طالب خبراء مصريون متخصصون بالتربية والتعليم بضرورة تأجيل تعليم الأطفال اللغات الأجنبية حتى بلوغهم سن التاسعة، وذلك حفاظا على اللغة الأم، وضمان نقاءها واستقرارها كلغة سليقة لدى الأطفال والناشئة. ويؤكد الدكتور فتحي يونس أستاذ المناهج وطرق التدريس للغة العربية بكلية التربية جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة أن كل الأمم الأخرى حريصة على لغاتها، وأشار أن وزارة التعليم في إنجلترا أصدرت قرارا بتأخير تعليم اللغات الأجنبية للأطفال الإنجليز حتى سن الحادية عشرة لعدة أسباب، أولها: تأكيد إلمام الأطفال بلغتهم القومية؛ باعتبارها أساس الهوية الوطنية، والتي تشكل الحد الأدني للتواصل بين أفراد الأمة الواحدة. أما السبب الثاني فيوضح الدكتور يونس أنه يتمثل في كون اللغة القومية هي التي تبني الفكر والمعارف، وإلمام الأطفال بها والتمكن منها في سن صغيرة تساعدهم علي التفاعل مع من حولهم، واستقبال المعلومات والمعارف وفهمها فهما جيدا والتعبير عنها بصورة واضحة. ووفقا لصحيفة الأهرام فإن جميع برامج تعليم اللغات القومية في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية تحرص على تعليم اللغة الأم والاهتمام بها. وأكد يونس أن تعلم اللغات الأجنبية في سن صغيرة يؤدي إلى الخلط في المفاهيم بين اللغة القومية واللغة الأجنبية، خاصة إذا كانت اللغات الأجنبية من عائلة لغوية تختلف شكلا وموضوعا عن اللغة القومية. فمثلا إذا سألت طفلا عن الرقم المكتوب أمامه بالعربية وهو ستة، وتقول له: انطق هذا الرقم فيقول في أغلب الأحيانSIX بدلا من ستة لسيطرة اللغة الأجنبية في المراحل الأولي من التعليم علي اللغة العربية، وهذا الخلط يؤدي إلى إرباك الأطفال ويعوق تعلمهم، ويؤدي في معظم الأحيان إلى ضعف السيطرة على اللغتين القومية والأجنبية، فلا هو أتقن لغته ولا اللغة الأجنبية!. من جانبه يؤكد الدكتور حسن السيد أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية ماذهب إليه الدكتور فتحي يونس من أن تعليم اللغات الأجنبية في سن صغيرة له تأثير سلبي على اللغة الأم، خاصة في تعليم العلوم الطبيعية والرياضية فيجب أن يتقن الطفل لغته القومية أولا، ثم يتعلم باقي اللغات الأجنبية الأخري.