لقد أساء رئيسان أميركيان - كما سأدفع بذلك - التعاملَ مع مسألة الإرهاب على حساب الأمن القومي الأميركي ووضع ومنزلة أميركا في العالم. ولكن لا أحد يعترف بالأخطاء في أي مجال عمليا من مجالات السياسة الخارجية. \r\n مرت عشر سنوات فحسب منذ ارتكب بيل كلينتون واحدةً من أكبر سقطاته المميتة في فترة رئاسته. ففي شهر أغسطس عام 1998، نفذ عملاء \" القاعدة \" تحت توجيه أسامة بن لادن هجمات مدمرة ضد سفارتي الولاياتالمتحدة الأميركية في كل من كينيا وتنزانيا. وكان رد فعل كلينتون فقط هو \" انتقام سريع \" عسكريا - آمرا بإطلاق صواريخ على معسكرات تدريب \" القاعدة \" الفارغة في أفغانستان. \r\n ولكنه لم يكن له رد فعل واسع طويل المدى لتحجيم ابن لادن وخنق حركته الدولية. فقد أخبر سائق بن لادن، سالم حمدان، مستجوبيه الأميركيين في جوانتانامو بأن فشل كلينتون في التصرف بعد تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 والهجوم على المدمرة الأميركية \" يو إس إس كول \" في أواخر عام 2000 \" أعطى الجرأة والشجاعة \" لأسامة بن لادن لتنفيذ هجمات 11/9. \r\n ولكن مادلين أولبرايت، وزيرة خارجية كلينتون في ولايته الثانية، لم تكن لتفعل شيئا على نحو مختلف. لقد قالت لي عن كتاب كتبتهُ حول فشل السياسة الخارجية الاستراتيجية الأميركية البارز في 11/9 :\" على ضوء ما كنا نعرفه وما كنا نفعله، فإننا أدينا أفضل ما يمكننا بالمعلومات الاستخباراتية التي كانت لدينا والأجواء التي كنا فيها.. أنا ليس لديّ الإحساس بأننا فشلنا بأي حال.. نحن فعلنا الشئ الصحيح\". \r\n وفي الواقع، فإن الإطاحة ب\" طالبان \" الحاكمة من السلطة في أفغانستان تطلب فقط الجهد الأدنى، كما أعلن الرئيس جورج بوش بعد 11/9. غير أنه بعد سبع سنوات من إصدار بوش أمره بالغزو العسكري لأفغانستان، تخسر الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي \" الناتو \" الأرض أمام \" طالبان \" الناهضة من جديد، المدعومة من فلول \" القاعدة \". \r\n إن بوش، مثله مثل كلينتون، لم يطور قط استراتيجيةً شاملةً لتحجيم \" طالبان \" وعزل \" القاعدة \"، التي استقرت في باكستان وكذلك أفغانستان. ( وقد أخبر كبير المستشارين العسكريين لبوش الكونجرس في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر أنه يطور الآن مثل تلك الاستراتيجية). \r\n ثم هناك العراق.. بعد خمس سنوات ونصف السنة من شن بوش حربا استباقية على العراق، تأسيسا على معلومات استخباراتية معيبة ومزاعم مشوهة بتهديد أمن الولاياتالمتحدة، تم تأطير المناقشة حول سؤال بلا إجابة عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تفوز بالحرب أم لا - بدلا من الدروس التي يجب تعلمها من هذه المغامرة المكلفة. \r\n ولذا هاكم بعض الأسئلة التي يجب أن تُسأل للمرشحيينِ الرئاسيين ِالأميركيينِ ولمرشحيهما لمنصب نائب الرئيس : \r\n أفغانستان: ابتعد كلينتون عن استخدام القوة ضد \" طالبان \" واستخدم بوش القوة بدون أي خطة. ويعترف مساعدو كلينتون بأنهم كان يمكنهم مراجعة السياسة ولكنهم بدلا من ذلك استمعوا إلى الأنصار في الكونجرس، الذين فضلوا فرض عقوبات على باكستان بدلا من السعي إلى تعاونها ضد \" طالبان \". فكيف يمكن لباراك أوباما أن يرى أن المصلحة الوطنية طويلة المدى تسود في المستقبل - بدلا من أجندة جمهور الحزب الكبير؟ وهل يكون لدى جون ماكين استراتيجية طويلة الأمد في أفغانستان؟ \r\n الاستمرارية: قارب جورج بوش السياسة الخارجية بأي اتجاه \" يخالف اتجاه كلينتون. ( كما فعل كلينتون مع بوش الأب ). فكيف سيتجنب أوباما وماكين، وكلاهما يقول إنه يسعى إلى تغيير له معنى، نبذ سياسات بوش التي قد تكون في المصلحة الوطنية؟ \r\n باكستان.. أمر بوش فيما هو ظاهر بغارات عبر الحدود وبمواصلة القصف والتفجير في باكستان - مما أثار معارضة وطنية- ويقول كل من أوباما وماكين إنهما سيفعلان الشئ نفسه. فهل يرى المرشحانِ الرئاسيانِ الأميركيانِ مخاطرةً في زعزعة استقرار حكومة باكستان المُنتخبة ديمقراطيا؟ وهل هناك سبيل للعمل مع تلك الحكومة؟ \r\n العراق.. تبنى بوش أجندة المحافظين الجدد نحو ما أعلنه أنه \" محور الشر \" : كان العراق تهديدا لأمن الولاياتالمتحدة، وكانت كوريا الشمالية تحوز قدرة على إطلاق صورايخ نووية على الولايات المتحد، وكانت إيران لا يمكن التحدث إليها. فما الذي ستفعله إدارة ماكين لتأكيد أنها لديها حقائقها الصحيحة قبل أن تذهب إلى حرب؟ وهل ستدعم إدارة أوباما دعاوى جون بايدن المتكررة بتقسيم العراق إلى أقسام عرقية؟ \r\n وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية \" سي آي ايه \".. يدفع تيم واينر في كتابه \" تراث الرماد \" بأن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين يتحولون بشكل ثابت إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية \" سي آي أيه \" لتنفيذ السياسة الخارجية، لأنهم يمكن أن يعطوا أوامر بعمليات سرية بمراقبة دُنيا ولا يمكن تعرضهم للمساءلة علانيةً عندما تسير على النحو الخاطئ. فهل يعتمد الرؤساء أيضا بقوة على العمليات السرية؟ وما الذي سيفعله المرشحان الرئاسيان الأميركيان على نحو مختلف؟ \r\n جورجيا.. هل يريد المرشحان الرئاسيان الأميركيان أن يربطا حظوظ \" الناتو \" ببلد معرض جدا للضغط الروسي، يقوده قومجي متهور ومقدر للقوة الغربية فيه بأن تكون غير قادرة على النجاح، لاسيما في الوقت الذي يكون فيه أعضاء التحالف الأوربيون - المعتمدون على إمدادات النفط الروسية - منقسمين بعمق؟ \r\n الدفاع الصاروخي.. أبطل جورج بوش معاهدة مضادات الصورايخ الباليسيتية وأثار غضبا هائلا في موسكو ومضى بشكل أحادي الجانب في إقامة منظومة دفاع صاروخي غير مُثبتة في جمهورية التشيك وبولندا. فهل سيمضي أي من المرشحين الرئاسيين الأميركيين قدما مع تلك المنظومة أو يعلقها ويوقفها؟ \r\n إيران.. لم تثن إدارة بوش علانيةً إسرائيل عن هجمة استباقية على إيران لتدمير برنامجها لتخصيب الوقود النووي، ويرى البعض هذا على أنه \" ضوء أصفر \" يؤدي إلى التدخل. لقد قال جون ماكين مازحا ذات مرة :\" إضربوا إضربوا إضربوا إيران \". فهل يحبذ ماكين حقيقةً ذلك المسار؟ وإذا أردتم تجنب حرب، فكيف ستحلون المسألة؟ \r\n جوانتانامو.. إذا أغلقا جوانتانامو، كما وعد كلاهما، فهل سيقترح المرشحان الرئاسيان الأميركيان أي تعويض أو اعتذار للمحتجزين الذين تم احتجازهم بدون تهم، وبدون إجراءات محقة وبعدد من الحالات بخطأ كامل؟ وإذا خالفت إدارة بوش القانون بتعذيب المحتجزين أو احتجازهم بدون إجراءات مقننة، فهل سيسعى أي من المرشحينِ الرئاسيينِ الأميركيينِ إلى اتخاذ إجراء في محكمة ضد كبار مسئوليها ( أي مسئولي إدارة بوش)؟ \r\n السياسة الخارجية ثنائية الحزب.. يبدو أن رئيسينِ أميركيينِ متعاقبينِ قد دعما وروجا لأجندات حزبيهما في السياسة الخارجية. فما الذي سيفعله كل مرشح لضمان أن تقف السياسات على بر الأمان، وتركيز السياسة الخارجية على المصلحة الوطنية طويلة المدى؟ \r\n \r\n روي جوتمان \r\n محرر شئون خارجية في صحف \" ماكلاتشي \". وأحدث كتاب له بعنوان \" كيف فقدنا القصة: أسامة بن لادن وطالبان واختطاف أفغانستان\" نُشر في أوائل هذا العام من قبل \" معهد السلام \" الأميركي \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب\" الوطن \"