وزير الرياضة يفتتح ملتقى الشباب الدولي للإبداع والابتكار في الذكاء الاصطناعي    انطلاق مسيرة في إسطنبول تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (فيديو)    إعلام إسرائيلي: متظاهرون يحتجون قرب منزل نتنياهو لمطالبته بالتنحي    البيت الأبيض يعلن موعد افتتاح «رصيف غزة العائم»    ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي يستعرضان العلاقات الثنائية    رئيس جامعة دمياط يكرم بطلة المنتخب للملاكمة يمنى عياد    ضبط 135 ألف عبوة سجائر مختلفة الأنواع محتكرة لرفع أسعارها    زاهي حواس يكشف تكلفة حفل الزفاف الأسطوري للملياردير الهندي (فيديو)    ملك أحمد زاهر: تخوفت من دوري في مسلسل محارب قبل التصوير    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    الصاوي يستقبل الفريق الزائر لضمان الجودة والاعتماد بكلية اُصول الدين والدعوة بالمنوفية    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: المحكمة توقف حبس فرج عامر لهذا السبب.. والبابا يصلي قداس أحد الشعانين بكنيسة رئيس الملائكة    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    خيانة جديدة للسيسى ..امتيازات الإمارت ب"رأس الحكمة" تحولها لدولة داخل الدولة على حساب السيادة المصرية    الشيبي يلجأ إلى الشناوي ومعلول لتبرئته في قضية حسين الشحات    نهائي كأس مصر للكرة الطائرة.. الأهلي 16-13 الزمالك.. الشوط الأول    حفيظ دراجي يرد عبر «المصري اليوم» على أنباء رحيله عن «بي إن سبورتس»    "صفقة تبادلية مع برشلونة".. تقارير تكشف موقف بايرن ميونخ من رحيل نجم الفريق    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    غدا .. محاكمة 27 متهما بإنهاء حياة شخص بأسيوط    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    وزير السياحة السعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة على البحر الأحمر    الوفد ينظم محاضرة تحديات الأمن القومي في عالم متغير    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    حكم ورث شقة إيجار قديم بالتحايل؟.. أمين الفتوى يوضح    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    شركة استرازينيكا: مبادرة 100 مليون صحة ساهمت في القضاء على فيروس سي    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي بمحافظة الأقصر    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    "الرعاية الصحية" تشارك بورشة العمل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية    فيلم «شقو» ل عمرو يوسف يتجاوز ال57 مليون جنيه في 19 يوما    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    البوصلة    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأطفال والتقنية.. عوالم تنمي الخيال وتسلب الإرادة أيضاً
نشر في التغيير يوم 06 - 10 - 2011


لم تعد شبكة الإنترنت ولا التقنيات الحديثة حكراً على رجال الأعمال والمشتغلين في المجال التقني، ولا حكراً على الشباب والناضجين، بل باتت ميسرة ومتوفرة بين يدي المراهقين والأطفال. لا تخلو الكثير من المنازل والأحياء من أجهزة كومبيوتر ومقاهي إنترنت. هذه الظاهرة غدت تنتشر رويداً رويداً في المنازل والبيوت العربية، وأعداد المراهقين والأطفال المستخدمين للإنترنت، في ازدياد، مما جعل من الأهمية طرح هذا الموضوع. فإلى أي حد تعتبر هذه الظاهرة إيجابية؟ وما سلبياتها؟ وهل من مخاطر لها.؟ وإن كان كذلك، فما هي نصائح المتخصصين في هذا المجال؟ في شوارع القاهرة: حين تسير في شوارع القاهرة، لاسيما أحيائها الشعبية سيلفت انتباهك هذا العدد الهائل من محلات "الكوفي نت" والتي يطلقون عليها "السايبر"، وتكون في العادة مجهزة بعدد من أجهزة الحاسب المتصلة بالإنترنت، وخلف كل شاشة يجلس طفل يغوص في بحر التقنية، والفضاءات المفتوحة التي تمنحه الثقافة والمعرفة والمتعة وقد تجرفه للانحراف أيضا! مراسل لها أون لاين في القاهرة، سأل بعض الأطفال الموجودين بهذه المقاهي عما يشد انتباههم، وعن حجم الوقت الذي يقضونه في هذه الملاهي الحديثة، فكانت أجوبتهم متقاربة. بداية يقول محمد (13 سنة) تلميذ بالمرحلة المتوسطة: آتي إلى هنا بمعدل ثلاث مرات بالأسبوع، وأجلس 45 دقيقة فقط أقضى أغلبها في الألعاب، ولا أستطيع البقاء أكثر من ذلك لأن 45 دقيقة أجرتها جنيه واحد والكثير من الأطفال ينتظرون دورهم. وقد لا حظنا حين سألنا محمد عن الألعاب التي يفضلها، أنه لا يتحدث عن عالم افتراضي، وإنما يتحدث عن جيوش يواجهها، وأن بعضهم ربما تعقبه وجذبه من ملابسه، أو صدم سيارته وأحدث بها تلفيات وكثير من المعاني الافتراضية التي يحكيها بتأثر كما لو كانت تحدث في الواقع. أما زياد فيقول إنه يتعلم اللغة الانجليزية بواسطة الترجمة في جوجل، ويأتي إلى هذا السايبر ومعه الكتاب ليكتب الكلمة ويسمع نطقها الصحيح وترجمتها. وحين سألناه كيف يتخيل الحياة بدون هذه الأجهزة وهذه الحواسيب، فقال: لا يمكن أن أتخيل أننا نعيش بدونها، وأضاف: هذه الحواسيب علمتني كثيراً، وأغنتني عن كثير من الصداقات. طفلة في جدة تدمن التقنية: ومن مدينة جدة السعودية، تقول الصغيرة رغدة منشي: إنها تمتلك جهاز زوّال (يعني جوال) وعلى الرغم أنها ما زالت لا تستطيع نطق مسميات الأجهزة الإلكترونية، لكنها تعرف الكثير من خباياها وطرق تشغيلها واستخدامها. فيما تقول عواطف البلوي: إن ابنتي ريتاج التي لم تكمل الخامسة من العمر، و تهتم بأجهزة الكمبيوتر و الألعاب الموجودة في الجوال حتى أنها تقضي معظم النهار في اللعب بالأجهزة الإلكترونية حتى أصبحت متمكنة من استخدامها أكثر مني، وفي أحيان كثيرة ألجأ إليها في تشغيل البرامج والألعاب، وهو ما يزيد في ثقتها بنفسها، ويدفعها لتعلم المزيد؛ لأن تعلم مثل هذه التقنيات يكون له رهبة في الكبر والمستوى الذي يصل إليه المتعلم وهو كبير أقل من المستوى الذي يصل إليه الأطفال. الحصار لم يمنع الأطفال من التقنيات الحديثة: لا تبدو الصورة مختلفة جداً في غزة المحاصرة، ومنها تنقل مراسلة موقع لها أون لاين تجربة الأطفال هناك، مشيرة إلى أن الوسائل التكنولوجية والإنترنت برزت خلال العقد الماضي على أولى درجات سلم القيادة في الاتصال الإلكتروني لدى الأطفال بعمر 5-13 عاماً، فكانت تقنيات لعب الحاسوب والأدوات المتطورة ضمن الدرجة الثانية من اهتماماتهم بعد الوجبات السريعة والحلويات. نجاح مطر أم فلسطينية تعيش في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لديها طفلتان، وعلى الرغم من صغر سنهما إلا أنهما وخاصة الكبرى (شهد) مولعة بالتقنية، فهي بإمكانها وهي ذات السنوات الأربع أن تفتح جهاز الكمبيوتر وتشغل لعبة الذاكرة أو حتى فتح فيلم رسوم كارتون عن السندريلا والأقزام السبعة وغيرها. وتفسر أمها وهي ربة منزل انجذاب الأطفال للتقنية بحبهم لجانب اللعب، ناهيك عن الملامح المتعددة الأبعاد المستخدمة في إنتاج رسوم الكرتون، بالإضافة إلى احتوائها على الصوت والألوان والأشكال التي هي عامل جذب كبير، مؤكدة أن للتقنية وانجذاب الأطفال إليها سلبيات وإيجابيات قائلة: "التقنية والتكنولوجيا سلاح ذو حدين" لافتة إلى أن المتابعة من شأنها أن تقلل خطر انجرار الأطفال وراء التقنية، بإشغال وقت الطفل بأشياء أخرى، كالرسم كما تتعامل مع ابنتها، أو القراءة أو حتى الاندماج في ألعاب الذكاء الفك والتركيب. الصورة عالمياً: العديد من الدول الغربية سبقت العالم العربي في إدخال التقنية إلى تفاصيل الحياة اليومية للجميع، بما فيهم الأطفال، لذلك فإن العديد من الدراسات هناك أشارت في وقت سابق إلى درجة الارتباط ما بين الأطفال والتقنية. ومنها: الدراسة التي أجراها باحثون بريطانيون عبر الإنترنت على أكثر من 2200 من الأمهات في أكثر من 11 دولة، وجاءت النتائج لتؤكد أن انغماس الأطفال في التقنية يكاد يكون كلياً مقارنةً بانغماسهم في تفاصيل حياتهم اليومية الاجتماعية والأسرية، حيث أظهرت أن 23% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات بإمكانهم إجراء مكالمات هاتفية عبر الهواتف النقالة، فيما يتمكن الربع منهم من الإبحار في مواقع الإنترنت بسهولة وطلاقة، بينما يبدو إتقانهم للتعامل مع الهواتف الذكية "آبل"، و"الآيباد" يحصى بإتقان طفل واحد من بين كل خمسة أطفال لهذه التقنية، وبيَّنت الدراسة أن الثلث من الأطفال يعرفون استخدام الحاسوب، بينما 73% يعرفون استخدام الفأرة. التوجيه أهم من الرقابة: الخبير التربوي ماهر بركات، يقول: لا نستطيع حصر إيجابيات التقنية الكثيرة، كما لا نستطيع حصر سلبياتها، التي تعمق الفردية وانكفاء الأطفال والمراهقين على ذواتهم، وعيشهم في عزلة العالم الافتراضي! فضلا عما يبث في هذه الوسائل من مواد تفسد الأخلاق. وحين سألناه عن الآلية الصحيحة لرعاية أطفال التقنية قال: "لابد من وجود التوجيه من البيوت"، وأضاف: أكرر التوجيه ولا أقول الرقابة؛ لأن الرقابة الصارمة فات أوانها في هذا الزمن، ولم يبق أمامنا غير التوجيه والتحصين ضد آفات التقنية والدفع باتجاه الاستفادة منها والتوعية من خاطرها. كما يدعو الخبير التربوي ماهر بركات أصحاب هذه "المقاهي" إلى تقوى الله، ومتابعة الأطفال الذين يرتادون يأتون إليهم ربما دون علم ذويهم، وأن يستشعروا المسؤولية الاجتماعية تجاههم ويتعاملون معهم كما لو كانوا أبنائهم، وأن يحاولوا بما لديهم من وعي تقني تعطيل المواقع الضارة أخلاقيا، وتوجيه الأطفال للاستفادة من هذه الوسائل الحديثة. الأطفال ينغمسون بالترفيه وليس بالتقنية: الأستاذ المساعد بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية غزة د. أشرف العطار يؤكد أن الحالة الواقعية للطفل في العالم العربي تشير إلى انغماسه بشكل كبير جداً في عالم التكنولوجيا وتقنية المعلومات والاتصالات. وأضاف د. العطار في حديث خاص مع " لها أون لاين" أن حالة الانغماس غالبها في تقنية الترفيه والألعاب ومواقع التسالي، وقليل جداً تجدهم منغمسين في عالم التقنية والتكنولوجيا المفيدة، التي من شأنها كسب خبرات ومعلومات ومهارات كالتعليم الإلكتروني، وبيَّن أن مثولهم في طور الطفولة يجعل انجذابهم إلى جانب الترفيه أكبر. ويُرجع د. العطار أسباب انجذاب الأطفال لعالم التقنية وتكنولوجيا الاتصالات إلى بحث أولئك الأطفال وشغفهم بعالم الترفيه والتسالي الذي باتت وسائل التقنية والتكنولوجيا الحديثة توفره بشكل مبهر لهم. لافتاً أن الطفل حالياً بات لا يمكنه الاستغناء عن الكمبيوتر والإنترنت وحتى الجوال المحمول المزود بتقنيات عالية وبرامج تسالي مختلفة تثير فضوله لسبر أغوارها والتعرف على تفاصيلها. مشيراً أن الأجيال السابقة لم تكن تحظى بتلك التقنيات، وأيضاً انجذابها للتقنية لم يكن لذلك الحد. مؤكداً أن تكنولوجيا الحاسوب والاتصالات باتت تسيطر بمستويات عمرية أقل. في الجزء الثاني من التحقيق، سوف نستعرض المزيد من آراء خبراء التقنية والتربية حول استخدام الأطفال للتقنية، ومدى إيجابية وسلبية هذه الظاهرة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.