نجح باحثون في تطوير لقاح مضاد للسرطان من نباتات التبغ قادر على تحفيز رد الفعل المناعي ، ويتم تصميمه ليتناسب مع الخلايا السرطانية الخاصة بكل مريض ، وفق دراسة أميركية نشرت الاثنين. ورغم أن الباحثين لا يعرفون بعد إن كان رد الفعل المناعي كافيا للقضاء على السرطان ، فهم يأملون في أن يتيح ذلك التوصل الى علاج لبعض أنواع السرطان على الأقل. وقال كبير معدي الدراسة رونالد ليفي من المركز الطبي في جامعة ستانفورد "قد تكون هذه طريقة لعلاج السرطان بدون آثار جانبية". وتابع أن "الفكرة هي في تحفيز رد فعل الجسم المناعي لمحاربة السرطان" ، معربا عن تفاؤله في الحصول على نتائج إيجابية خلال التجربة السريرية اللاحقة. وأوضح "نعرف أن تحفيز الجهاز المناعي يجعله قادرا على مهاجمة السرطان وقتله". ونجح الباحثون بفضل هذه التقنية في معالجة بعض السرطانات لدى الفئران. وجرب فريق ليفي اللقاح لدى 16 شخصا يعانون من سرطان مزمن في الخلايا اللمفاوية-بي. ولم تظهر لدى أي من المرضى آثار جانبية كما ظهر لدى 70% منهم رد فعل مناعي ، كما أفادت الدراسة التي نشرت في مجلة سجلات الأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية. وهي المرة الأولى التي يتم فيها تجربة لقاح مصنوع من النبات على البشر. وجرت سابقا تجربة لقاحات للسرطان تم تطويرها باستخدام خلايا حيوانية أو بشرية لكن نتائجها لم تكن حاسمة. ويتمتع اللقاح المصنوع من مصدر نباتي بمزايا عدة منها أنه يمكن تطويره بسرعة وبكلفة متدنية. كما أنه لا يمثل خطورة نقل العدوى كما هي الحال مع الخلايا الحيوانية. كما يتوقع أن تدفع المضادات الحيوية التي يفرزها الى تكوين رد فعل مناعي في الجسم أقوى من المضادات التي يتم تركيبها من خلايا حيوانية. وشرح ليفي في حديث هاتفي مع فرانس برس أن "كل مريض بسرطان الخلايا اللمفاوية لديه هدف (او مدخل) على خلاياه السرطانية ، لكن هذا الهدف يختلف من مريض الى آخر". ويتطلب العثور على الهدف الصحيح ، استنساخ مورثات الخلايا السرطانية لكل مريض. وبعد استنساخها يتم حقن المورثات في فيروس يهاجم نبات التبغ. ويتم إدخال الفيروس في أوراق نبات التبغ حيث يتحول الى عامل لإنتاج البروتين ، كما شرح ليفي. بعد أسبوع تسحق أوراق التبغ ويتم استخراج البروتين وحقنه في جسم المريض. وقال ليفي لفرانس برس "هذه التكنولوجيا فريدة من نوعها لأنها سريعة ومناسبة لصنع لقاح فريد خاص بكل مريض"، ولكن ليفي نبه الى أن اللقاح ليس مفيدا للوقاية من السرطان. وقد تستخدم هذه الطريقة مستقبلا في علاج أمراض أخرى، وأضاف "نستخدم البروتينات لتحقيق أهداف عديدة في الطب مثل التعويض عن الإنزيمات وصنع اللقاحات والمضادات الحيوية". وتابع أن "تنمية الخلايا البشرية لإنتاج البروتينات أمر مكلف للغاية وطويل. أما تنمية هذه النباتات فأمر بسيط وغير مكلف ونحن نعرف جيدا كيف ننمي نباتات التبغ". (ا ف ب)