاحقة يمكن القول أن هذه المنظومة الفلسفية تصطدم بحقيقة جديدة مفادها أن ما هو قادم من الشرق ليس بالضرورة شراً، وما هو قادم من الغرب ليس بالضرورة كرب كما يروج اليمين على الجانبين.

فالثورات العربية الأخيرة التي بدأت من تونس أصبحت تؤسس لمنظومة توازن جديدة وبينت أن العالم العربي والشرق الأوسط ليس بؤر توتر دائمة.

وليسواغزاة يتربصون بالغرب للسطو عليه حال تمكنهم كما يروج اليمين المتطرف في الغرب، وإنما هم طالبو حقوق وإرادات اغتصبت منهم يريدونها أن تعود.

وقد بينت هذه الثورات أن مواطنيها يطمحون إلى فضاء تتوفر فيه الحرية والعدالة ويكرّم فيه المواطن. رافضين سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها أمريكا وأتباعها تجاه القضايا العربية.

فالثورة أحدثت واقعًا جديداً لم يحسب له حساب داخلياً وخارجياً، مما استهوى القوى الغربية ركوب موجته عندما تأكدت بعد أسابيع من الاحتجاجات أن الثورة التونسية والمصرية.

وتضاف إليها اليوم الليبية واليمنية والبحرينية والموجة تتوسع، تسير كلها في طريق ذي اتجاه واحد، وتؤسس لمنظومة جديدة تقطع مع الماضي.

ورغم تظاهر أمريكا والدول الأوروبية المتحالفة معها بتفهم خيارات الشعوب العربية في التحرر، فإنهم اليوم أمام مفترق طرق في التعامل مع الثورات العربية:

فإما تهميش وركوب على الأحداث دون تجاوب حقيقي لإرادة هذه الشعوب، والسقوط في منعطف جديد يضيفونه إلى موروثهم الاستعماري الذي أسهم إلى حد كبير في إشعال شرارة اندلاع هذه الثورات اليوم.

وعليه فإن الدول الغربية ستتحمّل مسؤولية مزدوجة في علاقتها بالدول العربية في المستقبل: مسؤولية الوعود الناعمة التي كانت تطلقها تحت مظلة دعم الانتقال الديمقراطي والنمو الاقتصادي في العالم الثالث والعربي على سبيل الخصوص.

وحقيقتها تصب بحسب منظمات غربية نفسها في مساعدة ودعم الدكتاتوريات في العالم العربي. تضيف إليها مسؤولية التركة الاستعمارية من نهب للخيرات وإثراء للنعرات الطائفية والانقسامات الداخلية، وإنشاء لكيان في داخل الجسم العربي ينخر عظامه من الداخل.

إرهاصات الثورات العربية وانعكاساتها:

أولا: الثورات العربية وبخاصة منها المصرية، والتونسية كشفت خطأ الطرح الذي كان يتداول في أوروبا والقائل بأن المنطقة العربية لا تقبل قيم الحرية والديمقراطية نظراً لمواريثها الدينية والثقافية المعادية لها.

وقد ظهر العكس من هذا، فالشعوب العربية أظهرت تعطشاً كبيراً للديمقراطية وقيم الحرية، في كفاح ونضال استمر سنين ضد أنظمة قمعية وتسلطية تم دعمها من دول المركز الغربي والشرقي.

وساهمت القيم الموروثة دينياً وثقافياً في ثورة هذه الشعوب بشكل واضح لا ينكره أحد وأبرزت أن الشعوب العربية وقيمها تقبل الديمقراطية والحرية بل وتصنعها وتصدرها الآن .

ثانيا: تحولت الدعاية التي كانت تقول أن العرب مجرد دعاة عنف وسفك وقتل ، كما كان يروج لها في الغرب من تصوير العرب وكأنهم تنظيم القاعدة، إذ أثبتت الثورات رقي وسلمية هذه الشعوب رغم سنين من القهر والعنف السلطوي ضدهم.

بل أظهرت هذه الثورات قيم التحضر الكامنة في الشخصية العربية إذ و لأول مرة نشهد ثورات بيضاء كهذه خصوصاً مصر وتونس تنتهي بتنظيف ميادين الثورة وتجميلها، والحفاظ على مؤسسات الدولة، والتعامل مع النظام السابق بالقانون العادل لا بمحاكم الثورة ومشانقها.

ثالثا: انهيار نظرية الاستبداد أو التطرف !! ، إذ أثبت الثورات حجم الإسلاميين الطبيعي وغير المخيف وكذلك سلميتهم ونبذهم العنف، ولذا من الخطأ الرهان على الاستبداد لسحق العنف الذي زرعه النظام المستبد، وزرعه الغرب بممارساته الاستعمارية أحياناً في العراق وأفغانستان، وسلوكه السياسي مع إسرائيل.

فما عاد من الممكن أن نتصور أن بديل الاستبداد في الدول العربية هو التطرف الديني، بالعكس، إن دعم ديمقراطيات حقيقية وفاعلة في المنطقة يعود بالنفع على الجميع ، ويهيئ لعلاقة طبيعية وفاعلة بين الشرق والغرب .

رابعا: انهيار نظرية اضطهاد الأقليات الدينية، وإن كان النظام السابق قد نجح في تصدير تلك المشكلة وتجذيرها في الحالة المصرية.

ولكنها كانت ظاهرة مفتعلة، يتلاعب بها للحفاظ على نفسه، ولذا حتى ما تلا الثورة من أحداث هو محاولة فلول النظام و بعض المتضررين من الثورة تشويهها و إعادة التطييف للمشهد.

خامسا: الشعوب التي أزاحت هذا الاستبداد ومازالت تزيحه في ليبيا واليمن وسوريا وتدفع آلاف الشهداء ، لن تسمح بعودة الاستبداد بأي صورة من صوره، والحل الوحيد في ضمان علاقات جيدة مع دول المنطقة هو ضمان علاقة جيدة مع شعوبها.

ولضمان علاقة جيدة مع شعوبها فهذا لايكون الا من خلال احترام هذه الشعوب وذاتيتها وخياراتها الديمقراطية وقضاياها القومية و الإقليمية ذات الأبعاد المختلفة ، ويجب فهم هذه القضية جيداً، إذ أن أي محاولة للالتفاف عليها سيعيدنا إلى المربع الأول.

سادسا: لنعلم أن هذه الشعوب لها موقف واضح وصريح من القضية الفلسطينية، وتقف بجوار إخوانهم الفلسطينيين في كل قضاياهم العادلة من القدس واللاجئين وحق العودة والدولة المستقلة كاملة الأركان.

وإنه لا سلام أو استقرار دون ذلك، والشعوب العربية تنظر إلى هذه القضية بمنظار القضية الأم، وبالتالي فهي وجدان الشعوب، النابض ولا يمكن تجاهله أو الالتفاف عليه.

معالم تأثير الثورات العربية في علاقة الشرق بالغرب:

نظراً لأن الغرب يعرف أبعاد الثورات وأثرها داخل وخارج حدودها الجغرافية، ولأنه يعرف أن هذه الثورات ستغير كما غيرت ثورات سابقة لها موازين القوى العالمية خاصة وإننا نعيش في زمن أصبح العالم فيه قرية صغيرة.

فإن هذا الحراك الثوري السائد في العالم العربي لن يكون العالم الآخر بمنأى عنه وإن كان في البداية أكثر توسعاً في المناطق التي تحمل أوضاعاً وثقافات متقاربة.

وسيكون العالم بعد هذه الثورات معرضاً للتأثير والتأثر في علاقة الغرب بالشرق على المدى القريب والبعيد وتبرز أهم معالم هذا التأثير والتأثر في:

1- تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة في عالم طالما ظل ينظر إليه على أنه بؤر توتر، وما يبحث عنه الغرب الآن هو استقرار يحقق له مصالح اقتصادية في المنطقة ويطمئنه على السير الطبيعي لمضخات البترول، فتستنشق الشعوب العربية رياح الحرية وتستفيد القوى الصديقة لها من مناخ حرية تعلو فيه سلطة القانون وتحاصر فيه المحسوبية.

2- إيقاف أفواج الهجرة: بالرغم من أن أفواج الهجرات المؤقتة التي عقبت وقد تعقب حراك الثورات في الشرق في اتجاه الغرب فإن المراقبين يرون أن الغرب سيكون أكثر المستفيدين من هذه الثورات .

حيث إن الاستقرار الذي سيتبع حراك الإرادات سيدعم الاستثمار المحلي ويقلّل البطالة ويرفع نسبة النمو والدخل الفردي بحيث نتوقع عودة مهاجرين للاستثمار في دولهم، وتراجع هجرة الشباب نحو الشمال.

3- مثل هذه الثورة ستدفع إلى حل قضايا عالقة في المنطقة ظل الحكام العرب الدكتاتوريون غير قادرين على البت فيها ومواجهة شعوبهم بها، فالحاكم المنتخب الذي يحمل شرعية حقيقية من شعبه يستطيع أن يتحاور ويقرر نيابة عن شعبه بعيداً عن الوصاية.

كما أن حروباً قادها الغرب بالتعاون مع الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، وكلفت هذه الحروب ضحايا، وأشعلت نار فتن، وأججت صراعات دون أن تحقق أهدافها، ستكون هذه القضايا أكثر قابلية للحل بإزالة جزء كبير من أسبابها لعل أهمها غياب إرادات الشعوب.

4- منح فرصة لخيارات جديدة في المنطقة بعيدة عن وصفة الأحكام المسبقة التي كانت تطلق على كل ما هو قادم من الشرق وتصوره بالغريب المخيف المرهب المتخلف الذي يريد أن يسطو على حضارتهم.

إلا أن هذه الثورات برهنت للمواطن الأوروبي والأمريكي حقيقة أحداث يطالب فيها المواطن العربي بالحرية والعيش الكريم رافضا للاستغلال والهيمنة مهما كان مأتاها.

5- التنازل عن منطق الوصاية والنظرة الفوقية التي كان مسلّم بممارستها على الحاكم العربي من قبل حكام الغرب، وفسح المجال للحديث عن شريك قادر على حماية المصالح بغضّ النظر عن توجهه الديني أو السياسي ما دام هو قويا بشعبه.

توجه نحو إعادة العلاقة الإستراتيجية بين العرب والغرب بدت مظاهرها في الإعلام الغربي والعربي بالحديث عن نهاية الوصاية، والبحث في آليات جديدة في التعامل بأكثر احترام مع إرادة هذه الشعوب وتراجع الخطاب الصدامي الذي كان بارزاً بقوة.

6- إحداث توازن إعلامي بدأ أخيراً يطرح نفسه على الساحة الإعلامية الدولية، وأصبح هناك إعلام جديد يساهم في تشكيل صناعة رأي عام غربي أكثر تفهمًا للقضايا العربية.

بحيث أصبح الإعلام الغربي يقرأ ألف حساب لما تنشره وتقدمه وسائل إعلام عربية على رأسها الجزيرة، ولم يعد هذا المواطن الأوروبي والأمريكي يثق ويصدق كل ما يقدمه إعلامه المحلي، كما اهتزت مقولة أن العرب والمسلمين أعداء بالضرورة للديمقراطية وحقوق الإنسان وتصويرهم كهمج.

خاصة عندما صدمتهم الصور التي تنقل عبر قسم من القنوات العربية كيف أن الشعوب الثائرة في ميادين التحرير والتغيير والحرية يعتصمون سلميا وليس لهم غير مطالب يطمح إليها أي بشر على وجه هذه الأرض.

هذا الفعل الحضاري رجح كفة تعاطف الشعوب الأوروبية وأمريكا للثورات العربية خاصة لما أنهى الثوار اعتصاماتهم بدعوات للمطالبة بالعودة إلى البناء والتشييد، وتيقن الغرب أن هذه الشعوب لا تريد السطو على من سطا على ممتلكاتهم وثرواتهم ولا يريدون ان ينتقموا من جلاديهم.

7- كما اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الثورات دحضت فزاعة التخويف بالإسلام السياسي، وبرز الإسلاميون مشاركين في الثورات يموتون من أجل مطالب جماهيرية.

مرددين في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا والبحرين أنهم لا يريدون الاستحواذ على السلطة ولا يخططون لبدائل دينية ويطمحون إلى أن يكونوا شركاء في دول مدنية يحمى ويحترم فيها الجميع.

8- منذ انطلاق الحراك الثوري يلاحظ تراجع لجماعات القتال والمؤيدين لهم، وهو ما يفسره مراقبون بأن مرده إلى الأمل الذي فتح لهؤلاء البشر آفاق في حياة أرحب مع هذه المجموعات.

بأن مبررات العنف بدأت تزول مع ذهاب أنظمة القمع والتمكن لإرادتهم الشعبية وبروز أفق يمكنهم من طرح آرائهم بوسائل جديدة.

9- يذهب المراقبون إلى أن هذه الثورات ستسهم أيضاً إلى حد كبير في تراجع اليمين المتطرف في الدول الأوروبية مع توقع زوال مبررات وجوده.

خاصة أن مشاريعه السياسية والفكرية بنيت على معاداة الأجانب والتصدي للهجرة من الجنوب، ونشر الكراهية والتفرقة بين المواطنين الأوروبيين على أسس عرقية أو طائفية أو دينية.

الأسباب التي تمخضت عنها الثورات العربية:

تشهد السنوات التي تسبق الثورات، سيلاً من الاحتجاجات، ضد طغيان الحكومة، وأكداسًا من الكتيبات، والمسرحيات، والخطب، وتفجراً في نشاط الجماعات الضاغطة صاحبة المصلحة، ولا تستطع الحكومة أن ترتفع إلي المستوي، الذي يطالب به خصومها، وتفشل محاولاتها الطاغية لكبت المعارضة الثائرة.

لأن تلك المعارضة، علي درجة كبيرة من القوة، ومزودة بالمعلومات والفضائل، أو لأن تلك المحاولات، تنفذ دون حماس، ودون اقتدار من جانب أعوان الحكومة، الذين تنجح المعارضة في أغلب الأحوال في أن تكسبهم إلي صفوفها.

والمتابع لهذه الثورات ومآلاتها يستطيع أن يستخلص وبكل بساطة أن الثورات استلهمت من الغرب قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتريد من الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي تفهمًا لهذه التغيرات الحادثة اليوم في الساحة العربية.

ولعل أبرز ما يطلبه العرب بعد الثورات أن يسود الاحترام المتبادل والشراكة المتوازنة، ترفع عنهم الوصاية وتحترم إرادتهم السياسية والاقتصادية، وأن يتعامل معهم كشركاء.

ولأن التاريخ علمنا أن المطالب لا تنال بالتمني ولكن تحتاج إلى جهد وبذل وعطاء وكفاح لتحقيقها، والشعوب العربية لازالت قادرة على هذا البذل وأن تضحي من أجله لتحقيق مطالبها.

أوجه الالتقاء بين الثورات العربية:

تتسم الثورات العربية بعدد من النقاط المشتركة، التي تجمع بين البلاد التي اندلعت فيها، ففي مصر وتونس واليمن وسوريا، ساد علي المستوي السياسي نظام تعددي شكلي.

لا فرق فيه بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عام 1982 ويرأسه، وبين التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي كان يرأسه زين العابدين بن علي في تونس منذ عام 1988، وبين الحزب الوطني الحاكم في مصر، الذي تولي "مبارك" رئاسته منذ تقلده السلطة عام 1981، فيما عرفت سوريا، صيغة ما سمي، بالجبهة الوطنية التقدمية، التي يقودها حزب قائد هو حزب البعث.

وفي كل تلك الحالات، كانت أحزاب المعارضة يتم التضييق عليها، ومحاصرتها،والتدخل في نشاطها، علي نحو جعل التعددية الحزبية في تلك البلاد مجرد شكل يخلو من أي مضمون.

لاسيما بعد الدمج بين الحزب الحاكم وبين الدولة،واحتكار قادة الحزب للحياة السياسية والإدارية والتنفيذية، والسيطرة علي كل أجهزة الإعلام، التي أصبحت منحازة بشكل كلي للحزب وقياداته وزعيمه.

فضلا عن سطوة أجهزة الأمن، التي انتشر نفوذها وتمدد ليصبح لها الرأي النهائي في تولي الوظائف العامة، والتدخل في حرية المواطنين في التعبير عن الرأي وفي حق التنقل والسفر، وممارسة الاعتقالات العشوائية للمعارضين، وممارسة الحكم بالقوانين الاستثنائية وأحكام الطوارئ!

وشهدت مصر وتونس واليمن انتخابات رئاسية تعددية، كانت شكلية بدورها، إذ جرت بين أكثر من منافس، مع وضع شروط تعجيزية، تجعل المنافسة غير متكافئة، وتسفر عن نتيجة معروفة سلفا.

كما جري تفصيل الدساتير والقوانين علي أشخاص، حدث ذلك في تونس، حيث كان يجري الإعداد لتمديد فترة الرئاسة من ثلاث مدد وإطلاقها إلي ما لانهاية، وفي سوريا، تم تخفيض سن المرشح لرئاسة الجمهورية، بحيث يتواءم مع عمر بشار الأسد، عندما توفي والده، من أربعين إلي ستة وثلاثين، وهو عمر بشار عند وفاة والده المفاجئ.

وفي مصر تم تفصيل المادة 76، وتعديلها لأهداف معروفة للمصريين جميعا، ولحصر الترشيح بين الرئيس مبارك، وعدد محدود من المرشحين، واستبعاد المستقلين من الحق في الترشح. وكان من الطبيعي مع كل هذه الأوضاع الشائهة، أن تغيب أي فرصة لتداول السلطة.

واشتركت هذه الأنظمة بدرجات متفاوتة، في رفع شعارات العدل الاجتماعي، ثم ما لبثت أن أخذت بشكل تدريجي، بسياسة الانفتاح الاقتصادي، وتخلت عمليا عن تلك الشعارات، علي نحو أدي إلي التزاوج بين السلطة والمال.

مما خلق طبقة من الفاسدين، تشمل رجال أعمال، ورجالا في الحكم، تدعم هذه الأنظمة وتساندها وتستفيد منها في مراكمة ثرواتها، في الوقت الذي أخذت أحوال الطبقات الشعبية في التدهور المستمر.

ولذلك كانت مصر وتونس واليمن، من أكثر الدول تصديرا للعمالة إلي دول النفط، وفي قلب هذه الأوضاع الاقتصادية، تشكلت شرائح من الطبقة الوسطي، التي تعلمت واستقرت أوضاعها، وكانت وقودا للثورات في هذه البلاد.

تعقدت الأوضاع في تلك الدول مع استمرار أنظمتها الاستبدادية الفاسدة، مع صعود التيارات الإسلامية وبروزها كبديل، ومع رفض هذه الأنظمة الاستماع إلي مطالب معارضيها، بإدخال إصلاحات في النظم السياسية، تضمن تداول السلطة، وحدا أدني من العدالة للطبقات الشعبية.

وإصرارها علي المناورة، بالسماح بمساحة من الحريات، ضمن خطة تموه بها علي الشعوب، وتوحي لحلفائها الغربيين، بأنها تستجيب لنصائحهم، بتوسيع نطاق الحريات، فيما عوامل السخط والغضب تتراكم لتشمل الطبقات الوسطي والفقيرة.

وقد اعتمدت مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا علي الدعم الأجنبي المباشر وغير المباشر، لما ظنته تهديداً لاستقرارها، ضد خطر الجماعات الإسلامية.

ففي مصر اعتمد النظام بدرجة كبيرة علي الدعم الأمريكي والأوروبي، في مقابل محافظته علي الاستقرار في المنطقة، واعتمد النظام التونسي علي الدعم الأوروبي، والفرنسي بشكل خاص، باعتباره أحد أعمدة الاستقرار في المغرب العربي.

بينما اتجه النظام السوري إلي التحالف مع إيران، بعد أن تعقدت علاقاته مع الغرب، واضطرت ليبيا إلي تقديم شواهد علي عودتها إلى الخيمة الغربية، بعد سنوات من الحصار الأمريكي والغربي عليها.

بتفكيك ترسانتها النووية، ودفع تعويضات لضحايا لوكربي، وتعاون النظام اليمني، مع الولايات المتحدة، بعد أن تحولت الجبال اليمنية إلي مناطق تمركز لفلول الأفغان العرب.

وفي قلب هذه التعقيدات تشكلت الظاهرة التي لم يلتفت إليها أحد، وهي استخدام الجيل الجديد من الشباب العربي لوسائل الاتصال الحديثة، لخلق نوع من التواصل، عجزت أجهزة الأمن السياسي التقليدية، عن ملاحقته، وهونت من شأن قدراته، في تكوين حشود يمكن أن تهدد الاستقرار.

فضلا عن الدور المهم الذي لعبته الأحزاب والمنظمات الحقوقية، في فضح الانتهاكات التي تقوم بها الأنظمة، والضغوط التي مارستها المنظمات الحقوقية الدولية في هذا المجال.

وفي الحالتين التونسية والمصرية، كان حياد الجيش ودعمه وتخليه عن النظام هو العامل الحاسم، كي تحقق الثورة أهدافها في زمن قصير، ولكن الأمر ليس كذلك في الحالات اليمنية والسورية والليبية.

حيث يلعب الجانب القبلي والطائفي دورا في الصراع بما يجعل من الممكن القول إن النموذج الذي يعود الفضل فيه إلي الشعب التونسي، غير قابل للتكرار.

إلا في جانبه الحركي الذي نبه الشعوب العربية إلي أنها لو نزلت الي الشوارع بأعداد كبيرة، فسوف تحمي نفسها من أشكال العنف السلطوي، وتربك أجهزة الامن وتشلها عن التصدي لها.

وهو ما كشفت عنه التجربة في الحالتين المصرية والتونسية، حين تبين أن تلك الأجهزة ما هي إلا نمر من ورق، وأنها ليست بالقوة التي كانت تشيعها عن نفسها!

الشيء المؤكد أن هذه الثورات، ستؤدي إلي تغيير طبيعة السلطة في العالم العربي، وسوف تفتح الباب أمام انتقال نظم الحكم العربية إلي درجة أرقي من الممارسة الديمقراطية.

ولكن ذلك يبقي رهين أن يستكمل التطور الديمقراطي خطواته، ويقيم في الدول التي نجحت بها تلك الثورات، أنظمة ديمقراطية، مدنية، وعصرية، عادلة وقادرة أن تسد ينابيع الفساد، وأن تحقق الحياة الكريمة لشعوبها.

الخاتمة

الثورات العربية هي ثورات داخلية في جوهرها وهي نتاج القهر والمعاناة والاستبداد السياسي والظلم المتفشي الذي عاشته هذه الشعوب على مر العقود السابقة من قبل أنظمة وحكومات عربية فاسدة سلبت المواطن العربي حرية الرأي والتعبير السياسي والإعلامي.

فغيبت ثقافة هذه الشعوب وشتت أفكاره ووعيها وأعمت بصيرتها عن الحقائق عن طريق الإعلام الهابط المزيف الذي يهدف إلى طمس وتهميش العقول والأفكار التي من شئنها أن تنهض بالواقع العربي الذي أصبح بالحضيض ليكواكب مسيرة التحضر العالمية .

لكي لا يصبح المواطن العربي متفاعلا مع الأحداث التي تشهدها الساحة العربية وأن لا يملك المواطن تلك الجرأة لقول كلمة الحق في وجه هذا السلطان الجائر كما حاربوا هذه الشعوب في أرزاقها.

فهم يريدون أن يكون جل تفكير المواطن في تأمين رزقه لأولاده الذين يكابدون الجوع فنهبوا أموال هذه وثروات هذه الشعوب الي جانب خصخصة مؤسسات الدولة لخدمة الأفراد والعصابات الحكومية بدل من خدمة هذه الشعوب !!!

فعملوا على إرهاب هذه الشعوب وترويعها عن طريق العمل والتعذيب فكل من يعارضهم ويرفع شعار التغير والإصلاح في وجوههم فانه يعاقب من قبل المؤسسات التي وجدت لتحمي هذا المواطن المغلوب على أمره وتدافع عن مصالحه الشخصية والعامة .

فكل من يحاول كشف المستور وكشف تلك الحقائق ويسلط الضوء على الفساد والظلم الذي اهلك الحرث والنسل فإنه يعاقب فكثير من المعارضين السياسيين تم التنكيل بهم في سجون هذه الأنظمة فمنهم من قتل ومنهم من ينتظر موعده ومنهم من عذب ومنهم من لا يعرف له سبيل!!!

فذاكرة التاريخ لن تخون وعي المواطن العربي والتاريخ لن يرحم هؤلاء الطغاة الذين لطخوا أيديهم في قتل أبناء جلدتهم بمجرد مطالبتهم بحقوقهم .

فدماء آلاف السورين مازالت على جدران سجن تدمر شاهدة على هول الجريمة التي ارتكبها المقبور حافظ الأسد وزمرته ضد هؤلاء الذين طالبوا بالتغير والإصلاحات السياسية.

ومجزرة أبو سليم عام 1996 التي ارتكبها الدكتاتور العقيد المعقد القذافي ضد معارضيه السياسيين فقتل 1200 منهم وها هو التاريخ يعيد نفسه على يد هذا الطاغية الذي يرتكب مجازر إبادة بحق شعبه الذي تاثر بالثوريتين التونسية والمصرية .

فخرج في مظاهرات بيضاء مطالبا بحقوقه المشروعة التي سلبت منه على مر 42 من الحكم الفرعوني لهذا الطاغوت فأرادها هو ثورة حمراء ملطخة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء !!

أراداها حرباً عشوائية عمياء فإما أن يحكم الكل وإما أن يقتل الكل إنه داء العظمة وجنون السلطة لهؤلاء الطواغيت وعبدة الطواغيت الذين تنكروا لشعوبهم ولدينهم ولأوطانهم من اجل الولاء لطاغوت.


إلا أن دموع الشهداء سوف تلعن هؤلاء المتآمرين الذين لطخوا أيديهم في قتل أبناء شعبهم فدموع الأطفال والنساء والشيوخ واليتامى والثكلى سوف تلعنهم وتطاردهم إلى يوم الدين.

والتاريخ لن يرحم فهم حتما سيندثرون في أوراق مزابل التاريخ أينما كانوا وأينما وجدوا في مصر وتونس عندما قامت قوات الأمن وما يعرف بالبوليس السياسي التونسي بالتصدي للمتظاهرين.

والحال هو نفسه في كل الأقطار العربية إلا من رحم ربي وإن اختلفت أو قلة درجة القمع فالحرية

مسلوبة ...مسلوبة .....مسلوبة...

والفساد والظلم قد تفشى والألم والمعاناة وحدت الشعوب العربية وجمعت قلوبهم وتعانقت أرواحهم عناق العشاق ثمنا في نيل الحرية وهذا ما يفسر امتداد الثورات العربية من قطر لأخر فمنها من تحرر ومنها من يصارع ويكابد ومنها من ينتظر

اذاً فبعد هذه الثورات ثبت فشل جميع المحاولات التي كانت تهدف إلى تغيب الوعي لدى الشارع العربي والى حجب الصوت العربي الذي أصبح يطالب بتغير الواقع المؤلم ذلك الواقع الذي رسخته ورسمته آلة الطغيان نعم فشلت بعد أن حل الربيع باكرا هذا العام.

انه ربيع الثورات العربية التي تحطمت على صخرتها عروش الطغاة وها هي تزلزل عروشا أخرى فصمت الشعب لا يعني الخنوع أيها القيصر000وإن صمتنا على الذل والهوان فان لصمتنا ولصبرنا حدود ولابد أن يبلغ السيل الزبا000

وقد بلغ بفضل الله فخرج الشارع العربي عن بكرة أبيه كاسرا بذلك حاجز الصمت متحديا بصدره العاري جحافل الطغاة سعيا وراء الحرية المسلوبة.

فالصمت لا يعني أن الوعي قد غاب... والخوف لا يعني أن الشجاعة قد آلت إلى سراب...فصرخة الثورات العربية أصبحت تدق الأبواب.

تلك الصرخة التي خرجت من مدينة بوزيد وعمت كل المدن التونسية مطالبة بإصلاحات سياسية ومع محاولة الحكومة التونسية إخماد هذه الصرخة تجلت روح التحدي الشعبية وتلخصت بتدفق شعبي وسياسي والتفافه مع الثورة ليرتفع صدي هذه الصرخة الشعبية .

كما تلخصت روح التحدي برفع سقف المطالب فبعد أن كانت تلك الصرخة تطالب بالتغير أصبحت تطالب بإسقاط النظام فصمدت هذه الصرخة ولم يستطع رصاص الغدر أن يسكتها فسقط النظام ونجحت الثورة فكانت الثورة التونسية هي شرارة الثورة المصرية.

فهي التي فتحت الباب أمام الثورة المصرية التي جابت شوارع المدن المصرية وأخذت من ميدان التحرير معقلا لها الذي عبر هدف تلك الثورة المتمثل بالتحرير... التحرير من آلهة الطغيان الذين حكموا مصر لعشرات السنين وسلبوا منه حريته وحقوقه .

والجدير ذكره أن الحكومة المصرية استخدمت السيناريو نفسه التي استخدمته الحكومة التونسية لإخماد تلك الثورة والقضاء على صناع هذه الثورات لا إنها إرادة الشعوب... صرخات الشعوب ..

فلا احد يستطيع أن يخمد تلك الصرخات الملتهبة فصمدت إرادة الشعب المصري إلا أن سقط النظام ونجحت الثورة وبحكم الموقع الجغرافي لمصر ودرجة تأثيرها على دول المنطقة فهي تعتبر مركز تأثير العربي.

*كاتبة وإعلامية مصرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.