يشهد العالم ظاهرة فلكية فريدة من نوعها لا تتكرر إلا كل عام في مثل هذا الوقت من السنة، وتلفت انتباه عشاق الفضاء والفلك من الخبراء والمتابعين والمهتمين، حيث يظهر القمر في السماء بوضعية التربيع الأول لكن النصف السفلي هو الذي يضيئ. ويقول الخبراء إن الحالة الشهيرة للتربيع الأول هي التي يكون فيها قرابة نصف القمر رأسيا تماما. ورصدت عدسة "التغيير" الليلة الماضية الظاهرة الفلكية التي ستتكرر الليلة وظهر فيها النصف الأسفل من القمر بلون شديد الاحمرار. وأكد أستاذ الفيزيائية الفلكية بمرصد حلوان الدكتور جمال بكر إن هذه ظاهرة طبيعية لكنها غير معتادة وتفسيرها هو أن الجزء المضاء من القمر هو الذي يواجه الشمس، وفي الصورة المرفقة نرى النصف السفلي من القمر مضاء،ذلك لأن الشمس تقع على امتداده. وقال بكر: التربيع الأول الموجود بالصورة يمكن أن يكون واقفا تماما (وضع رأسي) أو نصف رأسي بزاوية 45 درجة، لكن القمر يتغير وضعه 47 درجة على مدار السنة كلها ومن المتوقع أن يكون القمر قريبا من ذلك الليلة –ليلة الثامن من المحرم 1433 هجرية- مؤكدًا أن سكان القاهرة يستطيعون مشاهدة هذه الظاهرة لمدة تزيد عن أربع ساعات من بعد غروب الشمس مالم تحل السحب الضبابية دون ذلك. وأضاف بكر-الباحث بقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن القمر في الصورة والفيديو المرفقين عمره 7 أيام لو مددنا خطًا مستقيمًا لوجدنا أن الشمس حتمًا في هذا الاتجاه. وأردف بكر أن ميل الشمس على خط الاستواء السماوي يوم 21 ديسمبر الجاري سيصل لأقل ميل ممكن وقدره 23.5 درجة وتكون الشمس في تلك الحال أسفل القمر –هذا إذا اعتمدنا الشمال والجنوب حتى نقرب فهم المسألة لغير المتخصصين- لذا يلاحظ أن الجزء المضاء هو الأسفل ويزداد الميل يوم 21 ديسمبر. وفي لقاء مع "التغيير" قال بكر: إن العكس يحدث في شهر يونيه عندما يكون ميل الشمس عند أشده وهي ظاهرة طبيعية لكنها قد تبدوا غريبة عند البعض،وكلما زاد ميل الشمس كلما اتجه الجزء المضاء من القمر إلى جهة الجنوب. ويشار إلى أن الفيديو المرفق تم تسجيله في سماء القاهرة الليلة الماضية