د.مازن النجار \n\n وجدت دراسة طبية أسبانية جديدة أن البولي-فينولات، مضادات الأكسدة المركبة المتواجدة بوفرة في زيت الزيتون، قد تمنع العدوى ببكتيريا هليكوباكتر بايلوري Helicobacter pylori المتسببة في ملايين الإصابات سنويا بالتهاب المعدة والقرحة الهضمية.\nأجرى الدراسة الجديدة فريق بحث من معهد دي لاغرازا الإسباني ومستشفى فالمي الجامعي. ونشرت نتائجها بالعدد الحالي من \"مجلة كيمياء الزراعة والغذاء\"، وعرضها ستيفن دانيلز في نوترا إنغريدينتس يو أس إيه.\nمركبات فينول مستقرة\nوجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر (أول عصرة باردة) الغني بالبوليفينول قد أحدث تأثيرات مضادة للبكتيريا ضد ثمان سلالات من بكتيريا هليكوباكتر بايلوري، منها ثلاث سلالات معروفة بمقاومتها للمضادات الحيوية. \nيقول د. كونسيبسيون روميرو، المؤلف الرئيس للدراسة، أن هذه النتائج تفتح إمكانية استخدام زيت الزيتون البكر كعامل كيميائي وقائي من القرحة الهضمية أو سرطان المعدة، لكن هذا النشاط الحيوي لزيت الزيتون البكر يحتاج إلى تجارب علاجية للتأكد منه.\nوكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الشاي الأخضر وعصير التوت البري (الحامض) وأغذية طبيعية أخرى قد ثبطت نمو بكتيريا هليكوباكتر بايلوري، وهي البكتيريا الوحيدة التي تستطيع البقاء حية في البيئة الحامضية للمعدة، وتعرف كمسبب لالتهاب المعدة والقرح الهضمية.\nوهذه الدراسة الجديدة، هي الأولى التي تنظر في إمكانات دور بولي-فينولات زيت الزيتون، كمضاد لبكتيريا هليكوباكتر بايلوري. وقد استخدمت التجارب المخبرية لتبيان أنه تحت ظروف تحاكي الواقع، استمرت مركبات الفينول المفيدة الموجودة بزيت الزيتون مستقرة في البيئة الحامضية للمعدة لساعات.\nتجارب علاجية واعدة\nوتظهر النتائج أنه تحت ظروف المحاكاة، فإن أكثر من نصف البولي-فينولات الموجودة في زيت الزيتون ينتشر في الطور المائي من العصارات المعدية. كما وجد الباحثون أن هذه البولي-فينولات تحدث النشاط الأكبر ضد هليكوباكتر بايلوري.\nكذلك، ظهر أن تأثيرات مستخلص زيت الزيتون المضادة للبكتيريا تتناسب مع كمية الجرعة، وأن أضعف مستوى لتركيز مستخلص زيت الزيتون (واحد بالمائة) وحده قد أخفق في إحداث نشاط ملحوظ مبيد للبكتيريا.\nويخلص الباحثون إلى أنه في ضوء التركيز المنخفض (نسبيا) والمطلوب لإحداث فعل مبيد للبكتيريا، يبدو واعدا إجراء تجارب علاجية فعلية باستخدام زيت الزيتون البكر للوقاية من القرح الهضمية وسرطانات المعدة التي تسببها البكتيريا.\nوبناء على هذه النتائج، قد يستمر الاهتمام الكبير بزيت الزيتون لدى المستهلكين، خاصة مع صدور عدد من الدراسات التي تربط بين استخدام زيت الزيتون وانخفاض مخاطر الإصابة بمرض القلب والشرايين وأنواع معينة من السرطانات. ويذكر أن سوق زيت الزيتون في بريطانيا قد اتسع بشكل ملحوظ منذ عام 2000، ونما منذ ذلك الحين بنسبة 39 بالمائة مقتربا من مستوى 200 مليون دولار.