د.مازن النجار \n\nاقترح أخصائيون في الطب النفسي مؤخراً على الدوائر العلمية المختصة أن تعلن بصفة رسمية الإفراط القهري في ألعاب الفيديو \"اضطرابا نفسيا\" وتعتبره إدماناً ينبغي علاجه، وفقاً لتقارير نشرت في ديلي تلغراف ومصادر إعلامية أخرى.\n\nفقد دعا تقرير علمي مقدم إلى الجمعية الطبية الأميركية إلى تصنيف الإدمان على ألعاب الفيديو مرضاً عقلياً لإرغام شركات التأمين الصحي على تغطية مصاريف علاجه.\n\nويقول دعاة هذا المقترح إن الانكفاء على ألعاب الفيديو قد يكون خطراً ومدمراً كالإدمان على مخدر الهروين، وأن هذا \"الاضطراب النفسي\" ينبغي أن يكون له مدخل في الدليل الشامل للاضطرابات العقلية الذي تصدره الجمعية الأميركية للطب النفسي.\n\nضغوط وتصويت\nويقترح التقرير المعروض على الجمعية الطبية الأميركية –التي تضم ربع مليون عضو- أن يمارس الأطباء ضغوطاً على هيئة التجارة الفدرالية لتحسين نظام التصنيف الراهن لألعاب الفيديو.\n\nكما يلتمس من الأطباء تشجيع الوالدين على أن يحددوا لأطفالهم وقتا لا يتجاوز ساعتين يومياً لألعاب الفيديو والإنترنت والتلفاز. \n\nومن المتوقع أن يتم التصويت بشأن المقترح وإضافاته هذا الأسبوع، لدى انعقاد مؤتمر الجمعية الطبية السنوي حول السياسات.\n\nوسيثير المقترح على الأرجح جدلاً حامي الوطيس إذ سترفض الشركات المنتجة لألعاب الفيديو اتهام منتجاتها بأنها يمكن أن تسبب اضطراباً نفسياً، وستطالب بالسند العلمي لهذا الزعم.\n\nتأثير عميق\nويرى بعض خبراء الصحة العقلية أن إعلان هذه التسلية إدماناً رسمياً خطوة بعيدة عن المعقول، لكن المدير التنفيذي لجمعية ولاية مريلاند الطبية وقائد جهود المقترح د. مارتن وسرمان، يقول إن الإدمان على ألعاب الفيديو قد يكون له تأثير عميق في حياة الأفراد وغالباً ما يدمر حياة الأسرة.\n\nويضيف وسرمان أن الشخص المنكفئ على ألعاب الفيديو يخصص لها قدراً ملموساً من الوقت لا يتناسب مع ما يخصصه للأمور والاحتياجات الأخرى في الحياة، مؤكدا أن هذه الألعاب هي ما يفكر فيه المدمن حتى في الأوقات التي لا يمارسها خلالها.\n\nووفقاً لمعطيات التقرير الذي أعده مجلس العلوم والصحة بالجمعية الطبية الأميركية فإن 90% من الشبيبة والمراهقين يمارسون ألعاب الفيديو، وحوالي 15% منهم أي نحو 5 ملايين ربما كانوا مدمنين على تلك اللعاب.\n\nويؤكد المدير الطبي لجمعية الطب النفسي الأميركية د. جيمس سكولي أن جمعيته ستنظر بجدية تامة في المقترح لإضافة \"إدمان ألعاب الإنترنت/الفيديو\" في الإصدار القادم من \"الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية\" وهو المرجع المعياري التشخيصي الذي يستخدمه الأطباء النفسيون في العالم.\n\nبيد أن المناقشات حول مختلف الإضافات المقترحة قد تستغرق وقتاً طويلاً، كما أن الإصدار القادم من الدليل لن يظهر قبل عام 2012.