استطاعت طهران أن تعزز خلال الفترة السابقة نفوذها في دول أمريكا اللاتينية حيث أقامت علاقات وطيدة على مختلف المستويات الاقتصادية والعسكرية مع دول المنطقة التي تشاطرها المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، وسط مخاوف أمريكية من استخدامها "منصة لعمليات إرهابية". وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز والبوليفي إيفو موراليس أطلقا على إيران "الحليف الإستراتيجي". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد زار فنزويلا أربع مرات، وبوليفيا ثلاث مرات، فضلا عن كل من نيكاراغوا والبرازيل. وتقول إيران إنها وقعت على مشاريع مشتركة في فنزويلا بقيمة 17 مليار دولار في الصناعات مثل الطاقة والإنشاءات والصيد، وكذلك إقامة مصنع لتجميع السيارات والتراكتورات تحت علامة تجارية "فينيران". ولدى إيران صفقات مشتركة إضافية بقيمة مليار دولار مع بوليفيا، وقالت الصحيفة إن وفدا برلمانيا توجه إليها الشهر الفائت لتطوير المشاريع الصحية والتنموية بقيمة 280 مليون دولار. وتضيف الصحيفة أن العديد من المشاريع الكبيرة المشتركة مع فنزويلا وبوليفيا لم تدخل حيز التنفيذ بعد، مشيرة إلى أن إجمالي الاستثمار الإيراني في بوليفيا لا يقل عن عشرة ملايين دولار، وفقا لمصادر بالحكومة البوليفية. ومفي المجال العسكري والاستخباراتي لفتت وول ستريت جورنال إلى أن ثمة مؤشرات على تنامي التعاون بين إيران ودول أمريكا اللاتينية على المستويين العسكري والاستخباري. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قد أصدرت تقريرا العام الماضي حذرت فيه من اتساع نطاق وجود قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأمريكا اللاتينية. كما حاولت طهران جذب مهندسي أمريكا اللاتينية للعمل بمشاريعها النووية عن طريق برامج المنح الدراسية التي تقدم إلى التلاميذ ذوي الكفاءات العالية في بوليفيا وكوبا وفنزويلا، وفق المشاركين بهذه البرامج. ونقلت وول ستريت جورنال عن مهندس بالحاسوب من بوليفيا شارك بهذه البرامج، قوله إن البرنامج كان يهدف لتوظيف أخصائيين بأمن الحاسوب للمساعدة في توفير الحماية لبرنامج إيران النووي من الهجمات الفيروسية التي قد تشنها أمريكا والكيان الصهيوني.