ففي 11 ايلول/سبتمبر 2001 تسبب 19 شخصا من اعضاء شبكة القاعدة بمقتل نحو ثلاثة الاف شخص، واضعين حدا لوهم عنوانه \"اميركا لا تقهر\" تبلور منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. \r\n \r\n \r\n في ذلك المساء، وفيما كان غبار برجي مركز التجارة العالمي يلف نيويورك وحريق البنتاغون يغطي اجواء واشنطن، قال الرئيس جورج بوش ان \"الليل هبط على عالم مختلف\". \r\n \r\n \r\n وبعد بضعة ايام، وفيما كان يقف على ركام البرجين في نيويورك، قدم الرئيس الاميركي نفسه كزعيم حرب جاعلا \"حربه على الارهاب\" محور النقاش السياسي الداخلي والتحركات الاميركية في الخارج. \r\n \r\n \r\n لكن النجاحات الاولى اصبحت طي النسيان، فوتيرة المعارك تزداد في افغانستان ولا يزال العنف يهيمن على مناطق بكاملها في العراق فيما تتزعزع الاسس القانونية لمكافحة الارهاب. \r\n \r\n \r\n وبذلك، يشهد الرئيس الاميركي افول نجمه قبل عامين من انتهاء ولايته الثانية ومع دنو الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر. \r\n \r\n \r\n الدعم الدولي والتفاهم الوطني حول العراق ما عادا متوافرين، بينما واظب بوش على التنديد باسلحة غير موجودة والاشارة الى \"محور للشر\" مشكوك فيه بين العراق وايران وكوريا الجنوبية مخاطبا الجميع \"اما ان تكونوا معنا واما ان تكونوا مع الارهابيين\". \r\n \r\n \r\n واسفرت الحرب في العراق حتى الان عن مقتل اكثر من 2600 جندي اميركي منذ عام 2003، وبحسب السلطات العراقية قتل 3200 عراقي فقط في بغداد خلال الشهرين الاخيرين. \r\n \r\n \r\n وفي موازاة ذلك، دفعت الولاياتالمتحدة ثمن دعمها غير المشروط لاسرائيل من علاقات كانت تحاول اقامتها في العالم العربي، حيث اظهرت استطلاعات للرأي مزيدا من الحذر حيال الاميركيين. \r\n \r\n \r\n وعلق جيمس دوبنز المحلل في مركز \"راند كوربوريشن\" للابحاث ان \"الدبلوماسية الاميركية لم تنجح في عزل الارهابيين بل الولاياتالمتحدة نفسها\". \r\n \r\n \r\n داخل الولاياتالمتحدة، ابطلت المحكمة العليا المحاكم التي اقامها الرئيس لمحاكمة المعتقلين في غوانتانامو، وتواجه الحكومة صعوبات بالغة في تبرير برنامج التنصت الهاتفي من دون اذن قضائي او تقنياتها في الاستجواب التي تحاكي التعذيب. \r\n \r\n \r\n وفي مواجهة الانتقادات، يشدد مناصرو الرئيس على ان الولاياتالمتحدة لم تتعرض لاي هجوم جديد في حين انفجرت قنابل في لندن ومدريد والهند، فيما اثبت المخطط الذي تم احباطه في بريطانيا في اول اب/اغسطس ان التهديد لا يزال فعليا. \r\n \r\n \r\n لكن القلق الذي سيطر على البلاد قبل خمسة اعوام تبدد، وكان تزايد نتيجة الانذارات الدورية لوزارة الامن القومي والازمات المتفرعة مثل البريد السام وقناص واشنطن المجنون. \r\n \r\n \r\n وخارج واشنطنونيويورك، المدينتين الاكثر حساسية حيال اي انذار كما حصل اثر احباط المخطط الارهابي المفترض في لندن، استعادت الحياة ايقاعها الطبيعي. \r\n \r\n \r\n لكن شون كاي الاستاذ الجامعي في اوهايو (شمال) اكد ان \"ما تغير في كل انحاء البلاد هو ادراك متزايد ان ثمة ربما وسائل اخرى للتعاطي مع مشكلة\" الارهاب. \r\n \r\n \r\n وكان جورج بوش وعد باعتقال اسامة بن لادن \"حيا او ميتا\"، لكن العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر لا يزال طليقا، ورغم انه لا يؤدي على الارجح دورا عملانيا فهو يظل مصدر وحي لهجمات محتملة جديدة. \r\n \r\n \r\n غير ان تنسيقا افضل بين مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) ونظرائهما الغربيين، فضلا عن يقظة اكبر في صفوف المواطنين الاميركيين، اتاحا تطوير وسائل الوقاية. \r\n \r\n \r\n واعتبر جيمس لويس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان \"الفتور الذي ساد قبل 11 ايلول/سبتمبر انتهى، ومناهضة الارهاب تقدمت على البيروقراطية\". \r\n \r\n \r\n