قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن الناظر إلى سورية من واشنطن سرعان ما يشاهد الجيش السوري النظامي يقصف بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ مدينة حمص ومناطق أخرى، فيتذكر الهجمات التي شنتها كتائب القذافي على مدينة بنغازي مهد الثورة التي اندلعت قبل نحو عام. وأضاف أن الفرق بين الحالتين الليبية والسورية يكمن في أنه إذا ما أدار الرئيس السوري بشار الأسد ناظره تجاه الشرق، فإنه سرعان ما يشاهد إيران واقفة إلى جانب نظامه، لا بل ويشاهد العراق وقد رفضت فرض عقوبات ضد بلاده. وأشار فيسك في مقال بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى أن الصحف بالشرق الأوسط تعج بالتقارير التي تشبه استمرار قصف قوات الأسد لمدينة حمص السورية ومناطق أخرى في البلاد بالقصف الذي استهدفت به كتائب القذافي مدينة بنغازي ومناطق أخرى في البلاد. وقال إن تقارير الصحف بالمنطقة العربية تبدو وكأنها كتبت من واشنطن أو لندن أو باريس، وأشار إلى العبارات التي سبق ترديدها في خضم الثورات الشعبية أو ما يسمى الربيع العربي منذ أكثر من عام، مثل تلك المتمثلة في أن مصر ليست كتونس، ولا البحرين هي كمصر، ولا اليمن تعني البحرين، وأن ليبيا ليست اليمن، وبالتأكيد هناك من يقول أيضا إن سوريا ليست ليبيا. وأشار الكاتب إلى فظاعة انتهاكات حقوق الإنسان التي تقترفها المخابرات السورية، وإلى عدم اكتراث روسيا للقصف الذي يتعرض له أهالي حمص، أضاف أن تدمير النظام السوري العلوي يعني في الواقع وضع حد السيف على عنق إيران الشيعية. وبينما قال فيسك إن دول الخليج العربي أدارت ظهرها للنظام السوري، وإن تركيا فعلت الشيء ذاته مع الأسد، أضاف أن الأسد يلقى دعما إيرانيا وعراقيا كبيرا. وأضاف أن الأتراك أرغدوا وأزبدوا، لكنهم لم يقوموا حتى اللحظة بتوفير منطقة عازلة في شمالي سورية، وأن العاهل الأردني عبد الله الثاني لم يلب نداءات المعارضة السورية في توفير منطقة عازلة جنوبي سورية. وأوضح أن نظام الأسد يمكنه المتاجرة مع الأغلبية الشيعية بالعراق ومع إيران الشيعية ومع الشيعة في سورية نفسها والشيعة في لبنان. وقال إن الفرق بين حال المعارضة ضد الأسد وحال تلك التي كانت ضد القذافي، هو أن معارضة القذافي كانت تملك القوة النارية وكان يصطف معها حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولكن المعارضة السورية لا تملك قوة في السلاح سوى بنادق كلاشنكوف، ولا يقف معها أي ناتو. وأضاف أن الأسد لا يزال يملك مدينتين بالبلاد هما دمشق وحلب، وأن الوحدات العسكرية الرئيسية لم تنشق بعد لتنضم إلى المعارضة، وأن البحرية البريطانية كانت تملك الحرية للرسو بالسواحل الليبية، ولكنها لا تستطيع الرسو بميناء طرطوس السوري، فالبحرية الروسية لا تزال هناك بالمياه السورية.