وسط الأعداد الكبيرة التي توافدت على ميدان التحرير اليوم لاستكمال مطالب ثورة 25 يناير، خاصة إنهاء الحكم العسكري للبلاد، وصل عدد من الشخصيات العامة للبحث عن رضا المتظاهرين بعد ضعف شعبيتهم في الشارع المصري. وكان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية من بين هذه الشخصيات التي تعرضت لاخفاقات هائلة في الملف السوري، ومن ثم حمل وصوله إلى ميدان التحرير طابعا سياسيا في المقام الأول، حيث سعى لتصحيح صورته أمام الشعب المصري المتضامن مع ضحايا العنف الذي يمارسه نظام بشار الأسد في سورية. وحرص العربي خلال لقائه مع الشباب في ميدان التحرير على التأكيد على وقوفه إلى جانب الثورات، مشيدا بالمظاهرات السلمية التي تطالب بالحكم الرشيد والديمقراطي في مصر. كما أعرب عن تمنياته بمرور المرحلة الانتقالية بسلام، وأن يعود الاستقرار إلى مصر وأن تتبوأ مكانتها الطبيعية كقائدة للعالم الإسلامي والعربي. وعلى غرار نبيل العربي، زار ميدان التحرير عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والذي كان أحد أعمدة نظام مبارك، وذلك في محاولة منه لكسب تأييد جموع كبيرة من المتظاهرين قبل انتخابات الرئاسة، لاسيما بعد مواقفه المهادنة للمجلس العسكري الذي يتعرض لحملة شعبية كبيرة تطالبه بنقل السلطة وعودة الجيش إلى ثكناته. وأكد موسى أنه يتشارك مع الشباب نفس الطموحات والشعارات التي تؤكد استمرار الثورة قائلاً: بعض الثوار يعتقدون أن دورهم انتهى والآخر يرى أن الثوره هُزمت.. والصحيح فى رأيى أن نقول: إن هذه الثورة انتصرت.. صحيح لا تستطيع أن تقول إنها انتصرت نهائيا.. لكن بالقطع أنها مستمرة ولم ولن تُهزم، وإن كانت لم تحقق بعد الانتصار الكامل". وقال موسى أيضا "يجب أن تنتهى مهمة المجلس العسكرى بموعد غايته 30 يونيو المقبل، وهناك انتقادات وجهت للمجلس، وبعضها صحيح للبطء فى اتخاذ القرار أو تردد فى قرار أو خطأ فيه، وكان يمكن أن يتم بطريقة أفضل مما تم، وأنا مع ضرورة نقل السلطة إلى سلطة وطنية مدنية.. ولكنى أضيف: "إلى سلطة منتخبة" أما نقل السلطة إلى أى أحد وأية قائمة مؤلفة فإنه يحولها إلى جماهيرية فوضوية أو ديكتاتورية". ولم يتوقف موسى عند حد التصريحات، بل تقمس دور الشباب المتحمس وهتف "تحيا مصر "ليهتف وراءه أنصاره "تحيا مصر"، قبل أن يحملوه على الأعناق ويلفوه بعلم مصر. أما موقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف فلم يختلف كثيراً وحاول مسح صورته المرتبطة بوصوله إلى هذه المنصب آبان النظام السابق، داعيا الشباب ليتذكروا أرواح شهدائهم ويجعلوا من هذا اليوم مثلاً وذكرى للعالمين. وقال الإمام الأكبر في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي، رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر: "إن جميع المصريين مسئولون اليوم عن تحقيق أهداف الثورة، وإنهم جميعا فداء لتحقيق تلك الأهداف، واستكمالها بإذن الله تعالى، ولن يسكت مصري بعد اليوم على أي خروج على مصلحة هذا الشعب أو العبث بمقدراته".