د.مازن النجار \n\n توصل فريق من العلماء الباحثين إلى أن المرضى المصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة، لكنهم يحتفظون بلياقة بدنية جيدة، تكون مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة أقل انكماشاً من مثيلاتها لدى المرضى بدون لياقة بدنية. فقد تبين أن التمرينات أو النشاط البدني يؤدي إلى إبطاء تغيرات الدماغ ذات الصلة بالتقدم في العمر، فقد دللت نتائج هؤلاء العلماء على أن مرضى ألزهايمر في مراحله المبكرة أكثر حظاً في الاستفادة من اللياقة والنشاط البدني.\nوكان فريق بحث من المركز الطبي بجامعة كنساس الأميركية بمدينة \"كنساس سيتي\" قد عكفوا على دراسة العلاقة بين اللياقة البدنية وحجم الدماغ لدى 56 مصاباً بمرض ألزهايمر في المراحل الأولى للمرض؛ كما درسوا الأمر ذاته عند 60 شخصاً من الأصحّاء (للضبط والمقارنة)، في مرحلة عمرية لا تزيد عن 60 عاماً.\nوقد أظهرت هذه الدراسة المقارنة أن الأشخاص الذين يصابون بألزهايمر وكانوا يتمتعون بلياقة بدنية جيدة في مراحل المرض المبكرة، تكون عندهم مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة أكبر حجماً لدى مقارنتها بمثيلاتها لدى مرضى ألزهايمر الأقل لياقة. \n\n يلفت الدكتور روبين هونيا، قائد فريق البحث الذي أجرى الدراسة، إلى أنها الدراسة الأولى التي تبحث بعمق في مناطق الدماغ التي تحدث فيها تغيرات هامة؛ حيث أمكن تحديد التغيرات المعينة ذات الصلة باللياقة البدنية في المنطقة المسؤولة فعلياً عن الذاكرة. وهي المنطقة الصدغية الأمامية المعروفة بقرن آمون، وهي أيضاً منطقة أساسية للضمور المتصل بإصابة الشخص بمرض ألزهايمر.\nبدورهم اعتبر خبراء من الجمعية الأميركية لمرض ألزهايمر أن هذه النتائج تمثل بارقة أمل للمصابين بمرض ألزهايمر الذين يستطيعون استدراك أحوالهم المرضية بممارسة النشاط والتمرينات البدنية لأجل الوصول إلى درجة مناسبة من اللياقة البدنية.\nوفي دراسة أخرى مستقلة، وجد فريق بحث أسترالي كذلك أن مرضى خرف الشيخوخة الذين شاركوا في برنامج تمرينات بدنية منزلية استغرق 12 شهراً، قلت احتمالات سقوطهم على الأرض، وشهدت مستويات حياتهم تحسناً ملموساً.\n\n 275 دقيقة أسبوعياً أو 55 دقيقة يومياً\nعلى صعيد آخر، ومع ارتفاع معدلات البدانة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ترتب على ذلك زيادة في الأمراض ذات الصلة بالبدانة وزيادة الأوزان، أو ما يسمى أسقام زيادة محيط الخصر، كأمراض القلب والبول السكري وارتفاع ضغط الدم. ويهتم الباحثون حالياً باكتشاف سبل لمساعدة الناس على التخلص من الوزن الزائد أو عدم اكتسابه أصلاً.\nأحدث دراسة في هذا المجال أجراها فريق من علماء جامعة بتسبرغ الأميركية (بولاية بنسلفانيا)، بقيادة الدكتور جون جاكيتشيتش، ونشرت حصيلتها منذ أسبوع بدورية \"أرشيف الطب الباطني\".\nوحسب نتائج هذه الدراسة، تحتاج النساء البدينات وزائدات الوزن إلى خفض السعرات الحرارية لنظامهن الغذائي، وممارسة النشاط البدني لمدة 275 دقيقة أسبوعياً، أو على الأقل 55 دقيقة يومياً لخمسة أيام في الأسبوع، من أجل التخلص من الأوزان الزائدة. وهذا التوصيف الجديد يعني نشاطاً أكثر من التوصيات الرسمية الراهنة بنحو 25 دقيقة يومياً.\nيقول الباحثون أن ممارسة النشاط البدني لفترة تتراوح بين 50 و60 دقيقة يومياً، خمسة مرات (أيام) في الأسبوع هو الهدف المطلوب تحقيقه بالنسبة لمن تخلصوا من أوزان زائدة، ويريدون الحيلولة دون عودتها.\n\n خفض وحرق السعرات\nلإنجاز هذه الدراسة، قام فريق البحث بمتابعة 201 امرأة زائدة الوزن أو بدينة، لمدة أربعة أعوام (1999-2003). وخضعت هؤلاء النسوة لتعليمات تقتضي تحديد سعراتهن الغذائية بما يتراوح بين 1200 و1500 سعراً يومياً.\nقسم الباحثون النساء المشاركات إلى أربعة مجموعات، وطلبوا من المجموعتين الأوليين حرق ما يعادل 1000 سعر حراري أسبوعياً بتمارين معتدلة أو شديدة، ومن الأخريين حرق 2000 سعراً بنفس الطريقة. يقول الباحثون أن المشي النشيط 30 دقيقة يومياً ولخمسة أيام في الأسبوع، يحرق 1000 سعر حراري أسبوعياً.\nورغم تخلص جميع المشاركات من حوالي 8 إلى 10 بالمائة من أوزانهن خلال 6 أشهر، لم يستطع معظمهن تجنب عودة الأوزان الزائدة. ويبدو أن التخلص من الوزن الزائد أيسر من تلافي عودته لاحقاً.\nبنهاية سنتين من المتابعة، نجح ربع المشاركات في التخلص من الوزن الزائد واستدامة ذلك. وعندما حلل الباحثون برنامج نشاطهن البدني اليومي، وجدوا أن متوسط نشاطهن البدني 275 دقيقة أسبوعياً وهذا ما يكافئ حرق 1835 سعراً حرارياً.\n\n كذلك، أجرت هؤلاء النسوة مكالمات أكثر مع فريق التدخل والمتابعة، ومارسن سلوكاً غذائياً ملائماً لضبط الوزن، كتقليل دهون الغذاء.\nخلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة توضح مقدار النشاط البدني المنشود لتحقيق واستدامة التخلص من الوزن الزائد، لكنها أيضاً تظهر صعوبة المداومة على هذا المستوى من النشاط البدني. وتوصي الدراسة بمزيد من البحث لتحسين وإطالة الالتزام بعيد المدى للمستوى المستهدف من النشاط البدني.\n\n خاطر البدانة\nوبناء على البيانات الأميركية الرسمية، فإن 35 بالمائة من النساء الأميركيات بدينات، مما يعرضهن لارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والبول السكري وارتفاع ضغط الدم.\nعالمياً، يبلغ عدد مرضى السكري من الراشدين 246 مليوناً، ويتسبب بنسبة 6 بالمائة من وفيات العالم. تصل نسبة الإصابة بالنوع الثاني من البول السكري (المرتبط بالبدانة وقلة النشاط البدني) إلى حوالي 90 بالمائة تقريباً من إجمالي إصابات البول السكري، والوضع بسبيله للتفاقم نظراً لانتشار مقالي البطاطس والوجبات الغربية السريعة بالدول النامية.\nيقدر الاتحاد الدولي لمرض البول السكري أن عدد المصابين بهذا المرض سينمو نمواً كبيراً، ويبلغ حوالي 380 مليون مريضاً بحلول 2025.