تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عما إذا كان الآن هو الوقت المناسب للإدارة الأمريكية لربط مساعداتها لمصر بشروط إجراء انتخابات ديمقراطية أم لا، وذلك فى ظل قيام المجلس العسكرى بإلقاء القبض على المدونين والنشطاء ومحاكمتهم عسكرياً، فضلاً عن اتخاذه عدة خطوات لحماية الحصانة الخاصة من الرقابة المدنية عند كتابة الدستور المصرى الجديد. وقالت الصحيفة: «طالما قال صناع السياسة الأمريكية إن «الآن» ليس الوقت المناسب لتحميل العسكرى مسؤولة انتهاكات حقوق الإنسان أو التغيير الديمقراطى، إلا أنه فى ظل البوادر الجديدة فإنه حان الوقت لاتخاذ موقف». وتابعت: «حيث إن الرئيس السابق حسنى مبارك قد ولى، والبلاد تتلمس طريقها نحو مستقبل أفضل»، مشيرة إلى «إحساس العسكرى بأنه سيتكون هناك تكلفة مرتبطة بعدم حدوث تغيير ديمقراطى حقيقى، سيؤثر على حساباتهم الخاصة، وهو ما قد يدفعهم للتخلى عن النزعة الاستبدادية». وأضافت الصحيفة أن الإدارة الخارجية للرئيس أوباما دائما ما ترد على الاقتراحات العديدة التى تنادى بالضغط على المجلس العسكرى الحاكم فى مصر، من أجل إجراء انتخابات ديمقراطية سريعاً، بقولها: «الآن ليس بالوقت المناسب لربط المساعدات بشروط تحقيق الديمقراطية». وأشارت الصحيفة إلى أن البعض فى مجلس الكونجرس الأمريكى يقترحون جعل المساعدات الأمريكية لمصر، التى تبلغ 1,3 مليار دولار أمريكى سنوياً، مشروطة بتحول مصر نحو الديمقراطية، أى أن الولاياتالمتحدة ستمنع المساعدات إلى مصر إذا لم تتجه مصر نحو الديمقراطية الحقيقية سريعاً. وتابعت: «ولكن ترد الإدارة الخارجية لأوباما على طلب بعض أعضاء الكونجرس بالرفض، حيث تقول إن وضع شروط على المساعدات التى تقدمها الولاياتالمتحدة إلى مصر هو «نهج خاطئ»، نظراً لأن مصر هى بمثابة دولة محورية فى منطقة الشرق الأوسط وشريك للولايات المتحدة منذ فترة طويلة». وأضاف أندرو شابيرو، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية فى لقاء انعقد فى معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى: «واصلنا الاعتماد على مصر بشكل كبير فى دعم وتعزيز المصالح الأمريكية فى المنطقة، بما فى ذلك السلام مع إسرائيل ومواجهة الطموحات الإيرانية واعتراض المهربين ودعم العراق، وإن من مخاطر تقديم المساعدة لمصر بشروط تعرض علاقاتنا مع مصر لخلاف فى أسوأ توقيت ممكن لذلك».
