\r\n \r\n فعلى امتداد تاريخنا بدءا من خطبة جون وينثروب المعنونة (مدينة على تل) في عام 1630 إلى خطب السياسة الخارجية الخاصة بالرئيس كلينتون كان قادتنا يتسمون بالسرعة في التأكيد لنا وطمأنتنا بمقدمة منطقية معاكسة: نحن سيكون لنا السؤدد على أعدائنا لأننا (ولأننا فقط) نكون في الجانب المضئ, ولا نكون في الجانب المظلم. سيكون لنا السؤدد ليس من خلال قضاء (الوقت في الظلام أو الظل) ولكن من خلال التزامنا بالحرية والديمقراطية والعدالة وحكم القانون. \r\n إن الالتزامات الخطابية السابقة بأن نكون في الجانب المضئ كانت تصاحبها في بعض الأحيان بعض حلقات في الجانب المظلم جدا. ولكن إذا لم ننجح دائما في أن نتعايش ونتواءم مع القيم التي تبنيناها علانيةً, فإن التزاماتنا العامة قد أعطتنا مقياسا نقيس به أنفسنا وأن نعلن للعالم استعدادنا لأن نُساءل ونُحاسب عندما نفشل. \r\n ولكن تمشيا مع نصح تشيني ب(العمل في الجانب المظلم), تبنت واعتنقت هذه الإدارة تكتيكات لم تكن أية إدارة سابقة لتصفح وتتغاضى عنها رسميا. ففي حروب سابقة على سبيل المثال منحنا الحماية التي توفرها معاهدة جنيف إلى أعدائنا كمسألة سياسية, حتى عندما كان أولئك الأعداء مثل سجناء (فيت كونغ) يعوزهم أي حق قانوني بالمطالبة بالحماية التي توفرها اتفاقات جنيف. صحيح أن بعض الجنود الأميركيين أساءوا إلى سجناء (فيت كونغ), ولكن عندما فعلوا ذلك, خالفوا وخرقوا القوانين المكتوبة الواضحة والسياسات الأميركية. \r\n قارنوا ذلك مع إدارة بوش, التي رفضت الاعتراف بأية حقوق تقرها اتفاقية جنيف ل(المقاتلين الأعداء غير القانونيين) المعتقلين في الحرب على ما يسمى بالإرهاب حتى أمرتها أخيرا المحكمة العليا بأن تفعل ذلك. \r\n وفي غضون شهور من تعليقات تشيني عن (الجانب المظلم), امتلأ معتقل غوانتانامو بسجناء مقيدين معصوبي الأعين محبوسين في أقفاص في الهواء الطلق. لقد طورت وزارة العدل الأميركية دفاعات قانونية عن التعذيب, وفتحنا سجونا سرية في دول الكتلة السوفيتية السابقة وأجاز الرئيس الأميركي أساليب استجواب (معززة) للمعتقلين (ذوي القيمة العالية). \r\n وبالرغم من أفضل الجهود من جماعات حقوق الإنسان ومن المحاكم ومن عدد متزايد من النقاد في الكونغرس من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري, مازال تشيني يعمل بطريقته الخاصة. وفي العشرين من يوليو, أصدر الرئيس بوش أمرا تنفيذيا (يفسر) المادة الثالثة من اتفاقية جنيف, كما هي مطبقة على معتقلات الاستخبارات الأميركية السرية. وفي ظاهره, يحظر الأمر الرئاسي التعذيب, ولكنه يفعل ذلك باستخدام لغة مبهمة وغامضة جدا بحيث يبدو أنه مخصص لإحداث ثغرات تنفذ منها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه). \r\n إن الأمر التنفيذي الرئاسي السئ الذي صدر في الأسبوع الماضي والذي لم تشر إليه وسائل الإعلان إلا نادرا يكسر حاجزا جديدا بإبراز فئة من الناس الذين يمكن اعتقالهم سرا ولأجل غير مسمى من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) بطريقة فضفاضة بما فيه الكفاية بحيث تشمل جموعا غفيرة من سكان الكرة الأرضية. وبموجب بنوده, يمكن اعتقال أي مواطن غير أميركي سرا واستجوابه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بدون إتاحة أي فرصة للاتصال بمحامٍ وبدون أي مراقبة مستقلة مادام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يعتقد أن الشخص (عضو أو طرف في أو مؤيد وداعم ل(القاعدة) أو (طالبان) أو منظمات ذات صلة مرتبطة بها)؛ أو يكون من المحتمل أنه يحوز معلومات يمكن أن تساعد في كشف أو إحباط أو منع هجمات إرهابية (أو) تساعد في تحديد موقع القيادة العليا ل(القاعدة) أو (طالبان) أو (القوى ذات الصلة المرتبطة بها). \r\n هل فهمتم ذلك؟! \r\n لقد أصدر رئيس الولاياتالمتحدة لتوه بيانا عاما يعلن فيه كمسألة من مسائل السياسة الأميركية عن أن رجلا واحدا له سلطة وصلاحية اعتقال أي شخص في أي مكان في العالم وإخضاعه لأساليب الاستجواب السرية التي ليست تعذيبا ولكنها لا يمكن مع ذلك أن تُكشف, طالما أن ذلك الشخص يُعتقد أنه (مؤيد) لمنظمة (مرتبطة) بطريقة غير محددة ب(طالبان) أو (القاعدة), وطالما أنه يعتقد أن ذلك الشخص قد يعلم شيئا يمكن أن يساعدنا. \r\n ولكن (المؤيد) لم يتم تحديده أو تعريفه ولا المنظمة المرتبطة. وهذا يجعل التحديد أو التعريف فضفاضا بما فيه الكفاية ليسمح بالاعتقال السري لرجل لنقل مثلا أنه يتعاطف أيديولوجياً مع (طالبان) وقد يكون قد سمع عرضا شيئا مفيدا في مقهى مجاور له, أو لفتاة عمرها 10 أعوام تدرب شقيقها الأكبر مرة من المرات مع (القاعدة). \r\n وهذا ليس مجرد كلام افتراضي.. فالولاياتالمتحدة أعتقلت بالفعل أناسا تأسيسا على ما هو أقل من ذلك. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام, فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) أحتجزت حتى أطفالا, بمن فيهم طفلان يبلغان من العمر سبع وتسع سنوات من أبناء خالد شيخ محمد. وفي عام 2006, تم نقل خالد شيخ محمد من سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى غوانتانامو, ولكن أماكن وجود طفليه غير معلومة. \r\n ياله من ظلم وإظلام ! \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة القانون بجامعة جورج تاون الأميركية \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص ب(الوطن)