ربما تكون فعلت إذا كان لديك أطفالا صغارا، ولكن أغلب الآباء لا يقرؤون لأطفالهم الأكبر سنا، وهو ما يعد أمرا سيئا وفقا لأحدث التقارير التربوية، لأن القراءة للأطفال هي مفتاح نجاحهم. وجاء في تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية أن القراءة للأطفال تمثل مؤشرا هاما للكيفية التي يشارك بها الآباء في تعليم أطفالهم، وهو ما يترجم إلى نجاح أكاديمي وشخصي. وبحسب صحيفة (نيويورك تايمز) فإن التقرير استند على اختبارات أجريت على الناشئة بعمر 15 عاما فأقل من دول، ومناطق مختلفة، مثل : "فنلندا"، و"اليابان"، و"كوريا"، و"هونج كونج"، و"شنجهاي". وأوضحت النتائج أن قراءة الوالدين للأطفال تجعلهم يظهرون تفوقا في سنوات الدراسة الأولى، ويحصدون درجات أعلى من الطلبة الذين نادرا ما يقرأ لهم أبواهم، أو لا يقرؤون لهم على الإطلاق. وأشار التقرير إلى أن الطلاب الذين يقرأ لهم والداهم يتميزون في أدائهم الدراسي بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة. كما أثبتت النتائج أن "الدردشة" مع الوالدين لها آثار هامة على الطفل نفسيا، ودراسيا، وليست القراءة وحدها، فمجرد السؤال عن يوم الطفل، وأهم ما حدث له، يمكن أن يرفع القدرة على التحصيل، ودرجات الاختبارات. وقال التقرير: إن الطلاب الذين يناقشون مع آبائهم قضايا سياسية أو اجتماعية يثبتون كفاءة دراسية، وحضورا اجتماعيا، بما يفوق أقرانهم بشكل ملحوظ. وقال "أليسون شافر"، الخبير التربوي، ومؤلف كتب الأطفال، إن هذه النتائج غير مستغربة على الإطلاق، فأنظمة التعليم التي تُغفل دور الآباء تفقد الكثير. وأضاف: كثير من الآباء سمعوا أنه من المهم أن نقرأ لأطفالنا، ولكنهم لا يميلون لهذا في الغالب، ظنا منهم أن هذا يجعل الطفل أكثر استقلالية، ولكن هذا ليس خيارا صحيحا. وألمح "شافر" إلى أن معظم الآباء يقرؤون لأطفالهم الصغار قبل النوم، ولكن بمجرد دخولهم المدرسة الابتدائية يتوقفون عن هذا، وهذا خطأ، فالأطفال يحرزون تفوقا أكاديميا إذا حظوا بدعم ومشاركة في البيت، فعلى الأم ألا تضغط على أطفالها للتعلم، وإنما تشجعهم على ذلك.