\r\n وفي الوقت الذي يتلقى فيه الرئيس الأميركي الجديد المذكرات والإيجازات المعلوماتية الاستخباراتية، لابد أن هناك حقائق معينة جلية الآن: إن \" القاعدة \" تعمل بنشاط وفعالية لمهاجمة بلدنا مرة أخرى. إن السياسات والمؤسسات التي أرساها جورج بوش لوقف هذا الأمر ناجحة. وخلال الحملة الانتخابية، تعهد أوباما بتفكيك كثير من هذه السياسات. وهو يمضي قدما بتلك التعهدات على حساب الخطر الذي تواجهه أميركا - وخطره هو. إذا أضعف أوباما أيا من الدفاعات التي أرساها بوش وضرب الإرهابيون بلدنا مرة أخرى، سيحمل الأميركيون أوباما المسئولية - كما أن الحزب الديمقراطي الأميركي سيجد نفسه غير مُنتخب لمدة جيل. \r\n تأملوا على سبيل المثال برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية \" سي آي أيه \" الذي أوجده بوش لاعتقال ومساءلة كبار القادة المُعتقلين في الحرب على الإرهاب. فكثير من هؤلاء الإرهابيين، بمن فيهم العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد، رفضوا التحدث - حتى أجاز بوش ل\" سي آي أيه \" استخدام أساليب استجواب إضافية. والمعلومات التي تم الحصول عليها باستخدام تلك الأساليب مسئولة عن منع عدد من الهجمات المخطط لها المعتزمة - بما فيها مؤامرات لتفجير القنصلية الأميركية في كراتشي بباكستان؛ وتطيير طائرات إلى أبراج \" كناري وراف \" في لندن؛ وتطيير طائرة مخطوفة إلى برج \"لايبراري\" في لوس أنجلوس. \r\n وخلال الحملة الانتخابية، وصف أوباما الأساليب المستخدمة لمنع هذه الهجمات ب\"التعذيب\". ووعد بأنه - إذا تم انتخابه - سيكون لديه \" الكتيب الميداني للجيش \" الذي يحكم أساليب الاستجواب بالنسبة لكل الأفراد التابعين لحكومة الولاياتالمتحدة أو المتعاقدين معها \". وإذا مضى في ذلك، فإنه سيقتل برنامجا منع \" القاعدة \" من شن هجمة أخرى على غرار 11 سبتمبر. كان سهلا على أوباما المرشح وقتها أن ينتقد برنامج \" سي آي أيه \". ولكن كرئيس، ماذا سيفعل إذا تم أسر قائد \" القاعدة \" الكبير المقبل - مع جود معلومات استخباراتية فاعلة عن مؤامرات لضرب وطننا - ورفض الحديث؟ وهل سيسمح الرئيس ل\" سي آي أيه \" بسؤال هذا الإرهابي باستخدام أساليب استجواب إضافية تعزيزية؟ إذا رفض أوباما ذلك وهُوجم بلدنا، سيتحمل المسئولية. \r\n تأملوا أيضا برنامج وكالة الأمن القومي لرصد ومراقبة الاتصالات الإرهابية الخارجية. في مجلس الشيوخ الأميركي، صوت أوباما ضد تثبيت مدير وكالة الأمن القومي الأميركية وقتها مايكل هايدن في منصب قيادة \" وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية \" سي آي ايه \" لأن هايدن - بكلمات أوباما - كان المهندس والمدافع الرئيسي عن برنامج التنصت وجمع التسجيلات الهاتفية خارج نطاق مراقبة \" قانون الرقابة على الاستخبارات الأجنبية \" . وفي عام 2007، صوت أوباما ضد \" قانون حماية أميركا \"، والذي أجاز مؤقتا برنامج وكالة الأمن القومي. وفي العام الماضي، وعد أوباما بتعطيل الإجازة أو التفويض طويل الأمد ولكن في الدقيقة الأخيرة سحب صوته وبدل رأيه. وقال إنه ما زال يريد أن يجري تغييرات على القانون، بما في ذلك تجريد ونزع الحصانة عن شركات الاتصالات لتعاونها مع وكالة الأمن القومي الأميركية - وهو ما سيقتل البرنامج. كما وعد بأنه \"حال ما يتم أدائي اليمين الدستورية كرئيس.. سيقوم وزير عدلي بمراجعة شاملة لكل برامج المراقبة، وتقديم مزيد من التوصيات عن أي خطوات لازمة للحفاظ على الحريات المدنية\". \r\n والآن وقد أدى الرئيس اليمين الدستورية، هل سيسمح أوباما باستمرار البرنامج حتى عام 2012 كما أجاز الكونجرس - مخالفا وعده لقاعدته الليبرالية؟ أم هل سيمضي قدما بمراجعته الموعودة ويفرض قيودا جديدة على قدرة وكالة الأمن القومي الأميركية على معرفة ما الذي يخطط له الإرهابيون؟ وإذا فعل ذلك، فماذا لو فشلنا في وضع النقاط على الحروف قبل الهجوم القادم؟ \r\n إن أوباما يواجه مأزقا مماثلا فيما يتعلق بالعراق. لقد خلف له بوش عراقا مستقرا، حيث تتراجع فيه \"القاعدة\" وتعود القوات الأميركية إلى وطنها بنهاية عام 2011 تحت سياسة \"العودة إلى النجاح\". ووعد المرشح أوباما وقتها بتسريع وتعجيل هذا الانسحاب على نحو دراماتيكي وبسحب القوات الأميركية في غضون 16 شهرا. وفي الأسبوع الماضي، أعلن كبير مستشاري أوباما ديفيد آكسيلورد في برنامج \" هذا الأسبوع \" بشبكة \" أيه بي سي \" أن أوباما ينوي الحفاظ على ذلك الوعد. والمشكلة هي أن الجنرال ديفيد بيترايوس ورؤساء الأركان ليس من المحتمل أن يوصوا بمثل ذلك الانسحاب السريع غير المسئول. وهذا يدع أوباما أمام خيارين: هو يمكنه أن يتراجع في خططه ويستمر في عملية التخفيض الأبطأ في القوات التي وضعها الرئيس بوش.. أو يمكنه أن يسيطر على قادته العسكريين ويتحكم فيهم - ويسعى إلى عملية سحب سريع أمام اعتراضاتهم. وإذا فعل هذا، فسوف يتحمل النتائج المدمرة الممكنة. وفي عام 2007، كشف الرئيس بوش عن معلومات استخباراتية بأن أسامة بن لادن قد أخبر قادة \" القاعدة \" في العراق بتكوين خلية للقيام بهجمات داخل الولاياتالمتحدة - ثم طردتهم عملية زيادة القوات من ملاذاتهم الآمنة وأحبطت تلك الخطط. وإذا سمح أوباما ل\" القاعدة \" باستعادة ملاذاتها الآمنة في العراق، واستخدمها الإرهابيون لضرب بلدنا، فلن يكون قادرا على لوم بوش. \r\n لقد ورث الرئيس أوباما مجموعة من الأدوات حمت بنجاح البلد لمدة 2688 يوما - ولا يمكنه أن يفكك تلك الأدوات بدون المخاطرة بحدوث عواقب كارثية. ويوم الثلاثاء الماضي، أخبر جورج بوش حشدا مبتهجا في ميدلاند بتكساس، بأن إدارته قد تركت السلطة بدون هجوم إرهابي آخر. وعندما يعود باراك أوباما إلى شيكاغو في نهاية وقته في السلطة، هل سيكون قادرا على أن يقول نفس الشيء؟ \r\n \r\n مارك ثيسين \r\n خدم في مواقع رفيعة المستوى بالبيت الأبيض والبنتاجون من عام 2001 إلى عام 2009 وكان حتى وقت قريب جدا كاتب خطب الرئيس جورج بوش \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن \" \r\n