انتشر في الأوساط السياسية مؤخرًا وللمرة الأولي أن باريس كانت على علم بمخطط الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وفي تقرير للقضاء الفرنسي حول المذبحة الجماعية في رواندا قال النائب العام الفرنسي "مارك ترافيديك" إن فرنسا كانت علي علم بمخطط المذبحة المنفذة في عام 1994. وأظهر التقرير أن الجيش الرواندي قتل الزعيم في تلك الفترة "جيوفينال هابياريمانا" . وأشار التقرير إلى أن الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت كانت علي علم بمخطط اغتيال الرئيس الرواندي "هابياريمانا" وتنفيذ مجموعة الأغلبية "هوتو" للمذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص من قبيلة "التوتسي" خلال 100 يوم فقط. كما أظهر التقرير تقديم الحكومة الفرنسية دعمها للرئيس الرواندي في تلك الفترة "هابياريمانا" المغتال سنة 1994 وقبيلة "الهوتو". وبعيدا عن كونها حربا قبلية فإن ما حدث في رواندا كان مدروسا ومخططا بعناية، ونفذته جماعات متطرفة استخدمت فيها وحدات الجيش والشرطة لإخراج الناس من ديارهم وجمعهم في أماكن مخصصة للمذبحة، واستمرت هذه المذبحة بلا توقف لمدة ثلاثة أشهر، ولم تكن هذه المدة هينة أو بعيدة عن سيطرة العالم الخارجي.