\r\n وبالمقابل تتوصل الولاياتالمتحدة إلى اتفاقية سلام تنهي بشكل رسمي الحرب الكورية وتطبع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وترصد معونات غذاء وطاقة على اساس طويل الأجل وتدعم ائتمانات متعددة الاطراف واسعة النطاق من اجل اعادة تأهيل البنية التحتية الاقتصادية لكوريا الشمالية. \r\n وكان رد كوريا الشمالية صريحا وواضحا. فالبلوتونيوم المعلن تم بالفعل تسليمه هكذا تم ابلاغي بشكل متكرر خلال 10 ساعات من النقاشات. وان بيونج يانج مستعدة لوقف تطوير اسلحة نووية اضافية في المفاوضات المستقبلية، لكن متى وكيف ستتخلى عن ترسانتها الموجودة يعتمد على كيف ستتطور العلاقات مع واشنطن. \r\n 68 رطلا من البلوتونيوم كافية لصناعة اربعة أو خمسة اسلحة نووية بناء على درجة البلوتونيوم وشكل الأسلحة المحددة والحصيلة التفجيرية المرغوب فيها. لم يحدد لي جون ماذا يعني بما\" تم تسليحه\" على الرغم من الأسئلة المتكررة، لكن الجنرال ري شان بوك المتحدث باسم لجنة الدفاع الوطني اشار ضمنا إلى انها تشير إلى تطوير رؤوس حربية صاروخية. \r\n لمواجهة هذا التشدد الجديد يكون على الولاياتالمتحدة ان تختار بين مقاربتين، تجاهل معتدل وحصر ترسانة كوريا على اربعة أو خمسة اسلحة. \r\n قد يعني التجاهل المعتدل تعليق الجهود المتواصلة لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية عن طريق توفير حوافز اقتصادية والمضي قدما صوب تطبيع العلاقات. غير ان ذلك يمكن ان يعني ايضا تجنب السياسات العدائية التي كانت تنتهجها في البداية ادارة بوش والتي هدفها الضمني \"تغيير النظام\". \r\n الحجة الأقوى لهذه المقاربة هي انه ليس لدى الولاياتالمتحدة ما تخشاه من كوريا الشمالية النووية. فقد طورت بيونج يانج اسلحة نووية لأسباب دفاعية، لمواجهة هجوم اميركي استباقي يخشى منه، وسوف تردع القدرات النووية الاميركية في المحيط الهادي اي تهديد نووي محتمل من قبل كوريا الشمالية. \r\n يمكن ان يكون الغرض من هذه الاستراتيجية هو وقف علاقة التقايض والمساومة الحالية التي تستغل فيها كوريا الشمالية برنامجها النووي من اجل الحصول على تنازلات من الولاياتالمتحدة. مع ذلك فإنها يمكن ان تكون محفوفة بالخطر لأن بيونج يانج يمكن ان ترد بتحركات استفزازية لتأكيد عدم تجاهلها. \r\n في اطار المقاربة الثانية، يمكن ان تستمر المفاوضات السداسية بهدف قصر الاسلحة النووية لكوريا الشمالية على الاربعة او الخمسة رؤوس حربية المعلنة حتى الآن. ويمكن ان يتطلب ذلك اولا، ترتيبات تضعها الولاياتالمتحدة من اجل توفير ال200 الف طن من زيت الوقود الثقيل التي وعدت بها والتي لم يتم تسليمها بعد لكوريا الشمالية مقابل وقفها مفاعل يونج بيون للبلوتونيوم، والثاني، التفاوض على شروط تفكيك المفاعل حتى لا يتم اعادة معالجة بلوتونيوم اضافي. \r\n تعتبر الشروط التي عرضت علي في بيونج يانج من اجل تفكيك المفاعل اكثر صرامة من تلك المعروضة حتى الان: اكمال المفاعلين اللذين يعملان بالماء الخفيف وانطلقا خلال ادارة كلينتون واجراء عملية التحقق الواسعة المتصورة من قبل الولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية في بيان يوليو الماضي. ويمكن ان يتطلب ذلك عمليات تفتيش للقواعد الاميركية في كوريا الجنوبية للتحقق من ان الولاياتالمتحدة نزعت اسلحتها النووية حسبما هو معلن في عام 1991، بالتوازي مع عمليات تفتيش للمنشآت النووية العسكرية الكورية الشمالية. ويمكن ان تتضمن عمليات التفتيش في كوريا الشمالية اتخاذ عينات من مواقع نفايات نووية مشتبه بها، مطلب اميركي رئيسي، غير ان البلوتونيوم الذي تم ادخاله في اسلحة لن يتم فتحه للتفتيش. \r\n عندما كنت في بيونج يانج، توصلت إلى دليل بأن التحول المتشدد في موقف كوريا الشمالية يرتبط بشكل مباشر بصحة كيم جونج ايل. فقد ابلغتني مصادر غير رسمية ان كيم تعرض لسكتة دماغية في اغسطس الماضي. وفي الوقت الذي لا يزال يتخذ فيه القرارات الاساسية الا انه قد تخلى عن سلطة تسيير الامور اليومية في الشئون المحلية لأخ زوجته شانج سونج تايك والادارة الفعلية على شئون الامن القومي للجنة الدفاع الوطني. ولم يكن مصرح لي برؤية عدد من المسئولين الرئيسيين في وزارة الخارجية من اصحاب المقاربات المرنة في مفاوضات نزع الاسلحة النووية الذين كنت اراهم بشكل منتظم في الزيارات السابقة. \r\n المحصلة هي ان هناك صراعا سياسيا مستمرا في بيونج يانج بين المتشددين في لجنة الدفاع الوطني والاصلاحيين الذين يريدون تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة. ويمكن لانخراط اميركي متواصل مع كوريا الشمالية يقود بشكل كبير إلى تطبيع اقتصادي وسياسي ان يقوي الاصلاحيين. \r\n \r\n اذا كانت الولاياتالمتحدة تستطيع التعاطي مع دول اسلحة نووية رئيسية مثل الصين وروسيا، فإنها تستطيع التسامح مع كوريا الشمالية المسلحة بأسلحة نووية التي قد يكون أو لا يكون لها بالفعل ترسانة الاسلحة النووية التي تدعيها. وفي الحقيقة فإنه مع معرفة بيونج يانج كيف تنتج رؤوسا حربية مصغرة بشكل يكفي لصناعة صواريخ طويلة الاجل، يكون على ادارة اوباما ان تقرن استئناف مفاوضات نزع الاسلحة النووية بإحياء مفاوضات الحد من الصواريخ الموعودة التي كانت ادارة كلينتون على وشك التوصل لها عندما غادرت المنصب. وقال المفاوض لي جون\" اذا كان لدينا مفاوضات نووية، فلماذا لا يكون لدينا مفاوضات بشأن الصواريخ؟\" \r\n \r\n سيليج هاريسون \r\n الرئيس السابق لمكتب شمال شرق اسيا لصحيفة واشنطن بوست ومؤلف كتاب\"نهاية اللعبة الكورية\" مدير برنامج اسيا في السياسة الدولية. خدمة لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n