د.مازن النجار \n كشفت دراسة طبية عن تطوير لقاح تجريبي ضد أحد أشرس أنواع الأورام اللمفاوية السرطانية lymphoma التي تصيب الغدد اللمفاوية ويصحبها تضخم في الكبد والطحال حسب ما أوردته من مجلة \"نيتشر ميديسين\" المتخصصة. \n وقال باحثون من مركز أندرسن للسرطان بجامعة تكساس والمعهد القومي للسرطان إن اللقاح نجح في إعادة شحن وإطلاق جهاز المناعة، رغم أن العلاجات السابقة التي تعاطاها المرضى قد قضت تقريبا على خلايا-ب التي ينتجها جهاز المناعة، ويعتقد بضرورتها في الدفاع ضد الإصابة بالمرض. \n وحققت الدراسة نتائج هامة على المستويين العلمي البحت والإكلينيكي فقد أظهرت أن القليل من خلايا-ب (إن توافرت) تكفي لإطلاق استجابة مناعية فعالة من خلايا-ت التي ينتجها الجهاز المناعي. وهي نتيجة تنقض الفكرة الشائعة علميا حول ضرورة تواجد هذين النوعين لإعادة تفعيل جهاز المناعة في الإنسان. \n كذلك، أجرى الباحثون اختبارات على اللقاحات المشخصنة من أجل الحيلولة دون معاودة الإصابة بهذا السرطان بعد العلاج منه. وهناك الآن العديد من هذه اللقاحات المضادة للسرطانات، وهي قيد الاختبار على البشر. \n وبعد أن تلقى المرضى المشاركين في الدراسة دورة من العلاج المؤدي إلى اختفاء خلايا-ب المناعية، قام فريق البحث بحقن المرضى باللقاح التجريبي. \n وأدى اللقاح إلى نتائج عالية في نسبة نجاة المرضى من الوفاة، والتي امتدت ل46 شهرا، وبنسبة 89% بين 26 مريضا بسرطان ليمفوما قشرة الخلية، والذي تصعب السيطرة عليه. \n وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها أول دراسة على لقاح ضد السرطان تشهد استجابات مناعية نشطة من خلايا-ت في غياب خلايا-ب، مما يمهد الطريق لاستخدام اللقاحات في علاج عدد من سرطانات الدمويات، والتي تعالج عادة بإزالة خلايا-ب المصابة بالمرض. \n وتضم هذه السرطانات أنواعا من الليمفوما واللوكيميا، حيث ينشأ السرطان في الكريات اللمفاوية لخلايا-ب، خلايا الدم البيضاء التي يقع على عاتقها إنتاج الأجسام المضادة المنشطة لاستجابة جهاز المناعة. \n وقد صممت العلاجات الجديدة لهذه الأمراض -مثل ريتوكسيماب- للتخلص من خلايا-ب المريضة والصحيحة على السواء، وذلك من أجل إطالة حياة المريض. \n ونظرا لأن دراسات سابقة قد رأت أن إزالة خلايا-ب بواسطة ريتوكسيماب قد يعيق استجابات جهاز المناعة للقاحات المضادة للسرطان، فقد تم استبعاد ريتوكسيماب من الدراسات التي أجريت على تلك اللقاحات. \n بيد أن هذه الدراسة الجديدة قد أجابت على هذه المسألة، \n حيث وجدت أن خلايا-ب قد عادت في المرضى الذين تم لديهم تنشيط جهاز المناعة لمقاومة الأورام الخبيثة، وأن خلايا-ب ليست ضرورية لتحقيق استجابات خلايا-ت المناعية