مبادرة حماية الكنائس التى أطلقها السلفيون والإخوان المسلمون أثلجت صدور الشعب المصري، وسعد بها آباء الكنيسة المعتدلون معلقين عليها بالقول "الله محبة"، ولكن كما يقول المتشائمون "يا فرحة ما تمت"، إذ بادر بعض الناشطون المسيحيون من الشباب دون مبرر إلى رفض المبادرة التى تهدف إلي لم الشمل تحت شعار مسلم ومسيحي "ايد واحدة"، معتبرين انها مزايدة إنتخابية لا أقل ولا أكثر. ويقول مراقبون مسيحيون أنه بالنظر الى معنى كلمة "الله محبة" التى وردت على لسان يسوع - عليه السلام- نتاكد ان مبادرة السلفيين والإخوان تنطبق مع هذه الكلمة، ففي كورنثوس الأولي 4:13-8أ) "المحبة تتأني وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد و لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر علي كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا." ورفض عدد من الشباب المسيحي في مصر تطوع الإسلاميين بحماية الكنائس، ونظم اتحاد شباب ماسبيرو وقفة احتجاجية داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية اعتراضاً علي دعوة الأحزاب السلفية، والإخوان، والمجلس العسكري لحضور قداس عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام . وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت عزمها تشكيل لجان شعبية من أعضائها لتأمين وحماية الكنائس خلال رأس السنة الميلادية, داعين المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية لحماية الكنائس مثلما حمى اللجان الانتخابية خاصة في هذه المناسبة . وفى نفس السياق أعلنت جبهة أمناء السلفيين عزمها هي الأخرى تشكيل لجان شعبية لحماية الكنائس , مشددين في بيان لهم :" إننا الآن مطالبين ليس فقط بحماية كنائسهم في ليلة رأس السنة و الاحتفالات بعيد الميلاد فقط ولكننا أصبحنا مطالبين طوال العام بالحفاظ على أرواحهم وحمايتها" . شبح القديسين: وشهدت ليلة رأس السنة الماضية تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وأظهرت التحقيقات ان وزير الداخلية السابق حبيب العادلي متورط في هذا المخطط الإجرامي . وحول تطوع السلفيين والإخوان قال رامي كامل منسق عام اتحاد شباب ماسبيرو: "إنهم ضد تلك المبادرة ودعوة الأحزاب هو أمر لا يمكن السكوت عنه ولا يرضى به أى قبطى حر شريف". وطالب كامل من الكنيسة عدم التدخل بالسياسة مرة أخرى بعد أزمة تمسكها بالرئيس المخلوع أثناء اندلاع ثورة 25 يناير. ودعا كامل لاعتصام مفتوح يوم 5 يناير المقبل داخل المرقسية للإعلان عن رفضهم الكامل عن استقبال الإسلاميين بالكنيسة. اعتذار الآصالة: وأعلن اتحاد شباب ماسبيرو عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن رفضه أى تعاون من قبل السلفيين، قبل الاعتذار عن إعلان حزب الأصالة السلفى عن رفضه لتقديم التهنئة للكنيسة المصرية بمناسبة أعياد الميلاد. وقام أعضاء الاتحاد بنشر إحالة على صفحتهم نصها كالآتى :"نرفض قيام السلفيين بأى وجود لحماية الكنائس بوضوح احنا مش متحتاجين منهم حاجه خالص اللى كفرونا وأعلنوا عدم التهنئة لنا فى العيد ليس لهم مكان وسطنا إلا بعد الاعتذار". "وجاء تعليق أحد الأعضاء على المبادرة " لو حد مد ايده بالمحبة .. نمد ايدينا بكل الحب".