د.مازن النجار \n\nكتشف فريق بحث من الدانمارك والولايات المتحدة أن المركب الكيميائي الحيوي الببتيد الموجود في فطريات غابات الصنوبر بشمال أوروبا يمتلك قدرة تماثل قدرة مضادات حيوية كالبنسلين والفانكومايسين.\n\nوذكر الباحثون في تقرير نشرته مؤخرا مجلة (نيتشر) العلمية أنهم تمكنوا في تجاربهم التي جرت في مختبرات شركة نوفوزايمز بالدانمرك, من عزل مركب ال \"بليكتاسين\" Plectasin، وهو أول مركب \"ديفنسين\" defensin يكتشف في الفطريات.\n\nوتنتمي مركبات الديفنسين إلى فئة \"الببتيد\"، وهي جزيئات بروتينية مصغرة ينتجها كثير من الحيوانات للوقاية ضد الالتهابات. كذلك، ينتج البشر مركبات ديفنسين في خلايا الدم البيضاء والجلد. ويعتقد أن مركب \"بليكتاسين\" -ديفنسين الفطريات- هو أكثر قدرة وفاعلية، ويستهدف بكتيريا معينة بشكل خاص.\n\n\"\nيرى الباحثون أن اكتشاف البليكتاسين سيوفر نتائج هامة من جهة تطوير فئة الديفنسين كعلاجات ضد الكثير من الالتهابات الشائعة القاتلة, وقد يكون ذلك فاتحة لحقبة جديدة من اكتشاف وتطوير المضادات الحيوية\n\"\nولدى تجربة البليكتاسين في المختبر وعلى الحيوانات، أثبت هذا المركب فاعليته العالية في مكافحة بكتيريا ستربوكوكاس نيومونيا وستربوكوكاس بيوجينيس، بما في ذلك سلالات أصبحت قادرة على مقاومة المضادات الحيوية التقليدية. هذه البكتيريا مسؤولة عن أمراض مثل الالتهاب السحائي (الميننجايتس)، والالتهاب الرئوي (الوبائي)، والتهاب الحلق، والتعفن القاتل، والتهاب الجلد المعطب للحم. \n\nيرى الباحثون أنه سيكون لاكتشاف البليكتاسين نتائج هامة من جهة تطوير فئة الديفنسين كعلاجات ضد الكثير من الالتهابات الشائعة القاتلة. وقد يكون ذلك فاتحة لحقبة جديدة من اكتشاف وتطوير المضادات الحيوية، إذ أن مجال تطوير المضادات الحيوية لم يتغير كثيرا منذ 1929 عندما أدرك ألكسندر فليمنغ أن عفن الخبز الفطري (البنسيليوم) -الذي وجد مصادفة في طبق مزرعة جرثومية- قد أفرز مادة قضت على بؤر بكتيريا ستافيلوكوكاس.\n\nمن المعلوم أن معظم المضادات الحيوية التي يعالج بها البشر يتم إنتاجها من الفطريات وبعض بكتيريا التربة. بيد أن استخدام أدوات الاكتشاف المتوافرة حاليا أدى إلى الإخفاق في اكتشاف فئات جديدة من المضادات الحيوية ومن خلال نفس المصادر على مدى العقد الماضي. غير أن استخدام أسلوب جيني (وراثي) جديد أتاح اكتشاف البليكتاسين، جعل العلماء يدركون أن فئة كاملة من المضادات الحيوية كانت مغفلة.\n\nوبوجود ما يفوق 200 ألف نوع من الفطريات، يفتح الاكتشاف الجديد الباب واسعا نحو اكتشاف عالم شاسع من مضادات حيوية جديدة من فئة البيبتيد.