عقد البرلمان الألماني (البوندستاغ) ندوة حول الربيع العربي وطالب الحكومة الألمانية ونظيراتها الأوروبية بتصحيح أخطائها السابقة في دعم الأنظمة العربية الديكتاتورية، وتقديم دعم سريع لدول الربيع العربي على كافة المستويات. وكشف غونتر غلوزر مسؤول العلاقات البرلمانية للحزب الاشتراكي الألماني مع الشرق الأوسط عن مطالبة كتل الأحزاب الممثلة في البرلمان الألماني، حكومة المستشارة أنجيلا ميركيل بالتفاوض مع روسيا لتطبيق المبادرة العربية ونقل سلمي للسلطة بسوريا ونقل مساعدات إنسانية إلى هناك. وأشار مدير المركز الألماني للدراسات السياسية والأمنية إلى توقعه قبل سنوات أن تجعل الانتخابات الحرة الشعوب العربية أكثر ميلا لخيارات محافظة دينيا، مثلما جرى في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وبولندا بعد سقوط النظام الشيوعي. ولفت فولكر بيرتس إلى وجود قواسم مشتركة بين التيارات الإسلامية المعتدلة والمحافظين الغربيين، ونوه إلى قول السيناتور الجمهوري الأميركي جوزيف ليبرمان خلال مشاركته بمؤتمر ميونيخ الأمني قبل أيام إنه يصلي من أجل نجاح الإسلاميين المعتدلين لأنهم والمحافظين الغربيين ينتمون لعائلة واحدة. وحث بيرتس أوروبا على تشجيع مواطنيها على السياحة في مصر وتونس، ودعا أعضاء البرلمان الألماني لتمضية عطلاتهم بالبلدين العربيين واستغلالها بتبادل الخبرات مع النواب المصريين والتونسيين. واعتبر البرلماني الاشتراكي غونتر غلوزر أن أوروبا التي وضعت ثقتها في أنظمة استبدادية لا تستحقها مطالبة بالانفتاح على الأنظمة العربية الجديدة والتعاون معها. ورأى لؤي المدهون الصحفي بمؤسسة دويتشه فيلله الألمانية أن لا شيء يدعو الغرب للهلع والهستيريا في هذه الساعة التاريخية بعد فوز الإسلاميين بمصر وتونس، واعتبر أن طبيعة تصرف أوروبا مع دول الربيع العربي سيحدد نظرة الأجيال الجديدة في هذه الدول إلى دول القارة الجارة. وخلص منسق الندوة وغيرنوت إيرلا نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي إلى أن أهم تغيير مطلوب في السياسات الغربية تجاه الدول العربية هو القبول بنتائج الانتخابات هناك حتى لو جاءت ضد القناعات الغربية. واعتبر أن زيادة الضغوط الأوروبية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو أقل ما يمكن فعله لمساعدة السوريين في مسيرتهم نحو الحرية.