لا شَكّ أنّنا جَميعاً نُحِبُّ العصائرَ ونَشتاقُها ونَحرِصُ على شُربِها، إلاّ أنّه علينا أن نُميِّزَ بين العصائرِ الطّبيعيّةِ، والعصائرِ الصّناعيّةِ والغازيّة المليئة بموادَّ خطيرةٍ على صِحَّتِنا. ونحن نَعلمُ أنّ الخضرواتِ والفواكهَ مصادرُ مُمتازةٌ لعددٍ كَبيرٍ من الفيتاميناتِ والمعادنِ والموادِّ المغذِّيةِ الأخرى التي تقي من الإصابةِ بالسَّرطانِ والأمراضِ الأخرى، حيث إنّ كَثِيراً من الموادِّ الصِّحّيّةِ التي يَحتاجُها الإنسانُ موجودةٌ في الخُضَرِ والفواكهِ. ويُوصِي الأطبّاءُ والعلماءُ مَرضَاهُم بتناولِ كَميّاتٍ كَبيرةٍ من عصائرِ الفواكهِ والخضرواتِ الطّازَجةِ والتي لم تَمُرَّ بعملياتِ التَّصنِيعِ، حيث إنّ العصائرَ المصنَّعةَ لا تَحتَفِظُ بالمُغذِّياتِ الموجودةِ فيها. كما يَقتَرِحُ الأطبّاءُ أن تُضافَ عصائرُ الفواكهِ والخضرواتِ إلى الطّعامِ اليَوميِّ، ويُوصُون باستهلاكِ ما لا يَقِلُّ عن كُوبَين من العصائرِ الطّازجةِ يَوميّاً للحفاظِ على الصِّحّةِ، ويوصون بأربعةِ أكوابٍ يوميّاً لالتئامِ الجروحِ والشِّفاءِ من الأمراضِ بإذنِ اللهِ. والعصائرُ تَحتَوي على كافّةِ الفواكهِ والخضرواتِ ما عدا الأليافَ، وهي الجزءُ غَيرُ القابلِ للهضمِ في النّباتاتِ، فإنّها تَحتَوي على كُلِّ ما في النّباتاتِ من مُكَوِّناتٍ مُحَسّنةٍ للصِّحّةِ. ولأنّ العصيرَ الطّازَجَ المصنوعَ من الخضرواتِ والفواكهَ النَّيِّئةَ، فإنّ كُلّ المكوِّناتِ تَظَلُّ سليمةً. والعصائرُ المُوصَى بِها يَجِبُ أن يَتِمَّ عَملُها طازجةً، وأن يَتِمَّ استهلاكُها حَالَ عَصرِها. فالعصائرُ التي تُباعُ تِجاريّاً تَمَّت مُعالَجتُها بالحرارةِ لتُطِيلَ من عُمرِ وُجودِها على الرَّفِّ، وهذا العملُ في الحقيقةِ يُدمِّرُ الموادَّ الغذائيّةَ المهمّةَ في الخُضَرِ والفواكهِ، بالإضافةِ لذلك فإنّ الموادّ الحافظةَ التي تُضافُ للعصائرِ يُفقِدَ بَعضاً من الموادِّ الغذائيّةِ المُهمّةِ. لهذا يَنبَغِي علينا شُربُ عَصيرِ الخضارِ طازجةً، غَيرَ مَحفُوظةٍ ولا مُعَلَّبةٍ، لنأخذَ كاملَ فائدتِها التي أودَعَها اللهُ فيها.